الميثاق نت - يعقد حزب التجمع اليمني للاصلاح مؤتمره العام الرابع - السبت القادم بصنعاء - وسط أجواء يصفها المراقبون بالعواصف السياسية والتباينات الكبيرة التي يحملها اربعة آلاف مندوب يعتزمون ان يثيروها على المؤتمر..
وهذه هي المرة الاولى التي يعقد حزب الاصلاح مؤتمره منذ 16 عاماً ويجد نفسه أمام جملة من القضايا الخلافية والبالغة التعقيد بين تيار القيادات الشابة الطامحة والمتعطشة لازاحة القيادة القديمة واحتلال مكانها في المناصب العليا للحزب، وبين قيادات ظلت طوال تاريخ سنوات الحزب متمسكة بمواقعها، فهي المرجعية والمسيرة لسياسة الحزب وشئونه.. ويخشى المراقبون ان تؤدي الخلافات الى فقدان اكبر احزاب المعارضة تماسكه في هذا المؤتمر، خاصة مع تزايد الضغوطات والاصوات المطالبة من داخل الحزب وخارجه - باعادة النظر في اصلاح البناء التنظيمي للحزب وتقييم سياسته ونشاطه للفترة الماضية واتخاذ جملة من المواقف والقرارات الحاسمة والمصيرية تتعلق بتحديد مواقف للحزب من قضية المرأة وانتخابها لمواقع قيادية في الهيئات العليا للحزب وولايتها.. وتمكينها سياسياً مرشحة وألاَّ تقتصر مشاركتها كناخبة..
بل ان المسألة الشائكة والتي قد تثير خلافات داخل المؤتمر العام للاصلاح تقف عند تعديل النظام الداخلي للحزب، وبالذات فيما يتعلق بانتخاب القيادة العليا - رئاسة الحزب وامانته العامة - والتي انتهت فترة ولايتها وفقاًِ للنظام الداخلي لايحق لها اعادة ترشيح نفسها مرة اخرى، وسبق لها ان اعلنت اكثر من مرة انها ستلتزم بالنظام الداخلي للحزب ولن تعيد ترشيح نفسها - اذ ان الشيخ عبدالله بن حسين سبق له وان اعلن اواخر العام الماضي ان المؤتمر الرابع سينتخب قيادة جديدة لقيادة الحزب في السنوات المقبلة - في اشارة واضحة بعدم ترشيح نفسه لفترة جديدة، واعاد تأكيده لعدم الترشيح اعلانه الاسبوع الماضي بعدم ترشيح نفسه لرئاسة الهيئة العليا لحزب الاصلاح لفترة جديدة.
إلاّ ان هذا ما يعارضه البعض من قيادات الاصلاح والتي اعتبرته بوجهة النظر الشخصية للشيخ عبدالله قائلة : انه قد يكون للشيخ عبدالله في عدم ترشحه لرئاسة التجمع اليمني للاصلاح وجهة نظره الشخصية.. لكن الرأي هو رأي الأغلبية داخل المؤتمر العام الرابع، فإذا أصر غالبية المؤتمرين على ضرورة بقائه سيبقى وسيكون رئيساً للتنظيم فلاشك ان الشيخ سينزل عند رأي الاغلبية.
واذا ما كان هذا هو رأي مندوبي المؤتمر، فإن ذلك يتطلب اجراء التعديلات اللازمة على النظام الداخلي للحزب والذي يحدد رئاسة الحزب وامانته بأربع دورات مدة كل فترة اربع سنوات فقط.
واما القضية الاخرى التي يثار حول الجدل هي تطعيم قيادة الحزب بدماء شبابية جديدة قادرة على مواكبة التوجهات السياسية والمرنة القابلة لملاءمة وقائع العصر وقضاياه المتجددة، إلاّ ان بعض القيادات الحالية ترى ان التغيير ليس ولعة ولا هواية، وانما يقوم على تقييم للوضع وللاداء ولمصلحة الانطلاق بالاصلاح الى الافضل.. فأينما وجدت المصلحة فثم شرع الله.
ولم تتوقف الاشكالية التغيير في قيادة حزب الاصلاح على تيار داخل الحزب وانما امتدت الى خارجه من قبل النخب السياسية واطراف في منظومة العمل السياسي والاحزاب السياسية وبالذات حلفائه في اللقاء المشترك بالاضافة الى مطالبة الحزب باتخاذ مواقف جادة وايجابية بشأن مواقف سياسية اتخذها في السابق بحق شركائه في المشترك اليوم..
وفي الندوة التي اقامتها الدائرة الاعلامية في الامانة العامة للتجمع اليمني للاصلاح الاسبوع الماضي - دعا الدكتور محمد المخلافي عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني - الاصلاحيين لاتخاذ موقف شجاع للتخلص من الوزر الذي التصق به بسبب الفتاوى التكفيرية.. في حين طالب استاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله الفقيه بنقل سلطة حزبه الى الجيل الجديد حتى لايصبح حزباً جامداً وان يجدد وسائله السياسية والديمقراطية وفتح آفاق جديدة للحوار مع الآخر بما في ذلك الحزب الحاكم وتحديد موقفه بدقة من قضية المرأة.
وتوقع الفقيه من الاصلاح ان يحسم نظرياً وبطريقة واضحة مسألة التمثيل السياسي للمرأة وبطريقة تعطي للمرأة اليمنية ماهو حق لها.
في حين طالب الاخ طارق الشامي رئيس الدائرة الاعلامية للمؤتمر الشعبي العام - الاصلاحيين في مؤتمرهم القادم بتوجه جاد وحكيم في اختيار قيادات تنم عن الاعتدال.
وهاجم رئيس دائرة التنظيم والتأهيل في فرع حزب الاصلاح بمحافظة إب ثقافة الموروث والاستبداد الذي يمارس في البيت والمدرسة والوظيفة كجزء من ثقافة المجتمع التي تشمل الاصلاح.. وقال محمد سيف العديني علينا ان نعمل على ازالة هذه الثقافة والتفريق مابين ما يقوله الاسلام صراحة في القرآن الكريم وبين التأويل والاحاديث الضعيفة والاخبارية.
وانتقدت الاستاذة حورية مشهور رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة حزب الاصلاح لعدم وضوح موقفه من المرأة كمرشحة في الانتخابات. |