د.طارق عبدالله الحروي ٭ -
أشهد بالله أني عندما عزمت أن أكتب هذه الكلمات المتواضعة جدا في هذه المناسبة الغالية كثيرا على قلوبنا بعد أن شاءت قدرة الله تعالى أن تعيد السعادة إلى قلوبنا والفرحة إلى وجوهنا والبسمة إلى أفواهنا بظهور قائدنا المفدى ورمز سيادتنا ووحدتنا العظيمة وقلبها الكبير النابض وقائد المنجز الوحدوي وأبرز مؤسسي الدولة اليمنية الحديثة.
وأهم صناع المشروع النهضوي ألتغييري اليمني الحالي والقادم الرئيس على عبدالله صالح موفور الصحة ومُعافى ومتألق وقلبه مازال ينبض حبا وشوقا وامتنانا وإجلالا لليمن وأهلها، أني قد تأثرت كثيراً جداً- كما- تأثرت غالبية أبناء الأمة، ابتداء من شكل ومضمون الصورة نفسها التي ظهر عليها الرئيس الصالح بكل أبعادها كي يقطع الشك باليقين في بادرة استثنائية قل نظيرها في عالمنا المعاصر، فشهد له البعيد قبل القريب والعدو قبل الصديق ووقفوا له ولنا إجلالا وإكبارا واحتراما، ومرورا بحالة الهدوء والسكينة والجلد والتماسك ثم الحضور الذهني الذي يحسد عليه من مؤيديه وأنصاره قبل خصومه وأعدائه، وانتهاء بما تسنى له أن يبعثه لنا من كلمات عفوية متواضعة جياشة صادقة انسابت خفيفة وسريعة إلى الأفئدة والقلوب قبل أن تسمعها الأذان وتدركها العقول والأبصار، فتلقفها الصغير قبل الكبير بقلب وصوت واحد إذا أنت بخير يا حبيبنا فنحن بخير. إذا لما تستغربون ؟ ومن هذا المنطلق أدركت بالفعل وإلى حد كبير ماهية وطبيعة السر الكامن وراء هذه الأفعال والأقوال العفوية الصادقة ومن ثم العواطف المشاعر الجياشة المتبادلة بين الرئيس الصالح وعموم أبناء شعبه التي طبعت المشهد السياسي والشعبي اليمني في مناسبات كثيرة جدا وفي الأشهر الأخيرة خاصة، أنها لم تكن فجائية لحظية ومؤقتة، بل كانت منتشرة ومتجذرة في أرض صلبة من علاقات التأثير والتأثر المتبادلة بينهما، والتي استعادت جزءاً كبيراً من حيويتها وفعاليتها في ظهورها القوي والمفاجئ بلا مقدمات في الانتخابات الرئاسية للعام 2006م.
ولا أخفيكم سرا أني على مدار السنوات الثلاثة الأخيرة قد تعمقت قليلا في هذا الأمر من خلال قراءتي المتروية لما يجري في الشأن اليمني بحثا عن السبب وراء حالة التقلص والخفوت التدريجي الحادة- أو لنقل البرودة- التي شابت هذه العلاقة بعد ذلك على عكس ما كان متوقعا لها أن تصبح في ذروتها، في ضوء ما شابها من تراجع وسلبية حادة كاد يدفع بها إلى شفا الهاوية؛ فوجدت أن وراءها سبباً منطقياً يتمحور في استمرار تنامي حالة العزل شبه التامة التي سادت بينهما، جراء الدور المحوري الذي لعبته قوى متعددة تنتمي شكلا ومضمونا إلى التيار الانفصالي بإمتدادته الإقليمية، الذي يتخذ له من السلطة القائمة مرتكزا له، كجزء من سيناريو محلي وإقليمي يسير على هدى خطة محكمة؛ يرمي إلى إحداث شقٍ (عموديا/أفقيا) حاد بينهما، ويقوم على أهمية استمرار تنامي حالة العزلة بينهما إلى حد تصبح عملية التواصل بينهما يغلب عليها الشكل أكثر منها المضمون؛ بحيث تصبح معها قيادة التيار الوحدوي لا ترى ولا تسمع ولا تفكر ولا تتحرك إلا من خلال تلك الجماعات والتيارات السرطانية أو الخلايا المتسرطنة في جسد السلطة منذ وقت ليس بالقصير ذات المصالح الخاصة والأجندة الضيقة والمنتمية لفلول واجهة ومؤخرة التيار الانفصالي قلبا وقالبا، التي مثلت بحق الجدار الجليدي العازل الأكثر خطورة بينهما- هذا من جهة- ثم دورها المحوري القائم على التنسيق والتعاون غير المباشر فيما بينها وبين باقي مكونات التيار الانفصالي خارج السلطة- من جهة ثانية- في تناغم فريد من نوعه ظهرت معالمه الرئيسة بارزة منذ العام 2004م- على أقل تقدير- وانتهاء بما حققته من نجاحات نسبية في الاستفراد بكل واحد منهما على حدة (قيادات وجماهير)، تمهيدا واستعدادا منها لتسديد الضربة القاصمة الأخيرة في سيناريو التصفية النهائية للتيار الوحدوي فكرا ومشروعا ورموزا وأفرادا، التي ظهرت معالمها الرئيسة