الخميس, 14-يوليو-2011
محمد علي الجعاشي* -
ظهور الأسد اليماني متغلباً على جراحه وآلامه( إنحاشت )! على إثره الضباع والسباع ، وصمتت الوطاويط وخفافيش الظلام وكل طيور الغابة. وملأت صوره الفضاء التي بثتها شاشات التلفزة المحلية والخارجية ، في بث حي ومباشر من المكان الذي اختاره لنفسه ، كي يأخذ قسطاً من الراحة ، واستراحة المحارب ، ليعود بعدها ليكمل المشوار في قيادة السفينة الى شاطيء الأمان مع نائبه المغوار ورجاله الأوفياء وشعبه الوفي الصابر المخلص . ما أسعدها لحظات تلك الإطلالة بعد غيبة طال انتظارها ، التي اطلها علينا (سيف بن ذ ي يزن اليماني ) من على ضفة الخليج وهو يقود سفنه في طريق عودته ليكمل ما بدأه في تحرير الأنسان اليماني من قيود التخلف والجهل والشعوذة والدجل واشكال الظلام .
لقد كانت ليلة الخميس السابع من يوليو تلك التي أضاءت سماء اليمن وهي تزف البشرى وتكتحل العيون برؤية فخامته سليماً معافىً قطعت ألسن المتخرصين الذين ظل خيالهم المريض ينسج قصصاً وروايات كما هي عادات (الحكواتية) والذين لا عمل لهم سوى مهنة( الغيبة والنميمة ) وتلفيق التهم والأكاذيب .
لقد أعطت تلك الطلعة زخماً قوياً وشحنات من القوة والعزم لكل الصامدين في جميع الميادين والساحات وشحذ هممهم من اجل صد ( قوم يأجوج ومأجوج ) وسد الشق الذي احدثوه في الجدار وخرجوا منه الى ساحة الجامعة وإجبارهم على العودة من حيث جاءوا الى جحورهم حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً
لقد أو فى الرئيس بوعده لجماهير الشعب عندما خطب في ميدان السبعين قبل الحادثة بجمعة بأنه سيفتدي هذا الشعب بدمه ، و ها هو قد اوفى بوعده وقدم نفسه قرباناً وفداء للشعب وكأن كلامه كان على موعد مع القدر اذ وقع الحادث في الجمعة التي تلتها ، وهذ دليل صدق إيمانه ( فقلب المؤمن دليله ) وكما هي عادته في الصراحة والصدق والشفافية والوضوح ، فلذ لك نجاه الله من هذ الحادث والعدوان الغادر ، فكانت اعمال البر والخير والأحسان التي يقدمها وفاءً وحماية له ، ألا هل من مدكر ؟ .
ومن التجربة في الحياة صرت لا اخضع للشائعات ولا اصدقها – رغم انه كما يقول المثل ( العيار الذي لا يصيب يدوش ) - و عندما يتحدث إليَّ شخص - ما - استطيع ان أميز صدقه من كذبه اثناء حديثه اذ غالباً ما يقع في تناقضات أثناء حديثه دون ان يشعر، واكتشف من خلاله كذبه ، واصبح عندي شبه مناعة ضد الكذب ، لدينا الآن في اليمن مطابخ واجهزة تعلم وتخرج أناساً يمتهنون الكذب وبأحتراف وخصصوا لذلك قنوات فضائية وصحفاً ووسائل اعلام ، و أصبح لا ينطلي كذبهم إلا على بعض البسطاء من ابناء شعبنا لأنهم مازالوا على الفطرة والسجية التي حباهم الله بها وجبلوا عليها ، وهؤلاء الكذابون جعلوا من كذبهم وسيلة الهدف منه ان يصلوا الى غاية ولم يعلموا أو أنهم يعلمون، ولكنهم يتجاهلون ذلك وهو أن الله لعن الكاذبين ( ألا لعنة الله على الكاذبين ) وأن الكذاب الأشر مطرود من رحمة الله ولايحقق مكسباً ولا مغنماً من كذبه ذلك ولا يورث له إلا المهانة والعاقبة السيئة في الدنيا والآخرة وأن حبل الكذب قصير ، وهو ما اتضح جلياً بعد ظهور فخامة الأخ الرئيس والقائه لخطابه ، فإن ما أنفقوه على الكذب سواء من خلال القنوات او من خلال الصحف او ما تم بثه من شائعات من خلال الأفراد المستأجرين بقصد نشر البلبلة والفوضى في أوساط المجتمع ، فإن كل ذلك قد ذهب ادراج الرياح، وتبخر مع الهواء مع أول إطلالة وظهور لفخامة الرئيس ، وانه في النهاية لا يصح الا الصحيح .
