الميثاق نت - العماري احد معتصمي الجامعة يكشف عن تورط الاصلاح في جريمة جمعة الكرامة- الميثاق نت

الإثنين, 11-يوليو-2011
الميثاق نت/ حاوره: عبدالكريم المدى -
< أكد الأخ عبدالولي محمد العماري- طالب في جامعة صنعاء في السنة الأولى وأحد الذين كانوا معتصمين في ساحة التغرير بجوار الجامعة- أن عناصر «الاخوان» في الساحة قاموا قبل ما سمي بجمعة «الكرامة» بتقسيم المعتصمين إلى مجموعات ومربعات حيث كان المربع الأول باتجاه الأنتربول، أما المربع الآخر فكان باتجاه الجهة الجنوبية وكانت بقيادة أمين العكيمي. وقال المعتقل السابق في سجون «الاخوان» في ساحة التغرير في حوار مع «الميثاق»: إن العناصر الإصلاحية كانت تعد العدة لمهاجمة منزل محافظ المحويت أحمد علي محسن وعلى رأس هذه العناصر القيادي الإصلاحي حميد الأحمر.. وأشار العماري إلى أنه كان هناك اطلاق نار كثيف من خلف المعتصمين في تلك الجمعة وتحديداً من منزل عبدالوهاب الآنسي وكذا من فندق يملكه حميد الأحمر.. مضيفاً: أن من قام بقتل المعتصمين هم عناصر اللجنة الأمنية المنتمون لحزب الإصلاح والذين تم تشكيلهم من قبل أحد قيادات الإصلاح ويدعى وليد مسعود. وعن ظروف اعتقاله قال: إنهم قاموا بضربه والاعتداء عليه قبل أن يقوموا بإدخاله السجن التابع للاخوان والكائن بداخل مقر جمعية الإصلاح التي تقع جوار الساحة وأنهم واصلوا تعذيبه داخل معتقلهم دون شفقة أو رحمة، مدَّعين أنه مندس من قبل السلطة.. فإلى نص الحوار:
< كيف وصلت إلى ساحة الجامعة .. هل لك علاقة بالاعتصامات؟
- أنا كنت ضمن المعتصمين في الجامعة ومنذ بداية حركة الاحتجاجات، حيث كنت أطالب مع مجموعة من الشباب بمطالب حقوقية ومشروعة.
< ما نوعية تلك المطالب؟
- محاربة الفساد والبحث عن وظائف ومجانية التعليم والاهتمام بشريحة الشباب وغير ذلك من المطالب التي نريد من خلالها توفير الحياة الكريمة للشعب اليمني كافة وتحقيق حياة أفضل لجميع اليمنيين.
< من استقطبكم للجامعة؟
- كنا ننسق نحن وتوكل كرمان ونعد وننظم الاعتصامات والمسيرات والتحركات والشعارات وكذا القيام بنصب الخيام وغيره.
< ماذا حصل- إذاً - يوم 18 مارس؟
- تفاجأنا قبل يوم الجمعة بحوالى اسبوع بأن هناك تحركات غير طبيعية من قبل عناصر الاصلاح «الاخوان المسلمين»، حيث كانوا يقولون بأنها جمعة والآخرون اسموها في الساحة جمعة «الإنذار» والشباب المستقل اسموها بـ«جمعة الكرامة»، وبعد اعتراض الشباب المستقلين على التسمية السابقة وكذا على الزحف باتجاه السور الفاصل في الساحة.. وقد ظهر لنا في تلك الاثناء أنهم يعدون العدة لأمر ما وتحديداً من خلال ما يعرف بـ«الاخوان المسلمين» «الاصلاح» على جميع المنافذ والمداخل والمنصة والمستشفى الميداني والسجون السرية ومكتب اللجنة الأمنية.. وقد بدأوا قبل جمعة ما يعرف بالكرامة بتقسيم المعتصمين الى مجموعات والساحة الى جهات ومربعات، وكان المربع الاول باتجاه الانتربول الدولي وهذا المربع تحت قيادة الشيخ أحمد الزايدي من محافظة مارب، ومحمد قطينة من المحويت وأصحابهما أو من يتبعهما من الاصلاح. أما المربع أو الجهة الثانية فهي الجهة الجنوبية والتي تنتهي عند آخر خيمة وقد كانت بقيادة الشيخ أمين العكيمي وأصحابه.. والمربع أو الجهة الثالثة، فتتمثل بالجهة الغربية وتحديداً من شارع الرباط وقد كانت تحت قيادة عناصر اصلاحية وعلى رأسهم وليد مسعود وإبراهيم المؤيد وآخرون. والمربع أو الجهة الرابعة.. كانت تحت قيادة محمد حزام الصعر وعايض يحيى عايض وصالح عامر، ومعهم مجموعة من أصحاب عمران والفرقة الأولى مدرع.
