الأربعاء, 20-يوليو-2011
الميثاق نت -   عبدالله الوزير -
لم يكن ظهورُ الأخ الرئيس على شاشات التلفزيون مفاجئاً.. بل كان متوقعاً، لعدة أسباب، أهمها أن الشعبَ يعرفُ أن الرئيسَ لديه إرادةٌ وقوةٌ تجعله يواجهُ كـــلََّ التحديات، ولذلك كان قرارُ الرئيس الظهورَ وهو بتلك الحالة متجاوُزاً آلامه، ومتجاوزاً كـــلَّ الآثار الشخصية وما يمكنُ أن يظهرَ من تعليقات لمناوئيه بسبب وضعه الصحي.. ومع ذلك ظهرَ موجِهاً خطابـه للشعب كاملاً، لأنصاره ومحبيه ومناوئيه على حدٍّ سواء، فهو رئيسٌ للجميع، ومسؤولٌّ عن الجميع رغم كـــلّ الأحداث، خاطب الرئيسُ الشعبَ، وخاطب القادة، وخاطب الساسة، وخاطب الساحة، وخاطب الجيشَ، وخاطب رجالَ الأمن، خاطب الجميعَ من باب المسؤولية الملقاة على عاتقه.. لم يقل سأنتقم، لم يقل سأذبحُ وأقتلُ من فعل بي هذا، بل كان عقلانياً بقوله: أين العقلاء؟، أين الحكماء؟، أين الذين يخافون اللهَ.. من أجل ماذا خاطب هؤلاء؟، هل من أجل نفسه؟ .. لا خاطبهم من أجل الوطن : تعالوا للحوار، تعالوا لتقاسم السلطة، تعالوا لنجنب اليمنَ السقوطَ في الهاوية ..

في الغرب عندما يريدُ الشعبُ إسقاط النظام يخرجُ إلى الشوارع مطالباً بإسقاط النظام، فيأتي التجاوبُ بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة، ويأتي أيضاً بحل الحكومة وتشكيل حـكومة جديدة.في اليمن خرج الشبابُ إلى الساحات مطالبين بإسقاط النظام.. وهنا تجاوب الرئيسُ مع مطالبهم.. قال: نعدِّلُ الدستور، ونعدِّلُ النظامَ من رئاسي إلى برلماني، نشكــِّــلُ حكومة وَحدة وطنية، ندعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة نهاية 2011م.
كان ذلك قمــة الحرص على اليمن، وكان على الشباب أن يبحثوا عن آليات للتنفيذ ولحماية الانتخابات من التزوير.. لكنهم لم يلتقطوا الفرصة وأصروا على إسقاط النظام بطريقتهم الخاصة، وإن كان فيها دماءٌ وتضرُّرُ مصالح ومغامرةٌ بمستقبل البلاد..

الشبابُ أرادوا التغييرَ لكن « الاصلاح» و « الفرقة » أرادوا القفزَ إلى السلطة، ولهذا تاهَ الشبابُ، وضاعت الفرصة .
الرئيسُ اليومَ رغم إصابته، ورغم جراحه إلاَّ أنه يمـدُّ يدَه للآخرين من أجل اليمن.. يعطي الفرصةَ مرةً أخرى للحوار والوُصول إلى الغايات والأهداف عبرَ الحوار.. الرئيسُ ليس ضعيفاً كما يظنُّ البعضُ، فالجيشُ لا زال معه، وأنصارُه في كـــلّ مكان، والأمنُ معه.. ولو أراد المواجهة المسلحة لكان ذلك أسهلَ عليه من شربة ماء.. باستطاعته أن يقول: "عليَّ وعلى أعدائي"، ويوجه ضربةً عسكريةً لمناوئيه حتى لو دخلت البلادُ في حرب أهلية.. سيقولُ: فلتدخلْ في حرب ولنذهبْ جميعاً إلى الجحيم.. لكنه يرفــضُ ذلك، ويصرُّ على الحوار ..

ظهر الرئيسُ على الشاشات وألقى الكلمة ليقولَ: تعالوا من أجل اليمن للحوار.. تعالوا إلى الحوار ما دُمت مادّاً يدي إليكم بكل محبة وسلام.. تعالوا للحوار؛ لأنني أؤمنُ بالحوار، ولا زلتُ أمسكُ الآخرين من الذين معي من الانجراف نحو العنف.
الشعبُ أكبـرَ في الرئيس تحمـلـــه لجراحه وآلامه .. وكان الدعاءُ له بالشفاء العاجل والعودة الحميدة إلى أرضِ الوطن ..
الجميع يمسكُ كــلٌّ على قلبه، مؤملاً أن يستجيبَ الآخرون لنداء الوطن، ونداء العقل، ونداء السلام .والعاقبة للمتقين .

- نقلاً عن صحيفة 14 أكتوبر


تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22098.htm