نضال مبخوت أبوراس -
سلمة.. ستة شهور وحصيلة «السلمية» مئات القتلى وعدد لا يحصى من الجرحى.. وتدمير ما تبقى من أحلام للفقراء.. يقولون إنها شبابية على غرار المصرية، لكنها يمنية خالصة لا تشبهها لا في البداية ولا في النهاية، نعم هي كذلك لا تبالي بسفك دماء الأبرياء، ولا تكترث لآلام الضعفاء والبسطاء، تدمر المنشآت العامة وتستهدف جند الدولة، وأحياناً كبار موظفيها وكل من عارضها. سلميتها لم تكتفِ بمذبحة جمعة 18 مارس في حي الجامعة (46) ضحية ومئات الجرحى سالت دماؤهم وتمزقت أشلاؤهم، لكنها لم تسقط لأنهم يرون في قتل المواطنين وسفك دمائهم وقوداً لنصرهم المزعوم، فهللوا وبشروا في قناة «سهيل» وبقية ابواقهم بقرب ساعة الحسم. هرول «طنطاويها» الى «السلمية» مسرعاً مدججاً بالأسلحة تنافس مع مشائخها في ادعاء حمايتها، ليشتركوا معاً في قتل (52) شاباً بعمارة النهضة جوار الفرقة الاولى مدرع وفي ظروف غامضة. لا القنص في الرؤوس أو تلك التي تستهدف القلوب بالصدور، ولا حتى أساليب تفخيخ وتفجير المباني والمنشآت هي حصرية للمدعوة بـ«السلمية» للتخلص من الخصوم، فهناك في الحصبة استخدمت المدفعية والبوازيك والصواريخ، كلها أسلحة ثقيلة دمرت مباني ومنشآت الدولة ومنازل المواطنين. تكسرت رماح زيفهم وتكشفت عورات تضليلهم عندما هتكوا حرمة بيوت الله بصواريخهم ذات التقنية العالية والتي لا تمتلكها أغلب الدول ولا شبكات الإرهاب، هم مضللون مجرمون، قتلوا وجرحوا العديد من الآمنين العابدين في صلاة أول جمعة رجب الحرام. عندما دحر الجيش وجموع القبائل الوطنية الشريفة المئات من مسلحي القاعدة الذين فروا من زنجبار عاصمة محافظة أبين كالجرذان.. قلبوا الحقائق رأساً على عقب كما هي عاداتهم. قالوا في البداية إن الأمر لا يعدو عن كونه تضخيماً إعلامياً، وقللوا من خطورة تمدد حلفائهم في القاعدة.. انكشف تضليلهم وزيفهم وهراؤهم واتضحت الحقيقة كالشمس ناصعة في كبد السماء. صمود الحالمة تعز قضى على ما تبقى من أحلامهم البائسة والفاشلة، فجروا الأوضاع ونهبوا الممتلكات العامة والخاصة، لم تمنعهم «مدنية» المدينة الهادئة من قطع الطرق والسبل.. أثاروا الرعب في قلوب المواطنين، ومارسوا أبشع أنواع الاغتيال والارهاب ضد أفراد الجيش الذي تكفل بحماية الآمنين تحت دعوى الدفاع عن «السلمية».. سلمية الزور والإفك والبهتان سقطت لا محالة، لكن هذه المرة في منطقة أخرى اسمها «ارحب»، حيث تجمعت عناصر الارهاب وأدران البؤس والمرض تحت حماية ذوي اللحى الحمر لإسقاط «الصمع»، قتلوا ما يزيد عن 150 من الجنود، وضحوا بمئات من المغفلين، وانتحر البقية في الأقبية وعلى جبال «الصمع» الشاهقة. أهكذا تكون السلمية إذاً؟!!