< ما هي خطتهم الجديدة وأهدافهم من هذا التقسيم والتوزيع؟
- كانوا من خلال ما عرفناه يخططون ويهدفون لعدة أشياء ومن ضمنها الهجوم على منزل محافظ محافظة المحويت أحمد علي محسن لأنهم حسبما كنا نسمعهم كانوا يقولون اصحابه هم من قاموا بقتل نجل الشيخ محمد قطينة، وقد كان ذهب الى الشيخ قطينة قبل 18 مارس مجموعة من قيادات الاصلاح والقبائل وعلى رأسهم حميد الأحمر وأمين العكيمي والشيخ جعبل طعيمان.. وأكدوا له وقوفهم معه والتزموا أنهم سوف يدعمونه بالمال والسلاح والرجال والتخطيط والتنفيذ وذلك من أجل الأخذ بثأره.
< هل أحس الشباب وتحديداً المستقل في الساحة بشيء من هذا المخطط وكان لهم رد فعل معين أو موقف؟
- يوم الخميس 17 مارس 2011م بدأ بعض الذين كانوا محتكين بالمشائخ والدائرة الضيقة في ساحة الاعتصام بالانسحاب من الساحة وتحديداً في مساء الخميس، وفي الحقيقة قد اتصل لنا وتواصل بنا بعض الاخوة من الشباب الثقة وأكدوا لنا أن قيادات في المعارضة وقبلية في الساحة قد سلحوا بعض الشباب الموثوق بهم، مشيرين الى أن أحد مخططاتهم أيضاً هدم السور في اليوم الثاني جمعة 18 مارس.. وبعد أن علمنا بهذا الكلام والمخططات طلبنا من اللجان المعنية أن يحددوا لنا وجهتنا ومسارنا في اليوم الثاني أي (الجمعة).. فقالوا إن القسم أو الجهة الخاصة بنا هي باتجاه الستين، أما المجموعة الاولى فهي باتجاه شارع العدل. تفاجأنا أولاً في مساء الخميس باندفاع الشباب ونشوتهم وعدم شعورهم بالتعب أو الارهاق بعد السهرة الطويلة والغناء والرقص، وقد لاحظنا هذه النشوة والنشاط الكبير خاصة بعد أن تم توزيع مياه كوثر للشباب من قبل عناصر الاصلاح «الاخوان المسلمين» والتي تأكد لنا بعد فترة وجيزة أنها بالفعل كانت تحتوي مادة ما، شيئاً منشطاً، أو ما شابه ، وقد ظل الشباب بعدها بقية مساء ذلك اليوم 17 / 3 / 2011م وبعد رقص مكثف وحركة متعبة لهم وسط الساحات ساهرين ومتحمسين جداً، وقد تم ايضاً في نفس مساء ذلك اليوم توزيع السلاح بين الموثوق بهم من عناصر الاخوان والقبائل.
منزل الدباء
< وهل من تحركات ومستجدات أخرى سبقت جمعة ما يعرف بـ«الكرامة» لفتت انتباهكم وحيرتكم أيضاً؟
- حصل أمر مهم جداً، تمثل في أنهم قبل تلك الجمعة بحوالى 3 - 4 أيام ألحوا وبشدة على الحاج محمد الدبا وأولاده، وهذا الرجل ميسور ويملك في شارع الجامعة أو الدائري عمارة وصيدليات، حيث ضغطوا عليهم بتسليمهم العمارة وتمكينهم من استخدامها لتصوير فعالياتهم ومسيراتهم وبقاء مجموعة من الشباب فيها. لكن الاخ الدبا وأولاده رفضوا، وبعد ذلك دفعوا ثمن رفضهم، حيث تم خطفهم جميعاً ومعهم أحد الموظفين معهم والذي كان يعمل محاسباً، وقد تم ضربهم واقتيادهم من الساحة الى جمعية الاصلاح ظهر تلك الجمعة 18 / 3 / 2011م وعلى الرغم من أن الحاج محمد الدبا وأولاده قد صلوا معنا في الساحة وكانوا ايضاً دائماً ما يتبرعون للمعتصمين وتحديداً المستشفى الميداني وبشكل متواصل بما يحتاجونه من أدوية. أقول: معطيات الواقع وتداعيات ما جرى في ذلك اليوم أكدت لنا أنهم كانوا يريدون استخدام العمارة كواحدة من الأماكن والعمارات التي قاموا من خلالها بتنفيذ مخططهم الاجرامي وتحديداً الجهة الشرقية منها البالغة (5) أدوار.
