علي عمر الصيعري -
< ظاهرة غريبة لم أجد لها تفسيراً منطقياً يبرر استمرارها الى يومنا هذا.. وهي ظاهرة حجب مكافآت الانتاج الفكري في الصحف الرسمية: «الثورة، الجمهورية، 14اكتوبر» منذ فبراير من هذا العام أي منذ بروز ما يسمى بـ«الثورة السلمية» والى هذه اللحظة في الوقت الذي يسبغ فيه حزب «الاخوان المسلمين» عشرات الآلاف على كل مقالة تخدم معركته مع الشرعية الدستورية وكذلك يفعل بقايا «المشترك»..والعجيب أن الشرعية الدستورية التي يجند لها الكتّاب والصحفيون الشرفاء أقلامهم لا تحرك ساكناً كي توجه بعض من يحمل في قلبه حقداً على هذه الأقلام الشريفة، وأعني بهذا البعض قيادات في وزارة المالية مصرة الى حد الآن على حجب التعزيز المالي المشروع للمؤسسات الاعلامية الرسمية كي لاتصرف بدورها مكافآت الانتاج الفكري لعشرات الصحافيين والذين معظمهم يعتمد عليها كمصدر دخل وحيد له. أما الأغرب والمثير للدهشة أن نرى نقابة الصحفيين متجاهلة هذا المطلب المشروع وهو من مهامها وليس وحدها تلك المهام التي تدينها والمتعلقة بالشجب والتنديد في حال اعتقال أو مساءلة أحد كتاب الاصلاح والانقلابيين مع علمها بالجنحة الجنائية المدنية التي ارتكبها والتي ليس لها علاقة بحرية الرأي والتعبير أو المهنة الصحفية. ان وزارة الاعلام، مطالبة أن تعالج مشكلة الانتاج الفكري للسبعة الأشهر الماضية لهؤلاء الصحفيين الغلابى.. والعبد لله واحد منهم، خصوصاً وأننا مازلنا نحترم أقلامنا ونرفض تسويقها في سوق النخاسة والحراج السياسي لأننا أوفياء لكلمتنا وأوفياء للشرعية الدستورية التي تتجاهلنا في أسوأ الاحوال. نصف عام ونحن من دون مكافآت الانتاج الفكري، والمحزن أن هذه المكافآت للواحد منا خلال نصف هذا العام لا تساوي قيمة تخزينة لمتنفذ أو انتهازي أو مبتز ينفقها في شهر واحد لا غير.. فهل من منصف لنا؟! وهل من تدارك لهذا الأمر؟!
قال الشاعر: ولولا يومُ يومٍ ما أرَدْنَا
جَزاءَكَ، والقُروضُ لها جَزَاءُ (الفرزدق)