اسامة الشرعبي -
عندما تسنم فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مقاليد الحكم في البلاد في 17 يوليو 1978م، كان يدرك ومعه الكثيرون مدى المخاطر التي تحيق بالبلاد وبحكمه. ولكن بعد بضع عقود أدرك الرئىس صالح- مبكراً وقبل غيره- ان المخاطر الحقيقية تتمثل في الإرهاب والتطرف الذي لا يستهدف اليمن وحدها بل كل دول العالم، بما فيها الدول الكبرى. وصدقت نبوءة القائد الفذ علي عبدالله صالح عندما وجد العالم بعد سنوات تالية أنه أمام نيران الإرهاب والتطرف، الذي عرفته اليمن قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م بسنوات..
لتبدأ من هنا المرحلة الحقيقية في التعاون اليمني مع الأسرة الدولية خاصة الدول والمنظمات المعنية بملف الإرهاب بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة والمجموعة الأوروبية ودول الاقليم والمنطقة العربية.. وتزامن إعلان الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م مع بروز أيادي الإرهاب والتطرف في العالم والذي استوجب تضافر كل دول العالم للتصدي له ومحاربته والقضاء عليه.
حرب مبكرة
في هذا الاتجاه وإيماناً من القيادة السياسية بزعامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بأن مكافحة الإرهاب وتوفير المناخ الآمن والمستقر يحتاج بدايةً إلى معالجة الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل للعاطلين كون الإرهاب يجد بيئته في مثل هذه الظروف. وبعد أن تعرضت اليمن لأعمال إرهابية مبكرة سبقت أحداث 11 سبتمبر والمتمثلة في حادث الاعتداء على المدمرة الأمريكية «يوإس إس كول» في ميناء عدن في أكتوبر من العام 2000م، وما سبقه من خطف أجانب في محافظة أبين في العام 1998م تنبه العالم والأسرة الدولية لخطورة التنظيمات والجماعات الإرهابية. وبادرت اليمن- قبل غيرها- إلى خوض حرب مبكرة ضد الإرهاب وعززت من تعاونها مع المجتمع الدولي في مواجهة هذه الآفة الدولية الخطيرة المهددة للأمن والاستقرار الدوليين واتخذت كل الإجراءات والخطوات لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف التي تهدد السلم الاجتماعي الدولي.
مبادرات الرئيس
ووجدت مبادرات فخامة رئيس الجمهورية التي تطالب الأسرة الدولية بالتضامن لمواجهة الإرهاب والتطرف الصدى الكبير والتجاوب الملفت من دول كبرى ومنظمات عمدت على وضع اليمن في خانة الدول الأكثر اهتماماً وتعاوناً مع دول العالم في محاربة الإرهاب والتطرف. من هنا ضاعفت اليمن جهودها على الصعيد الاقليمي والدولي، وعززت علاقاتها مع الأسرة الدولية وحرصت على وضع الأشقاء والأصدقاء في صورة الإجراءات والتدابير التي اتخذتها في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف، وقامت وبشكل شفاف بعرض مضامين وأهداف تحركها لمكافحة الإرهاب. كما قامت اليمن بتفعيل تعاونها مع الأمم المتحدة واسهمت ولاتزال وبشكل جاد في مناقشات المنظمة الدولية وتتعامل بشفافية مع قراراتها في الاتجاه.. كما تضمنت التقارير السنوية الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية حول «انماط الإرهاب» الجهود الكبيرة والجادة التي يبذلها فخامة رئيس الجمهورية اليمنية وحكومته في تعاملهم مع الإرهاب سواءً على الصعيد الداخلي أو الاقليمي أو الدولي. وأكدت تلك التقارير مدى تعاون اليمن في هذا الخصوص مما اعطى الأسرة الدولية انطباعاً ومؤشراً مرضياً بأن اليمن في مقدمة الدول المستعدة والجاهزة لمحاربة الإرهاب والتطرف، بل لها تجربة يمكن أن يحتذى بها.
معطيات دولية
وبفضل توجيهات ومتابعة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للحكومة والأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب وغيرها من الإجراءات التي ساعدت على استتباب الأمن الداخلي في مواجهة الإرهاب والتطرف، الأمر الذي عزز الثقة بالحكومة اليمنية على الصعيد الدولي والداخلي، واكسب اليمن بعداً كبيراً بين الدول الملتزمة والجادة في محاربة الإرهاب والتطرف، وفي مواجهة خطره الذي لا تحده حدود. وتأسيساً على ما تقدم وإيماناً من الجمهورية اليمنية بقيادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية بأهمية التعاون الدولي وضعت اليمن في اعتبارها تلك المعطيات الدولية وتحركت بجد في توثيق علاقاتها الدولية والسعي من أجل ايجاد صيغ لهذا التعاون من خلال التوقيع على الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية والمعاهدات الثنائية الخاصة بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.
زيارات مكرسة
ولأهمية الدور اليمني في مكافحة الإرهاب والتطرف على المستوى الاقليمي والدولي وتأكيد حضوره الفاعل في هذا المجال، قام فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح، وأوفد مبعوثيه بزيارات إلى البلدان الشقيقة والصديقة، والتي لعبت دوراً ناجحاً ومميزاً في تعزيز مكانة اليمن وتأثيره على المستوى الاقليمي والعالمي وبما يخدم دول الجوار والمنطقة، والتي افضت إلى توقيع عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات والتفاهمات في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف. حيث جاءت زيارة فخامة الأخ رئيس الجمهورية خلال العقدين الماضيين إلى الكثير من الدول منها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وجمهورية باكستان والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، لتؤكد حرص اليمن على مد جسور التعاون وتنسيق الجهود للتصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف.
كسبنا الثقة
وعطفاً على توجيهات فخامة رئيس الجمهورية، لعبت الحكومة اليمنية دوراً بارزاً ومهماً مع الأسرة الدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث كسبت اليمن من خلال دور الحكومة اليمنية ثقة الأسرة الدولية وذلك لدورها الكبير والمشهود في التصدي للإرهاب والتطرف، من خلال جديتها التي اثبتتها بتوقيع اتفاقيات وبروتوكولات ثنائية مع الدول المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف، تعزيزاً للاتفاقيات الدولية والجهود المبذولة في هذا المجال ومنها على وجه الخصوص تبادل المعلومات عن العمليات الإرهابية والأشخاص المطلوبين من العناصر الإرهابية الدولية. كما قامت الأجهزة الأمنية في هذا الصدد بدورها في توثيق العلاقات الأمنية بالدول الشقيقة والصديقة وتبادل المعلومات في هذا الشأن.