الإثنين, 19-فبراير-2007
الميثاق نت - يبدو أن روسيا الجديدة بدأت تستعيد عافيتها وتماسكها وصارت بعد عطلة طويلة تبحث عن دورها الطبيعي في المنظومة الدولية الراهنة.. صحيح أنه من الصعب جداً أن تستعيد الزخم السياسي الذي كان لها في زمن المأسوف عليه الاتحاد السوفييتي إلاّ أنها قادرة على أن تلعب دوراً بالغ الأهمية في السياسة الدولية، وأن تستعيد جزءاً كبيراً مما كان للاتحاد السوفييتي في هذه السياسة وأن تحد من شعوب العالم، والعالم الثالث بخاصة سنداً قوياً لا لتكون القطب المنافس وانما لتكون قوة ضمن قوى أخرى في مواجهة القطب الوحيد الذي ساعده الفراغ على الاهتياج‮ ‬والاجتياح‮ ‬وما‮ ‬يترتب‮ ‬على‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬غياب‮ ‬الاستقرار‮ ‬وفقدان‮ ‬الثقة‮ ‬بإقامة‮ ‬عالم‮ ‬يسوده‮ ‬الأمن‮ ‬والسلام‮.‬ د. عبدالعزيز المقالح -
يبدو أن روسيا الجديدة بدأت تستعيد عافيتها وتماسكها وصارت بعد عطلة طويلة تبحث عن دورها الطبيعي في المنظومة الدولية الراهنة.. صحيح أنه من الصعب جداً أن تستعيد الزخم السياسي الذي كان لها في زمن المأسوف عليه الاتحاد السوفييتي إلاّ أنها قادرة على أن تلعب دوراً بالغ الأهمية في السياسة الدولية، وأن تستعيد جزءاً كبيراً مما كان للاتحاد السوفييتي في هذه السياسة وأن تحد من شعوب العالم، والعالم الثالث بخاصة سنداً قوياً لا لتكون القطب المنافس وانما لتكون قوة ضمن قوى أخرى في مواجهة القطب الوحيد الذي ساعده الفراغ على الاهتياج‮ ‬والاجتياح‮ ‬وما‮ ‬يترتب‮ ‬على‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬غياب‮ ‬الاستقرار‮ ‬وفقدان‮ ‬الثقة‮ ‬بإقامة‮ ‬عالم‮ ‬يسوده‮ ‬الأمن‮ ‬والسلام‮.‬
ومن المهم أن يدرك العرب أن روسيا دولة عظمى بما تمتلكه من امكانات اقتصادية وعسكرية وما ورثته من مخزون نووي، ولأن ذلك كله لابد أن يجعل لها وزناً غير عادي، قد لا يكون بالتأكيد مساوياً لما كان في عهدها السوفييتي السابق لكنه يجعلها قادرة -اذا ما شاءت- أن تكبح جماع القطب الوحيد الهائج.. وفي خروجها هذه الأيام الى الوطن العربي بداية كانت متوقعة منذ فترة ليست بالقصيرة، وليس غريباً أن تلقى من جميع العرب ترحيباً شاملاً يفوق ربما الترحيب الذي كان الاتحاد السوفييتي الراحل لا يحظى إلا من بعض الأقطار ذات التوجه الثوري اليساري‮.‬
ولا جدال في أن أحداً في العالم لا ينتظر ولا يتوقع من روسيا الجديدة أن تكون حادة في مواقفها المضادة للامبراطورية الأمريكية كما كان الحال في العهد السوفييتي، لكن لا أحد أيضاً لا يرى أن مصلحة هذه الدولة الشرقية العظمى تستدعي منها مواقف واضحة وصريحة وايجابية من العالم الثالث حيث مجالها الاقتصادي الأوسع، وبما أن العرب في قلب هذا العالم الثالث ولهم مشكلاتهم المزمنة مع الغرب ومع الولايات المتحدة بخاصة فإنهم ينتظرون من هذه الدولة دوراً حقيقياً في مساندة قضاياهم العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية بكل ما تمثله الآن‮ ‬من‮ ‬ضغوط‮ ‬انسانية‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬العالم‮ ‬كله‮.‬
وفي هذا الصدد، فإن العرب على اختلاف توجهاتهم سيظلون يذكرون للاتحاد السوفييتي مواقفه المشرفة من هذه القضية.. وهذا ما جعلهم يحزنون أشد الحزن على غياب ذلك الاتحاد حتى الآن فقد ترك غيابه فراغاً هائلاً، وتستطيع روسيا الجديدة أن تملأ بعض هذا الفراغ دون أن تكون لها طموح الاتحاد الغائب وأهدافه، وهو ما سوف يرحب به جميع العرب دون استثناء والمتفائلون في الوطن العربي بهذا الدور أكثر من المتشائمين الذين يرون أن الاشكاليات التي كانت ولاتزال تعاني منها روسيا الجديدة حتى الآن سوف تمنعها عن القيام بأي دور سواءً أكان هذا الدور‮ ‬في‮ ‬مصلحتها‮ ‬كدولة‮ ‬كبيرة‮ ‬أو‮ ‬في‮ ‬مصلحة‮ ‬الدول‮ ‬التي‮ ‬تنتظر‮ ‬مساعدتها‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2242.htm