الأربعاء, 27-يوليو-2011
الميثاق نت -    اقبال علي عبدالله -
أحب أن أوضح وأؤكد في بداية موضوعي هذا انني لست متعصباً لعدن بحكم أنني أحد أبنائها، بل متعصباً- حد الجنون- لكل محافظات الوطن الغالي، وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م، ولكنني اخترت عدن المدينة التي يعشقها كل من تطأ قدماه عليها، ناهيك عن كونها مدينة حباها الله سحراً مميزاً، حيث البحر يعانق الجبل وهذا التعانق الإلهي جعل الناس فيها يرفضون العنف والتخريب، لهذا يقول الجميع إن «عدن مدينة كل أبناء الوطن، وليس مدينة مغلقة قلباً وعقلاً على أبنائها فقط».. كل هذا الحديث المتواضع عن عدن التي منذ التاريخ القديم والحديث أدهشت العالم، وجعلت كل من يزورها ولو لساعات يعشقها وينعم بأمنها وحب الناس فيها- جاء بعد أن وصل حالها إلى وضع يرثى له، لا تسر العدو قبل الصديق.. حالة تدمي القلب خاصة وأنها ومنذ اليوم الأول للوحدة المباركة التي أعلنت فيها- يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م- كانت محط اهتمام ورعاية زعيم الوطن القائد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، الذي جعلها مركزاً متميزاً داخل الوطن، ولعل ما شاهدناه وسمعناه من الأشقاء خلال بطولة خليجي عشرين التي جرت في عدن أواخر العام المنصرم، يؤكد مدى ما وصلت إليه مدينة البحر والجبل والناس الطيبون من التقدم والخدمات.. وكان الشارع الرئيس الذي يتوسط المدينة مثار اعجاب المشاهدين واعتزاز أبناء المدينة، بل كل أبناء الوطن.. إننا أينما ذهبنا في العالم نجد أن الجميع يعرف هذا الشارع الذي بني قبل أن تعرف حتى الدول الغنية المجاورة والعربية شوارع منظمة وناطحات سحب سكنية.. اللافت اليوم أن عدن وشارعها الرئيس صارا مبكيين لكل المشاهدين.. والسبب ليست الطبيعة بل افعالنا المجنونة، أفعال بعض الشباب الساكنين في المدينة والوافدين إليها من بعض المحافظات المجاورة.. أفعال كشفت في نهايتها أنها تنفيذ لمخطط خارجي لتدمير عدن الساحرة وتحويلها إلى قرية متوحشة.. بعض شبابها- للأسف- يخرب كل جميل فيها كما هو حال شارعها الرئيسي اليوم الذي تحول إلى مأساة سيلعننا التاريخ عليها.. صار الشارع بعد اغلاقه أمام حركة السير من قبل المخربين منذ بداية الأزمة قبل عدة أشهر.. خراباً ومرمى واسعاً للقمامة وكل ذلك يحدث أمام أعين كل الجهات المسؤولة في عدن، بل أمام أعين الحكومة نفسها وأجهزتها الأمنية والسلطات المحلية.. للحكاية قصة أؤكد أن الشباب كانوا في البداية يجهلونها ثم مع الوقت وتزايد أعمال التخريب والتدمير في الكثير من المواقع والمنشآت أدركوا أنهم- وتحت تأثير أكاذيب وشائعات «الاخوان المسلمين» التابعين لحزب الإصلاح المتشدد- يدمرون مدينتهم التي غاب عنها فعلها الجمالي والحيوي كعاصمة اقتصادية وتجارية وميناء حر للوطن وليس لعدن فقط.. ليتصور معي القارئ أن المواقع السياحية والأثرية التي كانت مركز جذب زوار المدينة سُرقت وخُربت.. ناهيك عن الشلل في الكثير من مرافق المدينة الحيوية.. وهنا يأتي السؤال إلى هؤلاء الشباب المغرر بهم والذين لا يعرفون قيمة ومكانة مدينتهم.. أين هي عدن التي جعلها فخامة الرئيس القائد ومعه كل الطيبين مفخرة أمام العالم؟! أين هي اليوم بعد أن حاول المتشددون تدميرها وبدعم خارجي لتحويلها إلى امارة إسلامية وهذا مخطط تنظيم «القاعدة» الإرهابي؟! افيقوا يا شباب قبل فوات الأوان.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22187.htm