اقتحام بيت الدباء
< هل بالإمكان أن تصف للقارئ الكريم كيف بدأت مأساة وفتنة وجريمة 18 / 3 / 2011م؟
- نعم.. قاموا يوم الجمعة ظهراً باقتحام بيت الدبا مباشرة وقد كان موجوداً من قيادات الاصلاحيين في الساحات أثناء الاقتحام وليد مسعود.
< عفواً.. ما هي صفاته وملامحه؟
- هو أسمر البشرة وملتحي ذقنه وشعر رأسه ملون (أبيض وأسود).. متوسط البنية الجسمانية ويقدر طوله ما بين 168 - 170 سم.. يلبس بنطلون جينز أسود فاقع وفانيلة وجاكيت، وكان يحمس الشباب من خلال مكبرات الصوت، حيث كان يهتف بقوة ويحرضهم على اقتحام بيت الدبا وكسر باب المنزل، وبعدها تم فعلاً كسر الباب وقد كانوا أعدوا عدتهم من حيث اطلاق النار الكثيف من قبل الشباب المسلحين الذين تم إعدادهم وتسليحهم مسبقاً في الساحة عن طريق اللجنة الأمنية، وقد اطلقوا النار من خلف المبنى ومن مسافات بعيدة ايضاً، وأثناء اطلاق النار اندفع الشباب الذين في المقدمة، وقاموا على الفور بالاعتداء ضرباً وطعناً على أولاد الدبا وأبيهم وعامل آخر معهم اسمه محمد زيد، وكان يعمل محاسباً وهو خريج محاسبة، أما المعتدى عليهم من أولاد الدبا فقد قاموا بطعنهم بالخناجر، مزقوا أرجل وسيقان صاحب العمارة، كما مزقوا رأسه ورقبته السماح لهم باستخدام العمارة لتنفيذ مخططهم.. وقد كنا نسمعه يستغيث ويقول لهم: حرام عليكم ارحموني .. ما فعلت بكم؟ليش تفعلون بنا هكذا وهم يردون عليه قائلين: أنتم تستاهلون، لأنكم أعداء الله، وبعدها أخذوا ايضاً حارس العمارة الذي كان معه سلاح آلي ولم نكن نسمع من العمارة حتى طلقة نار.. وللأمانة كان ذلك الحارس بسيطاً جداً ومسكيناً وهادئاً، ومن المؤكد أنه لم يطلق النار.. وبمجرد خروجه من الباب أخذ منه وليد مسعود الآلي، وللأمانة أننا لم نسمع أو نشاهد إطلاق نار من العمارة أو نجد ظرفاً فارغاً للأعيرة النارية داخل المبنى والحوش.
< وبعد ذلك..
- اقتحموا بيت الدبا وسيطروا عليه تماماً والذين سيطروا عليه هم من عناصر الاصلاح وبقيادة وليد مسعود، ونهبوا كل ما فيه وحينما ركزنا في ذلك الوقت في استقصائه على البيت لم نجد أي سلاح أو ما شابه ذلك.
ضرب داخل الشباب
> وبعد اقتحام بيت الدبا.. ما هو العمل التالي لذلك؟
- بعدها كانوا يدفعون بالشباب يبثون فيهم روح الحماس لتدمير الجدار الذي في الشارع الرئيسي وفي تلك الأثناء قاموا بإلقاء القبض على شخصين وسط الساحة، حيث نهبوا جنبيتيهما وقالوا انهما بلاطجة، وكان اسم الاول بشير نجاد ، وقد تعرض لضرب مبرح وضرب ايضاً خلف رأسه، فأغمي عليه، أما الشخص الثاني فيدعى محمد الزوبة، وهو الآخر تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح وبصورة تفوق الاول وذلك بسبب أنه - كما قالوا - كان يتصل بالتليفون، والحقيقة أنه كان بالفعل يتصل بأهله ليطمئنهم على صحته، وعندما شاهدوه يتصل في الساحة انقضوا عليه متهمين أنه يقوم بتحديد المواقع، ومن الاشياء المرعبة التي أرعبتنا في تلك اللحظات هي أن عناصر الاصلاح عندما كانوا يقومون بضرب الضحايا في الساحة كان بأيديهم «عتلات» حديد يستخدمونها في ضرب الناس بوحشية.
