الإثنين, 15-أغسطس-2011
الميثاق نت -  د. علي مطهر العثربي -


< عندما تتجاوز القوى السياسية الثوابت الوطنية، وتتحدى الإرادة الكلية للشعب، وترفض تحكيم كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعندما تتخلى عن واجباتها الوطنية وتتجرد من القيم الدينية والوطنية والانسانية.. تتحول بفعل الكيد السياسي الى أداة تدمر، تهدم ولا تبني، تفرق ولا تجمع، تمزق ولا توحد، لأن هذه القوى التدميرية لم تعد تؤمن بالشورى والديمقراطية، وعدم إيمانها بالديمقراطية والشورى ناتج عن عدم احترامها لإرادة الشعب الكلية وشعورها بالغرور الذي يقودها الى الايمان بأن الحزبية تصبح غاية وفي سبيل هذه الغاية تستخدم كل الوسائل غير المشروعة من أجل الوصول الى السلطة بأي ثمن. إن القوى السياسية التي تتجاوز الإرادة الكلية للشعب لا يمكن ان تفكر في القيم الدينية والوطنية والانسانية ، لأن تفكيرها يتحول من الايمان بالقيم والمثل الى البحث عن الشيطان للتحالف معه من أجل تحقيق غايتها وهو الوصول الى السلطة بأي ثمن، بل إن القيم الدينية والانسانية ليست اكثر من وسيلة تستخدمها تلك القوى الظلامية لكسب عواطف المغفلين والذين لم يدركوا الغاية الحقيقية لها، بل ان البسطاء من الناس الذين تتمكن تلك القوى من التغرير بهم تحت تأثير بعض الشعارات التي تتناسب مع عواطف ورغبات أولئك البسطاء من الناس ليسوا أكثر من وسيلة.. ولا مكان لهم، بل ولا قيمة لهم، وربما تسعى تلك القوى الى التخلص منهم واحداً بعد الآخر، إذا استطاع اي منهم كشف الحقيقة. إن القوى الظلامية لا تظهر بظلامها وجبروتها ورغبتها المطلقة في الوصول الى السلطة بالوسائل الشيطانية من اللحظة الاولى لظهورها، بل تظهر بمظهر بسيط تستخدم وسائل جذب العواطف وترغيب الناس في الانتماء اليها وترتدي ثوب الطهر والنقاء لتستحوذ على قلوب البسطاء والمغفلين من الناس، وعندما يلاحقها الغرور بالسيطرة على عقول الناس والقدرة على تجهيلهم تبدأ تدريجياً في إظهار حقيقتها، بعد أن تجعل من أولئك المغفلين أبواقاً لتبرير أفعالها الاجرامية والارهابية. إن من وسائل تلك القوى الظلامية لتجهيل الناس والتغرير بهم السعي بشكل حثيث الى جعل الولاء لها أقوى من الولاء للوطن، وذلك من خلال وسائل شيطانية خطيرة من أبرزها التشكيك في مبدأ الولاء الوطني، والترويح للبسطاء والمغفلين بأن احترام علم البلاد وتحية العلم كفر، والتركيز على عدم الاشارة الى أن الولاء الوطني هو ولاء لله سبحانه وتعالى، وتتجنب الحديث عن أن حب الوطن من الإيمان بمعنى تنفي اقتران حب الوطن بالايمان بالله سبحانه وتعالى، وتسعى الى قتل هذا الجانب في أوساط الشباب، وكنا قد حذرنا من هذه الافكار وقلنا إن شبابنا يتعرضون لغسيل دماغ يضعف الولاءالوطني في أذهانهم. إن تلك القوى الظلامية قد استطاعت ان تتخفى تحت مظلة الاحزاب السياسية، الكيانات الدستورية المعترف بها، وكانت بعض الاحزاب السياسية حاضنة آمنة لنمو هذه القوى الظلامية العدوانية، وقد أظهرت الأزمة السياسية أن تكتل اللقاء المشترك كان الحاضن الأساسي الذي مكن هذه القوى من الوصول الى ما وصلت اليه من فعل التخريب والتدمير والقتل والاجرام والارهاب، وهنا ندعو العقلاء والشرفاء داخل تكتل اللقاء المشترك الى تفويت الفرصة على القوى الظلامية وعدم السماح لها بالتمادي في قهر الشعب وتدمير مكتسباته، ولا يتم ذلك الا بالعودة الى جادة الصواب والاقدام على الحوار لحل القضايا محل الخلاف والاختلاف، نأمل الاستجابة- بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22471.htm