الثلاثاء, 23-أغسطس-2011
الميثاق نت -  د. علي مطهر العثربي -
يأتي الاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام في ظل ظروف بالغة التعقيد وشديدة الحساسية نتيجة لما أحدثته الأزمة السياسية التي صنعتها أحزاب اللقاء المشترك، ورغم ما خلفته هذه الازمة من الآثار السلبية على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلا أن المؤتمر الشعبي العام أكثر قدرة على الصمود والتماسك والثبات، ولم تؤثر تلك الزوابع التي أحدثتها أحزاب المشترك بهدف التأثير سلباً على الانتماء للمؤتمر الشعبي العام، واستطيع القول- دون مبالغة- إن الأزمة المفتعلة من اللقاء المشترك قد جعلت المؤتمر قيادة وقواعد يشكلون اصطفافاً وطنياً بالغ العظمة والقوة مع كافة جماهير الشعب المناصرة والمؤازرة للمؤتمر، والجميع شكل صفاً وطنياً قوياً الى جانب أبناء القوات المسلحة والأمن، حراس الوحدة والأمن والاستقرار، والشرعية الدستورية الإرادة الكلية للشعب.
إن النهج الديمقراطي الشوروي الذي سلكه المؤتمر الشعبي العام في اطار تكويناته القيادية والقاعدية ، قد مكنه من خلق الرضا والقبول من العدو قبل الصديق ومكنه من امتلاك الحجة شديدة الوضوح وبالغة التأثير محلياً واقليمياً وعالمياً، لأن المؤتمر أولاً اعتمد مبدأ الحوار وجعله منهج حياته السياسية والاجتماعية، ثم اعتمد مبدأ الممارسة الديمقراطية الشوروية من خلال توسيع قاعدة المشاركة السياسية وخلق بذلك أجواءً مريحة للممارسة العملية للديمقراطية بنزاهة وثقة غير عادية.
إن المؤتمر الشعبي العام في مسيرته السياسية والاجتماعية والاقتصادية قد انطلق من الفكر الوطني الذي أجمعت عليه كافة القوى السياسية وشارك في صناعته الشعب من خلال الاستفتاء المفتوح الذي مكن الشعب من التعبير الحي عن آماله وتطلعاته، ولذلك فإن المؤتمر الشعبي العام يمتلك وثيقة دستورية تجسدت فيها إرادة الشعب الكلية التي انطلقت من الإرادة الإلهية التي لا غالب لها، وقد ظل المؤتمر الشعبي العام طوال سنوات التأسيس يركز على غرس المفاهيم الميثاقية في أذهان الناس، ولم يمل عن تلك المفاهيم التي جاء بها الدليل النظري الفكري والسياسي «الميثاق الوطني» قيد أنملة، بل ركز على الاعتدال والوسطية، وجسد مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر، ورفض الغلو والتطرف والارهاب، وأتاح الفرصة لمنافسيه، ولم يكن محتكراً للسلطة، بل فتح الباب على مصراعيه لمشاركة كل القوى السياسية، ولم يستثنِ أحداً يمتلك رؤية وطنية تسهم في بناء الوطن ويشيد أركان الدولة اليمنية الحديثة.
إن المؤتمر الشعبي العام أصبح اليوم صمام أمان لوطن الثاني والعشرين من مايو المجيد، لأنه جسد الإرادة الكلية للشعب وكان من الشعب وإليه، ولم يستمد قوته وأفكاره من الغير، بل إن الشعب مصدر القوة ومالكها، لأن إرادة الشعب من إرادة الله سبحانه وتعالى الذي أمر بالاعتصام بحبله من فوق سبع سماوات، وهو ما جعل المؤتمر الشعبي العام أكثر قبولاً في أوساط الجماهير، ولذلك نجده اليوم في ظل هذه الأزمة التي افتعلتها قوى الظلام والجهل والتخلف في تكتل اللقاء المشترك أكثر قوة وثباتاً بإيمانه العميق بالله رباً ومحمد نبياً والقرآن دستوراً.
إن المؤتمر الشعبي العام وهو يحتفل بذكرى تأسيسه التي جاءت هذا العام متزامنة مع خواتيم الشهر الكريم يجدد تمسكه بالشرعية الدستورية وثقته المطلقة بمؤسسه وقائد مسيرة الشعب الاخ المناضل الجسور الرئيس علي عبدالله صالح ويبادله الوفاء بالوفاء ويحيي جماهير الشعب بكل فئاته الوطنية المخلصة، ونتوجه بالتهنئة الخالصة لقائد الأمة وباني نهضة اليمن الحديث الاخ الرئيس علي عبدالله صالح بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وننتظر عودته الميمونة بفارغ الصبر لتكتمل فرحة الشعب بقائده المظفر بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22619.htm