الإثنين, 24-يوليو-2006
علي‮ ‬عمر‮ ‬الصيعري -
وعلى الرغم من حضوري لعدد من تلك الفعاليات الخطابية، باستثناء حضور جلستين أو ثلاث جلسات عملية ترأسها في منزله بصنعاء اثناء حرب الردة والانفصال »يونيو- يوليو 1994م«، إلاّ انني لم ألتق به في اجتماع رسمي واستمع إليه وهو يتحدث مباشرة في ذلك الاجتماع حتى اخرج بانطباعات خاصة عنه، سوى يوم أمس الأول السبت 22 يوليو الجاري، في قاعة الاجتماعات بوزارة الاتصالات، حين حضرت مصادفة حفل التوقيع‮ ‬للمؤسسين‮ ‬لشركة‮ »‬يمن‮ ‬موبايل‮«‬،‮ ‬وهاكم‮ ‬بعضاً‮ ‬من‮ ‬تلك‮ ‬الانطباعات‮:‬
كانت القاعة ممتلئة.. تحلق حول طاولتها المستطيلة عدد كبير من الشخصيات الاعتبارية المؤسسة لهذه الشركة من الممثلين للهيئة العامة للمعاشات، والمؤسسة الاقتصادية اليمنية، والتأمينات، وصندوقي التقاعد للقوات المسلحة والأمن، والبريد، وبعض ممثلي البنوك والشركات الخاصة،‮ ‬وعلى‮ ‬الجانب‮ ‬الأيسر‮ ‬من‮ ‬محيط‮ ‬الطاولة‮ ‬اصطف‮ ‬مديرو‮ ‬عموم‮ ‬الوزارة‮ ‬والمؤسسة‮ ‬العامة‮ ‬للاتصالات‮ ‬والمؤسسون،‮ ‬ومن‮ ‬اليمين‮ ‬انتظم‮ ‬صف‮ ‬من‮ ‬الزملاء‮ ‬ممثلي‮ ‬الصحف‮ ‬ووسائل‮ ‬الإعلام‮ ‬ومحسوبكم‮.‬
عند التاسعة والنصف من ذلك الصباح، دخل الاستاذ عبدالقادر باجمال بهدوء كعادته.. وبعد ان حيا الحاضرين وبارك حفل التوقيع، ابتدأ بالقول ليعلن عن بدء تدشين عملية الاكتتاب العام في شركة »يمن موبايل« للمواطنين والشركات الخاصة وذلك منذ يوم السبت القادم، تنفيذاً لتوجيهات‮ ‬فخامة‮ ‬الأخ‮ ‬الرئيس‮ ‬القائد‮- ‬حفظه‮ ‬الله‮- ‬وتطبيقاً‮ ‬لقرار‮ ‬مجلس‮ ‬الوزراء‮ ‬رقم‮ ‬97‮ ‬لعام‮ ‬2006م‮ ‬بشأن‮ ‬تحقيق‮ ‬تلك‮ ‬التوجيهات‮ ‬على‮ ‬أرض‮ ‬الواقع‮.‬
كان يتحدث بصوت مشوب بالحماس والرضاء وهو يؤكد حرص الحكومة على وضع الشروط والضوابط على الشركات والاستثمارات بما من شأنها إتاحة المجال أمام أكبر عدد من المواطنين للمساهمة في الشركات التي سيتم إنزالها للاكتتاب العام، مدللاً على أن »يمن موبايل« أنموذج أولي لهذا‮ ‬التوجه‮ ‬وذلك‮ ‬الحرص‮.‬
كنت أتمعن في قسمات وجهه، وهو يردد مؤكداً »الحرص على مصلحة المواطنين، وتنمية دخلهم المادي والمجتمعي..« وتأكد لي، وأنا أتابع حديثه، ان هذا الرجل التكنوقراطي المثقف لم يقبل بمنصبه هذا ليسد فراغاً في الحكم، وأنه لايميل إلى الخطط المرتجلة ذات القرار المرتجل، بل وضع، منذ أول رئاسة له للحكومة في إبريل 2001م، خططه المدروسة وفضاءات تطبيقاتها العملية، وأدارها بصبر ودراية وثقة في المستقبل.. وما إعلانه عن عزم حكومته على البدء في طرح سلسلة من المشاريع الاستثمارية للاكتتاب العام، إلاّ دليل على صوابية تلك الخطط التي ستؤتي‮ ‬ثمارها‮- ‬بإذن‮ ‬الله‮- ‬في‮ ‬قادمات‮ ‬الأيام‮ ‬لصالح‮ ‬المواطنين‮ ‬والمستثمرين‮ ‬والشركات‮ ‬معاً‮.‬
إن شركة مساهمة بحجم »يمن موبايل« ا لتي أثمرت بجهود المهندس عبدالملك المعلمي وزير الاتصالات، وبرأسمال مقداره 43 ملياراً و262 مليون ريال، تطرح 86 مليوناً و524 ألف سهم، يكون نصيب المواطنين منها 15٪ وبقيمة السهم الواحد 500 ريال، لهي فعلاً وحقيقة ستعود بالنفع على‮ ‬المواطنين‮ ‬والمجتمع‮ ‬ككل،‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬ما‮ ‬سيعلن‮ ‬عنه‮ ‬من‮ ‬اكتتاب‮ ‬عام‮ ‬في‮ ‬عدة‮ ‬مشاريع‮ ‬استثمارية‮ ‬في‮ ‬القريب‮ ‬العاجل،‮ ‬فأول‮ ‬الغيث‮ ‬قطرة‮.‬
إن هذا دليل على صدقية توجهات حكومة المؤتمر ووفق برنامجه السياسي الناشد الارتقاء بحياة الشعب المعيشية والمجتمعية.. ودليل ملموس على مقدرة هذا الرجل، وخبرته في إدارة موازين حكومته استرشاداً بأفكار ورؤى وتوجهات فخامة الأخ الرئيس القائد..
فهذا‮ ‬هو‮ ‬باجمال‮ ‬الذي‮ ‬عرفته‮ ‬وسيعرفه‮ ‬من‮ ‬ينكرون‮ ‬عليه‮ ‬جهوده‮ ‬في‮ ‬قادمات‮ ‬الأيام‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 11:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22.htm