أساليب وحشية
< وهل من وسائل أخرى كانوا يستخدمونها أيضاً في اعتداءاتهم على الآخرين؟
- نعم كان هناك معهم عدة وسائل ومنها زجاجات حارقة وعلب فيها مادة «الاسيت» وكذا علب بها مادة طلاء الرنج يلقونها على قوات مكافحة الشغب وفوق الناس، اضافة الى فرق متخصصة تقوم بقلع البلاط في الشارع ومطارق، حيث يقومون بقلعها ومن ثم يكسرونها ويرجمون بها العسكر وفوق شباب الساحة كي يحدثوا فيهم أكبر قدر من الاصابات.. هذا الى جانب اطلاق نار كثيف من قبل عناصرهم ولجنتهم الامنية التابعة للساحة.
فؤاد دحابة
< ومن هم أبرز قيادات الساحة الذين كانوا ذلك اليوم وغيره يوجهون الشباب للقيام بتلك الأعمال؟
- كان أبرز المحرضين والموجهين عضو مجلس النواب الاصلاحي (فؤاد دحابة) الذي كان يقول للشباب تقدموا لا تخافوا وذلك من خلال استخدامه مكبرات الصوت، حيث كان يؤكد لهم ويطمئنهم .. لا تخافوا الرصاص كله للجو..!
< أين كنت في تلك اللحظات تحديداً؟
- كنت حينها جوار عمارة بيت الدبا ولو كنت متقدماً لكنت من ضمن الضحايا الذين قتلوا وأصيبوا برصاص من الخلف.
< وماذا بعد ذلك؟
- اندفع الشباب لهدم السور وكان معهم زجاجات حارقة معبأة بمادة الأسيت، وعندما كان الناس يسمعون الانفجارات في الجدار يتراجعون وخاصة الذين في المؤخرة، أما الذين في المقدمة وفي الوسط فقد كان وليد مسعود بالقرب منهم ومعه مكبر الصوت يحثهم من خلاله على التقدم وخاصة الشباب الذين معهم قوارير وزجاجات حارقة ومتفجرة، إضافة الى ذلك الشباب المسلحين من قبل اللجنة الامنية بالآليات والمسدسات كاتمة الصوت والذين كانوا يتمركزون في البيوت وعلى أسطح بعض المباني.
< هل تم هدم الجدار؟
- هدموا الجدار مباشرة وبعد هدمه مباشرة اندفع الناس بكثرة وقتل منهم حينها (3) اشخاص وفي تلك اللحظات كان يحصل اطلاق نار من بيت المحافظ أحمد علي محسن، ولكن في الحقيقة ونقولها هنا شهادة لوجه الله: إن اطلاق النار من بيت المحافظ كله في الهواء.. في الجو.. وفؤاد دحابة ووليد مسعود كانا يطمئنان الناس ويقولان لهم لا تخافوا الرصاص كله للجو.. كما كانا يقولان لهم: لا تخافوا وإن استشهد منا فقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار.. وبعد ذلك تم اقتحام بيت المحافظ أحمد علي محسن، وقد تم الاقتحام بسهولة وكان أول من دخل البيت اثنان من العناصر القناصة التابعة لهم وصحفي.. وبعد فتح الباب دخلت عناصر اللجنة الأمنية التابعة للساحة وقد قاموا مباشرة بالاعتداء على كل من كان في البيت و منهم من سلم نفسه ومنهم من تم قتله والبقية خطفوهم وشخص آخر كان في سطح المنزل وتحديداً الدور الثاني قاموا برميه الى الأرض، وحينما وصل ومازال فيه عرق حياة أجهز عليه الشباب الذين في الخارج وخاصة عناصر اللجنة الأمنية ومعهم عناصر العكيمي، وطعيمان، وعلى رأسهم شخص يسمى بسام والذي كان سميناً ومتوسط القامة.
< هل كنتم تسمعون في تلك اللحظات اطلاق نار ومن اتجاه معين؟
- نعم كان هناك اطلاق نار من خلفنا، كما كان هناك ايضاً اطلاق نار كثيف من منزل عبدالوهاب الآنسي أمين عام التجمع اليمني للاصلاح، وكذا من فندق هناك معروف بأنه يملكه حميد الأحمر ومن بيوت وعمارات أخرى كانت عناصر الاصلاح واللجنة الامنية مسيطرين عليها ومتمركزين فيها من وقت سابق وعلى رأس القيادات الميدانية لهذا الموضوع خالد الآنسي الذي ينتمي لمنظمة «هود» .. حسبما كنا نعرف.
