الإثنين, 18-يوليو-2011
الميثاق نت -  فائز سالم بن عمرو ٭ -
لقد واجهت الأمة العربية والإسلامية تحديات كثيرة على مسار تاريخها القديم والحديث ومن آخر هذه التحديات ما يسمى بالثورة العربية أو الربيع العربي.. لا ينكر أي عاقل ان هناك عوامل وظروفاً تجعل المواطن العربي يخرج ويطالب بحقوقه لكن بعض القوى الغربية والداخلية استغلتها للقفز إلى السلطة ولخلخة الوضع العربي وإيجاد دول عربية ضعيفة ومضطربة وليس لإحداث تغيير جذري وديمقراطي يؤدي إلى نقلة نوعية في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للمواطن العربي.. لقد كان نذر هذه الموجة موجودة ويعمل لها بصورة حثيثة ومكشوفة من قبل اطراف دولية تتضح فيما يعرف بدعم منظمات المجتمع المدني وعسكرتها وتدريبها وتأهيلها على إحداث الفوضى وتحريض الشارع ، ولقد فشلت المؤسسات الأمنية والبحثية العربية والتي تتحدد مهمتها في الرصد والتحليل ودراسة هذه الظواهر وتقديم مقترحات بينما اتجهت بعضها إلى قضايا جزئية.
وفي بلادنا لقد استوعب الرئيس علي عبدالله صالح المرحلة الموجهة منذ البداية وأدرك خلفياتها ومسبباتها والعوامل الخارجية والداخلية التي تسعى إلى فرض رؤى وواقع غير ديمقراطي على الشعب اليمني وقدّم الكثير من التنازلات التي تعالج ما يسمى بالثورة من خلال النظرة الواسعة واستعمال سلاح الحوار وتقديم المبادرات وإحداث تغييرات جذرية لمعالجة مشاكل اليمن بل انه قدم من المبادرات ما فاق طرح كثير من الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تطالب بالتغيير على غرار ما قدمه في اللقاء الوطني الأول الذي طالب فيه بتغيير الدستور وإنشاء أقاليم على أساس اقتصادي وجغرافي.. تلك المقترحات فاقت مطالب أحزاب المعارضة وتجاوزت كل المبادرات التي جاءت بعد ذلك مثل مبادرة الأشقاء في الخليج وغيرها . لقد تعاملت أحزاب اللقاء المشترك مع المتغيرات الدولية ومع الثورات بمبدأ البيع والشراء واعتبرت الظروف الجديدة فرصة للقفز إلى السلطة وتنحية كل القوى الوطنية للانفراد بحكم اليمن بطرق غير دستورية وإذا كانت كل الظروف والتوجه الدولي والإقليمي والعربي يصب في دعم الثورات وشعار التغيير اصبح شعاراً براقاً أخاذاً، بيد ان المعارضة في اليمن قامت بارتكاب كل الأخطاء وفوتت الفرصة لإحداث تغيير جذري وحقيقي يقود اليمن والشعب إلى بناء دولة حديثة ديمقراطية ، وتتجلى هذه الأخطاء في الآتي : - الانطلاق وراء التقليد الاعمى لما حدث في بعض الدول العربية وإهمال خصوصيات الواقع اليمني. - رفع شعارات فضفاضة وغير واقعية مثل شعار « ارحل « دون ان تكون هناك نظرة واقعية لإدارة ملفات اليمن في المرحلة القادمة. - أخذ الشباب في الشارع الطابع المناطقي القبلي، والمذهبي. - سقوط الشباب في أحضان المشترك ولم يملكوا قدرة الانعتاق من هذا الواقع. - دخول التيارات الأصولية في مسار ما يسمى بالثورة وهو أضعفها وأبطل مشروعيتها. - قبول انشقاق الجيش على غرار ما حدث في ليبيا نفر المواطن منها. - تصدر أولاد الأحمر قيادة ما تسمى بالثورة تحت مرجعية قبلية متخلفة. - الانجرار الأحمق وراء المواقف الإعلامية للجزيرة التي كانت تسعى لزعزعة الوضع في السعودية عبر اليمن . - أخذ الشباب الطرق غير الشرعية والدستورية من قطع الطرقات واغلاق الشوارع والاعتداء على مرافق الدولة والدعوة للجهاد ونحو ذلك وسيلة للتغيير. - تأييد المعارضة للقاعدة واعتبار أعمالها تساعد في إضعاف الدولة وعدم وجود وضوح في مواقف الشباب المعتصمين من رفض فكر القاعدة ولم تملك المعارضة نظرة واضحة لمحاربة الإرهاب . - نجح الرئيس في إظهار خفايا ومكونات أحزاب المشترك عند الأشقاء في دول الخليج وتبين للجميع بأن هذه المعارضة تريد القفز إلى الحكم دون ان تكون لها أي رؤية أو تتفق حول أي قضية محورية . - خروج أولاد الأحمر واحتلال المرافق المدنية ورفع السلاح في وجه الدولة إلغاء مشروعية ما تسمى بالثورة السلمية. - التحريض المستمر على النظام وعلى كل من يخالف المطالبين بإسقاط النظام جعل المواطنين يرفضون أطروحات ما تسمى بالثورة. - تعكير حياة الناس وسعي المعارضة بالضغط على النظام من خلال قضايا المواطنين. - الانسياق وراء قطر واستعداء الدول الإقليمية والمجتمع الدولي وعدم تقديم خطاب مقنع للمجتمع الدولي . - ظهور أساليب انقلابية والتفرد من قبل المعارضة وتسخير الدين والفتوى لخدمة مطالب التغيير. - السعي إلى المواجهة وعسكرة الشباب ومحاولة تشويه سمعة المؤسسة العسكرية وحمل السلاح والخروج على الدولة . - شكلت جريمة النهدين قتلاً للمشروع الثوري المزعوم وأدرك العالم بأن المعارضة اليمنية تريد تغييراً من خلال القتل والإلغاء والتصفيات الجسدية . وقد شهد الموقف الشعبي والمحلي والإقليمي والعربي والدولي تغييرا كبيرا بعد المؤامرة التي تمثلت بجريمة الاعتداء على مسجد النهدين وأدركت القوى العظمي بأن أحزاب المعارضة غير قادرة على إدارة شؤون اليمن وأنها قدمت صورة سلبية وبدت عاجزة عن حل أتفه المشاكل في اليمن ولذلك صرفت هذه الدول النظر عن دعم وتأييد هذه القوى والعوامل التي أدت إلى هذا التغيير في الموقف الدولي تعود للاتي في نظري : - بروز القاعدة كتهديد حقيقي لليمن والدول المجاورة وللمجتمع الدولي . - قوة وتماسك المؤسسات الدستورية والتزامها بالقانون والدستور في أصعب الظروف . - تحكيم العقل والمنطق واللجوء إلى الحوار لحل المشكلة من قبل القيادة السياسية . - الرؤية الواضحة التي أدار بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الأزمة وإدراكه لجميع القوى الداخلية والخارجية. - الاختلاف الكبير بين ثورة تونس ومصر وبين واقع اليمن سلوكا وثقافة. - عدم انجرار النظام وراء الحل العسكري وتقديم الحلول السلمية على الحلول العسكرية. - التفاف جماهير الشعب حول القيادة السياسية والحزب الحاكم. - انكشاف حقيقة مشاريع المعارضة الأصولية والاسلاموية والقبلية. - انشغال أحزاب المشترك وراء تصفية الحسابات وتجاهل المشاكل الحقيقية لليمن.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22064.htm