من خلال ما كنا نسمعه ونقرأه ونشاهده عن الحادث الأليم الذي حصل تأكد لنا انه حادث اجرامي شنيع دبر بليل ، وتوقعنا أن جرحاً أو أثراً سيحدثه ذلك الحادث في شخص الأخ الرئيس ، وقد وطنت نفسي لذلك وكان كل همي وتركيزي ودعائي أن يسلمه الله، وان يسلم فيه شيئين اثنين مهمين عقله الراجح، وقلبه النابض الطيب في أسوأ الحالات -لا سمح الله- ، أما وقد ظهر والحمد لله سليماً معافى فلا يهمنا بعد ذلك اللون ، فتلك هي الوان أو سمة الشرف التي نالها هذا الفارس الشجاع، وهي منحة ربانية إلهية منحها له الخالق الأعظم وطبعها على محياه بهذا اللون مكافأة له على جهوده وكفاحه ونضاله طيلة 33 عاماً من الجهاد في كل معارك الشرف والبطولة التي خاضها في طول اليمن وعرضها فوق كل جبل وسهل ورابية وحقل وواد وبحر وسماء ، من اجل أن يحيا شعب ويبقى دين ويعمر وطن وتوحد أمة ، ولا يهمنا بعد ذلك أي شيء أخر فسنحمله على اكتافنا إن عجز عن المشي -لا سمح الله- ، فيكفينا عقله الراجح ، وبصره الثاقب ، وقلبه النابض والحكمة اليمانية التي يتحلى بها ، وأن السمرة التي ظهرت على محياه نتيحة الحروق فبالأضافة الى كونها اوسمة شرف كما قلت فإنها ستذهب مع الأيام ومع العلاج وسيعود الى طبيعته التي كان عليها بإذن الله .
وقد أتضح ذلك جلياً ومن خلال خطابه الذي ألقاه ارتجالاً أثبت و بما لايدع مجالا للشك أنه والحمد لله بكامل وعيه وقدراته العقلية ، بل واكثر هدوءاً ووقاراً واتزاناً، وحتى ان خطابه توقعنا ان فيه وعد ووعيد لمن قاموا بالحادث ولكنه لم يأت على ذكرهم سوى أنه وصفه بالحادث الجلل، وهذا دليل أن قلب هذا الرجل بالرغم لما تعرض له من ظلم أولاً من ذوي القربى وثانيا من المتأمرين معهم ومن اقرب الأصدقاء الذين خانوا الله والرسول، وخانوا العيش والملح ، ولكنه لم يأت على ذكر احد منهم ، دليل أنه اذا عاد هؤلاء الى جادة صوابهم فصدره الفسيح سيتسع لهم ويعفو عنهم، إذا اخلصوا التوبة وحسن النية وصدق القول والعمل.
لقد دعا فخامته في خطابه الصادقين المؤمنين وتساءل أين الذين يخافون الله ؟ من اجل العودة الى الحوار ، لقد كان همه اولا الشعب عندما قال ( إذا أنتم بخير أنا بخير ) في خطابه الذي وجهه بعد الحادث، وفي نفس الليلة، تناسى كل آلا مه وجراحه ، والآن و بعد أن أبتدأ يتماثل للشفاء وفي أول ظهور له همه ايضا حل هذه الأزمة التي حلت بالناس، ودعوته للنا س الصادقين المؤمنين الذين يخافون الله الى الحوار ، من اجل البحث عن الحلول لهذه الأزمة التي طحنت الناس، والحقت اضراراً بالغة بمصالح العباد والبلاد.
إن فترة الخمسة أشهر الماضية بذلت خلالها جهوداً جبارة رائعة من قبل جماهير شعبنا والقوات المسلحة والأمن واصطفافهم حو ل الشرعية الدستورية وقائدهم واستطاع هذا الجهد وبحول الله وقوته أن يلوي عنق ( الثور ) الهائج الطامح الى التسلط والسيطرة، فقد تمت محاصرته وشل قدراته في ساحته الأساس وفي كل الساحات ، واصبح هذا ( الثور ) الجامح ينزف من كثرة ما وجه اليه من صفعات وطعنات من قبل جماهير شعبنا وقواته المسلحة وهو على وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وبالإضافة لذلك فقد تم كشف زيفه وخداعه ومؤامراته، وتم تعريته وكشفت جرائمه وفضائحه وظهر أمام شعبنا وحشاً قبيحاً بشعاً لا يتورع بأن ينتهك المحرمات والحرمات والمقد سات .
لقد اثبت الشعب اليمني على مر الدهور والعصور أنه قاهر المحن وصامد صمود الجبال أمام أعتى الظروف واقساها، وليس أدل على ذلك من حصار السبعين يوما صمدت فيه العاصمة صنعاء و دحرت الفلول الإمامية بعد ان كانت داناتهم تضرب وسط العاصمة، ومعهم أعوانهم من المرتزقة وعلى رأسهم المرتزق بوب دينار مخلفات الحرب العالمية، واستطاع الشعب بكل فئاته ان يهزمهم ويعيدهم على اعقابهم ، لأنه صاحب حق وصاحب قضية سعى من خلالها ان يخلص نفسه من الظلم والطغيان .
وهو اليوم بإذن الله قادر ان يخلص نفسه من المرتزقة الجدد الذين يسعون ويلهثون وراء حطام من المال المدنس باعوا من اجله وطنهم ودينهم وشرفهم وشعبهم ، وسفكوا دماء ابنائه وجنوده ، وقطعوا عنه الغاز والديزل والكهرباء والمياه والطريق والبترول ، وكل اسباب الحياة ، وهو صامد صمود الجبال ، ونستبشر خيراً بإذن الله ، فالنصر آتٍ آتٍ ، بات يلوح في الأفق وأصبح قاب قوسين اوأدنى، فكم انت عظيم أيها الشعب الصامد الكريم ، فأنت أنت الباقي ، وهؤلاء المتأمرون الى زوال والى مزابل التاريخ يلحقهم غضب الله لأنهم قتلوا الأنفس التي حرمها الله وعليهم غضب الشعب لأنهم قطعوا رزقه وأمنه واستقراره ، وسيعود قريبا بإذن الله الفارس المظفر ، السيف اليماني راجع راجع ، ويا ويلك يا قاطع الصلاة.

[email protected]
# مغترب يمني - جدة
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22023.htm