< كم ظل هذا المشهد؟
- حتى السادسة والنصف مساء وحينها كانت قد وصلت تعزيزات أمنية من الامن المركزي وجميعها من قوات مكافحة الشغب معهم بأيديهم عصي وقنابل مسيلات الدموع وعربات خراطيم مياه.. وقد اطلقوا باتجاهنا حوالى (5) وأكثر بقليل قنابل مسيلة للدموع وللأمانة لم يطلقوها الا بعد الحجارة والزجاجات الحارقة والممتلئة بالطلاء والأسيت التي كانت عناصر الاصلاح واللجنة الأمنية وبعض الشباب ترميهم بها كالمطر وللتأكيد كانت تفصلنا عن قوة مكافحة الشغب مساحة كبيرة ولم يقتربوا منا.
أسرة الخياطي والقتلة
< هناك تساؤل يطرح نفسه بحكم أنك شاهد عيان وشهادتك أولاً وأخيراً لله.. وأنت ايضاً من أول طلاب التغيير وقد سجنت في الأمن السياسي وحقق معك الأمن القومي.. من الذي قتل وجرح المعتصمين؟
- قتل المعتصمين وجرحهم عناصر اللجنة الأمنية التابعة للساحة والتي تم تشكيلها من قبل الاخوان ويرأسهم وليد مسعود الذي يسكن في القاع، فأثناء اقتحام بيت أحمد علي محسن كنت حينها جوار بيت شخص اسمه محمد الخياطي وهذا الشخص كان في بيته وسط أطفاله، كانوا يتهمونه من قبل على أنه ضابط في الأمن السياسي يقوم برفع تقارير عنهم وهو خائن للثورة، حينها حاصروا بيته ويصيحون له سلم نفسه ولساعات طويلة وكنا نسمع نساءه وأطفاله يبكون ويستغيثون ويدعون الله والناس أن يرحموهم ويتركوا أباهم، ظلوا على هذه الحالة حتى العشاء يوم الجمعة 18 / 3 / 2011م وبعد الضغوط على هذا الشخص ورحمته لأهله وأطفاله من البكاء خرج وسلم نفسه، وهو بريء .. أخذوه مسافة قصيرة جداً وبعدها انهالوا عليه بشكل فظيع ومرعب لا استطيع وصفه، حيث كانوا يضربونه ضرباً مخيفاً كما كانوا يطعنونه في كل أجزاء جسمه وحتى في عينه لدرجة أننا كنا نشاهد عينيه وقد خرجتا، وقد كان هذا الاعتداء بقيادة واشراف وليد مسعود ونبيل الجرباني، وشخص آخر اسمه محرم، وجلال البكري، بعد ذلك أخذوه الى مكتب اللجنة الأمنية وكان كل ما امتد فوق البطانية قاموا بضربه، وبعد دقائق معدودة قاموا بإحضار شقيقه عصام ومثلما عملوا بأخيه عملوا به ايضاً.. وأثناء ما هم يعدمون أحمد الخياطي وأخيه.. كنت أصور بتلفوني بعض مشاهد ما يجري من بشاعة وعندما رأوني قالوا عميل.. عميل مع الأمن القومي.. وقد كان ذلك ايضاً بعد أن أجبروا قوة مكافحة الشغب على التراجع الى جولة كنتاكي على إثر رميهم بالحجارة والزجاجات الحارقة والمعبأة بالاسيت والطلاء كما اعلنوا في تلك الاثناء من الغرفة الاعلامية بمكبرات الصوت أن عدد الشهداء (48) شهيداً والجرحى (262) جريحاً، وهؤلاء وان كنت أشك في الرقم هم قتلوهم وجرحوهم .. هم وليس غيرهم لما اعلنوا في نفس الوقت أن على الشباب أن لا يأكلوا أي أكل جاهز لأنه مسموم أرسله لهم عارف الزوكا.
