فيصل الصوفي -
< النائب الاصلاحي منصور الحنق الذي يقود مليشيات الاصلاح المدعومة من الفرقة الاولى مدرع واصحاب الشيخ الزنداني لم يخف حقيقة أهدافهم من محاولة الاستيلاء على معسكرات الحرس الجمهوري في أرحب.. ومن قرأ كلامه لصحيفة «الصحوة» يوم الخميس الماضي بعناية سوف يجد أن الرجل رغم مراوغته قد أفلت من لسانه عبارات تدل على أن تلك المليشيات هي المعتدية على تلك المعسكرات وان مواطنين في أرحب يعارضون ذلك، وهم الذين نالوا قدراً من الهجوم على لسان قائد تلك المليشيات الذي طعن في ذممهم وأصالتهم «القبلية» وهددهم باليوم الموعود. زعم الرجل انهم «سمعوا» أن معسكرات الحرس الجمهوري في أرحب كانت تعتزم الدخول الى صنعاء.. لماذا؟ والجواب كما قال الحنق: تتحرك الى صنعاء للهجوم على شباب الثورة.. وماذا بعد؟ يقول: إن القبائل في أرحب قامت بالتجمع قرب المعسكرات لمنعها من التحرك الى صنعاء.. لأنهم «سمعوا».. لاحظوا.. «سمعوا» إنها ستتحرك الى صنعاء.. «سمعوا» فقط.. حاصروا المعسكرات وحاولوا ويحاولون الاستيلاء عليها لأنهم «سمعوا». حسناً.. هذه المعسكرات استعصت عليهم باعتراف الحنق، فما الذي يمنعها الآن من التحرك الى صنعاء؟ الجواب سهل، فحكاية التحرك الى صنعاء لقمع المعتصمين مجرد حكاية كاذبة أو متخيلة، وسندها هو «سمعوا»، فالمليشيات المذكورة هي التي ابتدأت شن الحرب للاستيلاء على تلك المعسكرات، ولا علاقة للأمر بقبيلة أرحب ولا بأي مبررات من تلك التي يسوقونها ويسوقها منصور الحنق.. وهذا الحنق يؤكد ذلك لصحيفة «الصحوة» دون قصد.. فقد قال إنهم حاولوا مقابلة قيادات تلك المعسكرات لإقناعها بأن هذه المعسكرات ملك للشعب ويجب أن تكون الى جانب الشعب.. أما من هو الشعب الذي يجب أن تكون الى جانبه، فالحنق قد اختصره بما يسمى «الثوار» يقصد المعتصمين الذين ترك معظمهم الخيام.. مع ذلك فالحنق لم يكن يقصد هؤلاء في الحقيقة، بل يقصد انضمام تلك المعسكرات للمنشقين ومليشيات الاصلاح. . ولا نقوله ذلك من عندنا، فهو قد وجه نداءً عبر صحيفة «الصحوة» لجنود وضباط وقيادات تلك المعسكرات بأن لا يخشوا فُقْد رواتبهم إذا ما استسلموا أو انضموا للفرقة والمليشيات وضمن لهم بقاء رواتبهم وزيادة.. على أن الحنق بهذا المنطق وجه إهانة لمنتسبي المؤسسة العسكرية، حيث صورهم وكأنهم مجرد «أوغاد» يعملون مقابل إشباع بطونهم، مشبهاً لهم بأفراد المليشيات الذين جمعوا من شتى الآفاق للقتال مقابل أجر يومي. وعلى أية حال بانت الحقيقة وسقطت كل الذرائع التي سوقها الحنق واصحابه من قبل.. وأصبح واضحاً للجميع ان هؤلاء يحاولون الاستيلاء على معسكرات الحرس الجمهوري لاستخدامها كقوة اضافية للقوة التي لديهم للسيطرة على الحكم بالقوة.. والدليل على ذلك انهم هم المهاجمون دائماً لتلك المعسكرات، وهي في موقف الدفاع.. وعندما وصلت الى محمد السعدي الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح معلومات عن سيطرة المليشيات على معسكر الصمع قبل أسابيع، سارع قبل أن يتأكد من صحة المعلومات، للظهور على شاشة قناة «الجزيرة» ليؤكد أن الاستيلاء على معسكر الصمع مكسب كبير لما سماه الثورة.