عبدالملك الفهيدي -
الكذب والتزييف السياسي والإعلامي الذي يمارسه اللقاء المشترك وصل حداً لا يطاق وأصبح هو مفخرتهم الوحيدة التي يمكن أن يُذكروا بها حين الحديث عن الأزمة التي تشهدها اليمن حالياً.
آخر تلك الأكاذيب أكذوبة الاتهامات المعلبة التي ساقها المشترك للحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن القومي والحرس الخاص على خلفية ما قيل حول تعرض سيارة الأستاذ اليدومي لإطلاق رصاص، ولأن بيانهم تعمد عدم ذكر مكان الحادث، فكذبتهم تلك لم يستمر مفعولها أكثر من ساعتين حين عرف الناس أنه وقع في جولة مذبح التي تسيطر عليها قوات الفرقة الأولى مدرع.
لكن أكذوبة ما يزعمه إعلام المشترك بالقوات المؤيدة لما يسمونه بالثورة يظل أكثر الأكاذيب وصور التزييف التي تبعث على السخرية من هذا المنطق الأعوج والتزييف والتضليل المفضوح الذي لا ينطلي على عاقل، وللأسف الشديد أن بعض مراسلي القنوات الخارجية يغلبون مواقفهم السياسية وينهجون ذات المنحى كما هو حال الزميل عبدالله غراب مراسل قناة بي بي سي التي يفترض أنها أكثر القنوات حيادية.
منذ بداية الأزمة السياسية الراهنة -وحتى من قبلها- كان المشترك يزعم أن موضوع الإرهاب وخطر القاعدة مجرد ورقة يستخدمها الرئيس صالح والنظام والحزب الحاكم لتخويف العالم، وحين استغلت القاعدة الحالة الأمنية الناجمة عن الأزمة السياسية وسيطرت على زنجبار وأجزاء من محافظة أبين زعم المشترك وإعلامه -ومن خلفهم اللواء المنشق علي محسن – بأنه لا وجود للقاعدة وأن من سيطروا على زنجبار هم مسلحون جهزهم النظام وسلمها لهم، وحاولوا جاهدين التقليل من خطورة سيطرة وتوسع القاعدة في أبين وبعض المحافظات الأخرى، قبل أن يعودوا ليعترفوا بسيطرة القاعدة على زنجبار لكنهم زعموا أيضا أن الحكومة هي من سلمتها لعناصر القاعدة.
وحين بدأت القوات المسلحة والأمن عمليات المواجهة ضد عناصر تنظيم القاعدة، ومع تزايد النجاحات التي حققها أبطال الجيش والأمن سواء من أبطال اللواء 25 ميكا أو أبطال الوحدات الأخرى من الألوية التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية التي يقودها اللواء مهدي مقولة تحوّل إعلام المشترك تحولاً كلياً ليزعم أن من يقاتل القاعدة في أبين هم قوات مؤيدة لما يسمونه بالثورة .. ولا ندري عن أي قوات يتحدث أولئك.. بل ولا ندري كيف أن القاعدة التي أنكروا وجودها وخطرها أصبحت اليوم موجودة، وباتت مواجهتها شرفاً يحاولون كاذبين زعم أن لهم فيها يدًا.
أبطال القوات المسلحة والأمن الذين يخوضون معارك الشرف ضد الإرهاب في أبين هم أبناء اليمن وهم الشرفاء الذي صمدوا في وجه المحاولات الانقلابية وأكدوا تمسكهم وحمايتهم للشرعية الدستورية.
أما أولئك المتمردون والمنشقون عن الجيش فلا يجيدون سوى تحويل الشوارع إلى متارس وخنادق ومضايقة المواطنين ومصادرة حرياتهم ولا يد لهم في مواجهة الإرهاب أو القاعدة في أبين أو غيرها، وإن كان لهم وجود يفخرون به فهو الوقوف وراء دعم ومساندة عناصر تنظيم القاعدة في أبين وأرحب ونهم وغيرها، وعلى إعلام المشترك ومن يدعون أنهم ثوار أن يتذكروا أنه بعد يومين من استيلاء تنظيم (القاعدة) على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين صدر بيان باسم اللجنة التنظيمية للمعتصمين في ساحة جامعة صنعاء – التي يهيمن عليها حزب التجمع اليمني للإصلاح - يناشد اللواء الركن مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية بالانضمام إلى ماتسمى (الثورة السلمية)!! وأبعاد توقيت ذلك البيان فسرها الزميل الأستاذ أحمد الحبيشي رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر.
في المقابل أيضاً فإن تلك المزاعم عن وجود قوات مؤيدة لما يسمونه الثورة تقاتل ضد عناصر القاعدة ليس سوى محاولة فاشلة لتغطية تورط تلك الأحزاب وبالأخص الإخوان المسلمين (الإصلاح) في دعم ومساندة والقتال في صفوف القاعدة وهو ما تأكد بالدليل القاطع بعد مصرع مصعب مبخوت عبود الشريف نجل الشيخ مبخوت الشريف –رئيس أحزاب المشترك والإصلاح بمحافظة مأرب – وهو يقاتل في صفوف قتلى عناصر تنظيم القاعدة بمحافظة أبين، فضلاً عن إيواء عضو مجلس النواب الإخواني أمين العكيمي للقيادي الإرهابي أبو أيمن المصري وهو الآخر أيضاً لقي مصرعه وهو يقاتل مع القاعدة في أبين.
والخلاصة التي يجب أن تقال: إنه لم يعد هناك ما يستطيع أن يُضلل المشترك وإعلامه الناس به بعد اليوم، وإذا كان لهذه الأزمة من إيجابية تذكر فهي أنها فضحت تلك الأحزاب ووسائل إعلامها وكشفت أنهم لا يجيدون سوى الكذب والتضليل وتزييف الحقائق، أما همّ الوطن والمواطنين فهم أبعد ما يكونون عنه.