< وماذا بعد؟
- بعد أن ألقوا عليّ القبض قائلين لي أنت خائن للثورة وأنا أقول لهم أنا لست خائناً أنا في الساحة معتصم من قبلكم، وأطالب بالتغيير من قبلكم، وقد سجنت وحقق معي لهذا السبب قبل وجودنا هنا في الأمن السياسي والقومي، أنا أكثركم إخلاصاً، لكنهم وأنا أعرفهم جيداً لم يتفاهموا معي أو يرحموني مطلقاً وكان على رأسهم شخص يدعى بلال الشرعبي، والذي كان مسؤول اللجنة الغذائية، قاموا بضربي وأخذ تلفوني وهم يرددون «بلطجي، بلطجي..» والناس معهم يهتفون ويضربون بكل وسائلهم وكان كلما أغمي عليّ أخذوني في بطانية وصاحوا شهيد.. مرددين هذا الشعار: كلما زدنا شهيداً اهتز عرشك يا علي.. وعندما اصحو من الغيبوبة يرموني من البطانية ويصيحوا :«بلطجي» وينهالون عليّ ضرباً حتى أوصلوني الى مقر اللجنة الأمنية ولم يقوموا باسعافي مطلقاً، وعندها كان «ساعدي قد كسر».
< أين ذهبوا بك بعدها؟
- مع أني كنت أفقد الوعي غالباً الا أنني عرفت حينما أخذوني جبراً وادخلوني الى جمعية الاصلاح التي بجوار مسجد الجامعة.. والتي كان عليها حراسة أمنية مشددة، حيث لا يستطيع أي شخص غير أهلها الدخول اليها أو الخروج منها، وحينما ادخلوني الى إحدى الغرف وكنت قد أفقت من غيبوبتي سألوني: أنت تابع لمن؟ ومن الذي أرسلك؟ ولم أكن عندها استطيع الاجابة لأني شبه ميت.. وأذكر فقط أنني قلت لهم: عالجوني .. اسعفوني.. دمي ينزف.. من يساعدني.. فكنت في الحقيقة ممزقاً في كل مكان من جسمي خاصة بالخناجر الحادة التي يعذبون بها المعتقلين والذين يشكون بهم.. عموماً كررت وتوسلت وبعدها كنت أقول فقط أنا بريء.. أنا بريء.. اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وهم يقولون أنت عدو الله، أنت خائن، انت كلب، ومن ثم يضربوني.. كما قاموا بربط يدي ووضع لاصق على فمي وتغطية عيني، وحينما قاموا بهذا كانوا يتواصلون بأجهزة لاسلكي مع حميد الاحمر شخصياً، كما كنت أشاهد ابراهيم محمد المؤيد، نجل محمد المؤيد الذي سجن في امريكا بتهمة الارهاب، وكان يقول لي: سيتم تقطيعك وفرمك أو رميك من أعلى قمة جزاء لك لأنك خائن لله والثورة.
< هل كنت لوحدك في تلك الغرفة أو الجمعية ومن كان يقوم بالتحقيق؟
- لا.. كنت اسمع صياحاً وأنيناً مرعباً ومخيفاً من كل غرفة، كنت أسمع أناساً يعذبونهم بشدة ومن ضمن الذين سمعتهم يحققون معه وينادونه بالاسم محمد الخياطي الذي لا أعلم عن مصيره الى اليوم.. وكانوا يقولون له: اعترف وسوف تسهل أمورك وسيهتم بك الثوار ويعينونك في منصب كبير، لكن لم أكن اسمع له صوتاً سوى الأنين وبعد لحظات سمعته يقول وبأنفاس وحروف متقطعة: أنا ميت.. ارحموني..
< أين ذهبوا بكم بعد ذلك؟ أم أنكم استقريتم في الجمعية؟
- سمعنا هم من غرفة مجاورة يتواصلون مع الشيخ حميد الأحمر، ولكن لم يكملوا حديثهم أو أنهم ذهبوا الى مكان آخر لمواصلة الحديث.. المهم بعد قليل وصلت عدة سيارات اسعاف.. وسمعنا ابراهيم المؤيد يقول عبر اللاسلكي: سننقل الخونة ونحن طبعاً كثير في الغرف، الى المكان المعروف.. وقبل ما أخذوني الى سيارات الاسعاف احضروا مصوراً يدعى هادي الوزيسي، وهو من صعدة، وقد قام بتصويرنا وخلفنا وأمامنا سلاح كثير هو في الأساس حقهم، إضافة الى المعدات التي أخذوها من بيت أحمد علي محسن.