بارزة في إرهاصات الحرب السادسة مع حركة التمرد المسلحة عام 2009م، كامتداد طبيعي لإرهاصات المرحلة السابقة الممتدة منذ عام2004م، وبلغت حد الذروة في إرهاصات أعمال العنف الحادة التي عاشتها الساحة اليمنية منذ مطلع الشهر الثاني من العام الحالي إلى وقتنا الحاضر.. إلا أني أعود للقول أن هذه اللحظات التاريخية الفارقة في عمر الأمة اليمنية قد عادت للظهور ليس في جمعة التسامح 25/3/2011م وما بعدها فحسب، بل وصلت إلى أعلى مستويات فعلها وحيويتها وأزهى وأبهى صورها في ذلك التلاحم الشعبي الثوري والمصيري وراء خياراته وقياداته التاريخية الممثل الشرعي للمشروع والتيار الوحدوي، الذي أذهل العالم أجمع وصعق أعداءه وخصومه وأربك مجمل مخططاتهم التآمرية التي تحاك ضده، وفي نفس الوقت مثل أنموذجا حيا لا يقارن يحتذى (وسيحتذى به) في عموم المنطقة العربية وما يجاورها، لدرجة قلبت خط سير الأحداث فيها رأسا على عقب.. وأكدت أنها لن تترك المجال والفرصة أمام خصومها وأعدائها على حد سواء للتلاعب بحاضرها ومستقبلها والاستفراد بقياداتها ورموزها، في ضوء قرارها المصيري وكسرت حاجز الصمت كليا لتدخل وراء قياداتها التاريخية في معركة صفرية مصيرية فاصلة مع كل أعدائها في الداخل والخارج بدون استثناء، كي تواجه التحدي بتحدٍ أكبر، بما أبدته من نفس طويل جدا في الأزمة السياسية ملتزمة مع قياداتها بقواعد إدارتها في فارقة تاريخية قل نظيرها على ما أظن، بحيث ارتضوا لأنفسهم أن يعضوا على أصابعهم بالنواجذ من شدة الألم والقهر والضيق والأسى إلى ما وصل إليه حال بلادهم، ويربطون الأحزمة بقوة على بطونهم متحلين بقيم التسامح والأخوة والصبر والحلم في هذه الأوقات العصيبة والفارقة في حياتهم، ثقة وإيمان بالله تعالى وابتهالا له واقتداء وثقة بالرئيس الصالح الذي حاز على ثقة شعبه في العام 2006م لاستكمال مسيرة البناء والتنمية، معطين له الفرصة كاملة ليتوج ويختم مسيرته وأحلامه التي بدأها بجهود وأعمال عظيمة يرى فيها ومنها اليمن بحال أفضل ومعافى، تشريفا وتقديرا وإجلالا ومحبة من الشعب له، وهو الأمر الذي دفع القوى المتآمرة الى توظيف كل أوراقها غير المشروعة دينيا وأخلاقيا وأدبيا وإنسانيا... من الشعب وعقابا جماعيا له- أولا- ثم السعي وراء الدفع بمجريات الأحداث الرئيسة نحو شفا الهاوية التي لا رجعة فيها حتى لو تطلب الحال إغراق السفينة بكاملها وهم عليها- ثانيا- إذا لما تستغربون؟. وعودا إلى بدء أوجه كلماتي هذه إليكم سيدي الرئيس عساها تلقى صدى لديكم ولا أخفيكم فيها سرا بالرغم من كل قناعاتي من كل ما تؤمن به لهذه الأمة والوطن وتطمح إليه، أني قد عشت بعض تفاصيله وأحسست بها بل ورأيتها بأم عيني وتعاملت معها على أنها واقع أتلمسه في طريقي الذي أشقه وسط الصخور العاتية التي انتشرت أمامي في كل يوم، لأني أمنت بكل ما أمنت به فرأيته متجسدا أمامي في صورة مارد عملاق ما زال يحث الخطى وسط هذا البحر الجارف من الأمواج العاتية، .
نعم أحسست بكل ما يجول في خاطرك ومشاعر رجالك الأوفياء والشرفاء من مخاوف كثيرة جدا أن يغتال الحلم الأكبر (اليمن) في لحظة فارقة من الزمن قبل وأثناء ذلك من قبل أصحاب الأيادي الآثمة الجاحدة المتآمرة والبؤساء وعديمي الضمائر الذين لم يتركوا شيئاً إلا وارتكبوه وطريقا إلا واختبروه للإساءة إليك وإليهم كمدخل مهم للإساءة وتحطيم مسيرة التيار الوحدوي والوطن والأمة اليمنية، نحن بخير سيدي القائد مادمتم بخير وننتظر عودتك سالما ومعافى، فسفينة وطن الـ22 من مايو العظيم قد طال مكوثها وسط البحر الهائج بأمواجه المتلاطمة التي لم تعد تفرق بين فرد وجماعة وشعب، وخارطة الطريق قد اتضحت معالمها الرئيسة كثيرا ولم تبق سوى بعض التفاصيل المهمة التي سنخضعها للحوار البناء الوطني الشامل بين مكونات المجتمع، وطاقم إدارتها كاملا من عناصر التيار الوحدوي وركابها من أبناء شعبك ينتظرونك بفارغ الصبر، كي تعبر بنا إلى شاطئ الأمن والأمان.