< لماذا صوروكم وماذا قالوا لكم أثناء التصوير؟
- صورونا على أننا بلاطجة النظام وقتلته.. هم أصلاً يريدون إلصاق تهمة المجزرة التي حصلت ذلك اليوم بنا، وقد قالوا لنا أثناء التصوير سنصوركم يا خونة على أنكم من البلاطجة القناصة التابعين للحرس الجمهوري، وحينها أذكر أني قلت لهم: اعملوا بي أجراً وخلصوني من هذا العذاب بقتلي، فردوا عليّ قائلين: سوف نقتلك يا عدو الله، من ثم اعتدوا عليّ بالضرب المبرح وعلى رأسهم رئيس العمليات في الساحة «وليد مسعود» وجلال البكري، واشخاص آخرون مفتولو العضلات وبنيانهم الجسماني كبير جداً، واشكالهم غريبة وكان ذلك أول يوم ولحظة نرى فيها اشخاصاً من هذا النوع وكأنهم مارينز أمريكي .. وفوراً بعد التصوير قاموا بتمزيق كل ما فوقي من ملابس سوى السروال الداخلي، الذي مازال موجوداً معي لكن كله بلون الدماء.
< هل عرفت ما هي الحكمة من أخذ ملابسك؟
- قالوا سنأخذها لفحصها .. كما قاموا في الوقت نفسه بأخذ ملابسي وشنطتي ودفتر أرقام التليفونات الذي معي، كما أخذوا ساعتي اليدوية وكل ما كان معي في الخيمة التي أسكن فيها، وبعد ذلك ادخلوني غرفة أخرى وأمروني أن أقوم بالبصمة على أربع أوراق صافية، ليس فيها أية كتابة سوى في رأس الصفحة هي «بلطجي» وحينما أمروني بالتبصيم كان معهم خناجر خاصة بالتعذيب معها شفرات حادة جداً ومسننة قالوا لي: سوف نقطعك وصلة وصلة.
< هل بصموك بالقوة؟
- الذي حصل هو أنها جرت اتصالات سريعة ومفاجئة باللاسلكي أدت الى أنهم قاموا على الفور بأخذنا في البطانيات الى فوق باصات اسعاف ولم يقوموا حتى بوضع شاشات ومطهر على جروحنا التي تنزف من كل مكان، وعندما رفعوني في البطانية، قاموا برميي الى داخل الباص ولا اعلم أين كانت وجهتهم، وكنت أسمعهم يقولون لي ولمن معي في الباص: سنقطع رؤوسكم ونرسلها للسفاح علي عبدالله صالح، قطعنا مسافة قصيرة ولا نعلم في أي اتجاه غير أن أناساً اتصلوا لهم وطلبوا منهم الرجوع بنا على الفور وما فهمناه هو أنه كان في الطريق التي سنمر بها رجال أمن.
< أين ذهبوا بكم بعد ذلك؟
- أعادونا من جديد الى جمعية الاصلاح في الساحة وبعد وصولنا ادخلونا الى مكان فيه أناس كثيرون معتقلون يتم تعذيبهم ومن ضمنهم محمد الدبا وأولاده، وبشير نجاد، وقد كانوا اجمالاً اكثر من (50) شخصاً وكلهم متهمون بأنهم بلاطجة النظام.. وبعد لحظات قاموا بعزل (18) شخصاً ومن ضمنهم الذين قاموا بخطفهم من بيت المحافظ أحمد علي محسن، وآخرون من الساحة وكلهم أبرياء، كما قاموا وأمام أعيننا جميعاً بقتل أحد المعتقلين وتحديداً أمام باب اللجنة الأمنية داخل مقر جمعية الاصلاح وقالوا: انه تابع للمحافظ أحمد علي محسن.
<كيف قتلوه؟
- عذبوه .. عذبوه وبعد ذلك ولم يبقَ فيه الا رمق انهالوا عليه حتى مات.. وحينما مات قالوا لنا :«سوف يقتلون مثله.. وبعد ذلك أخذونا الى غرفة أخرى واجبرونا على أن نبصم على أوراق بيضاء تماماً، وفعلاً بصمنا عليها وأول شخص بدأوا بصموه بالقوة هو شمسان الورد، وهذا الشخص حسبما عرفنا مشكلته معهم أنه كان يملك على خط الدائري كشكاً أو مكتبه ويعلق فيها صورة للرئيس وكانوا يراقبونه منذ فترة وقبل أن تتوسع المخيمات الى ذلك اليوم يوم مجزرة 18 / 3 / 2011م خطفوه.
< متى تم إلقاء القبض على أولئك المعتقلين الكثر الذين رأيتهم في جمعية الاصلاح حسب تقديرك؟
- مجموعة كبيرة منهم قبض عليهم في عدة قضايا وللتوضيح جميعهم من الساحة وهم مع الثورة لكنهم قبض عليهم بتهم مختلفة وبعد ذلك ألصقوا عليهم تهمة مجزرة الكرامة، التي ألصقت بنا جميعاً، مع أنهم هم القتلة الحقيقيون الذين قتلوا الناس لغرض كسب تعاطف الشعب والعالم معهم، وقد أثبتت التحقيقات والحمد لله براءتنا جميعاً، وللعلم قد قاموا يوم 18 / 3 / 2011م بإخفاء وتهريب القتلة الحقيقيين لأنهم عناصرهم واتباعهم، وقد كشفنا هذه المخططات الاجرامية غير المسبوقة.
< وماذا جرى بعد أن قمتم بعملية التبصيم على الورق؟
- وزعونا في غرف متعددة في الجمعية وبعضنا كانوا يدخلونهم للحمامات نظراً لامتلاء الغرف ومن ثم يقومون بعمليات التعذيب، وبعد أن عذبونا قاموا بربطنا من جديد حيث ربطوا أيدينا وقاموا بربطنا من جديد وربطوا أيدينا وأرجلنا وغطوا على عيوننا ووضعوا لواصق على أفواهنا واخرجونا الى الباصات وكان الوقت حوالى 11 مساء 18 / 3 / 2011م، وحينما كانوا ينقلوننا في بطانيات الى الباصات يقولون للذين في الساحة هؤلاء شهداء ويدعون لنا بالجنة ويقرأون سورة الفاتحة منددين بالنظام الذي قتلنا ايضاً بصوت واحد كلما زدنا شهيداً اهتز عرشك يا علي.. حتى اخرجونا من الساحة ولا نعلم الى أين سيذهبون بنا، وفي مكان ما أوقفوا الباصات فجأة ونحن فيها ننزف وحينها جاء أناس للباصات وسألوا السواق الذين معهم، ماذا معكم في الباص؟ قالوا معنا شهداء، وفوراً توجهوا للباص أناس وفتحوه، فوجودونا فيه، ونحن مربوطون ومكمموا الافواه ومعصوبو الاعين، وفوراً تحركت مدرعات من ذلك المكان الذي عرفنا لاحقاً الى أنهم من جنود الفرقة الاولى مدرع.. حيث أخذونا الى الفرقة الاولى مدرع وهناك سجنوننا ووفروا لنا بعض العلاجات والبطانيات.
< من الذي أجرى معكم التحقيقات هناك؟.. وكيف كانت؟
- في اليوم الثاني جاء الينا د. عبدالله العلفي النائب العام السابق وحقق معنا كل على حدة ومعه رئيس نيابة الفرقة عبدالله الحاضري الذي كان يحاول إقناع النائب العام أننا القناصة وكان يضلل بكل الوسائل.. وبعد يومين لم يسمحوا للنائب العام بدخول الفرقة وتحديداً بعد انضمام علي محسن للمحتجين. وفي الواقع كان النائب العام يحثنا على قول الحقيقة دون خوف، وقد تم نقل علي الدبا من الفرقة الاولى مدرع الى مستشفى العلوم والتكنولوجيا لأن وضعه الصحي كان صعباً جداً وسمعنا أنهم حاولوا معه في المستشفى وبعده أن يقولوا انه من عذبه وسجنه هو النظام مقابل اعفائه من رسوم العلاج الباهظ لكنه رفض.
< كم ظللتم في سجن الفرقة؟
- استمر بقاؤنا في سجن الفرقة (32) يوماً وقد كان النائب العام أخذ بياناتنا ومعلومات وافية عنا في اليومين التي حقق فيها معنا بالفرقة. وبعد فترة شدد النائب العام على قيادة الفرقة بتسليمنا للنيابة العامة، وهذا ما حصل بالفعل وبيقين كبير نعتقد أن علي محسن كان يثق ويحس ببراءتنا ويدرك أننا لسنا القتلة وأن القتلة هم آخرون، وبعد (32) يوماً سلمنا علي محسن للنيابة العامة وقد حققوا معنا في النيابة العامة لأكثر من 20 يوماً وأثبتت التحقيقات براءتنا الكاملة، بعد ذلك اطلقوا سراحنا، لكننا لن نتنازل عن حقنا وعن دمائنا التي سالت وعن تعذيبنا في جمعية الاصلاح واتهامنا باطلاً، لذا سنقاضي أولئك القتلة في كل مكان ونطلب من المجتمع الدولي والمنظمات المدنية والحقوقيين الوقوف معنا والانتصار لقضيتنا الانسانية العادلة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21993.htm