الميثاق نت - جميل مفرح جميل مفرح - فجيعة كبرى منيت بها الساحة الوطنية في كل بقاع ونواحي الوطن من اقصاه إلى أقصاه إثر نبأ رحيل المناضل الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى على إثر إصابته في الاعتداء الآثم الذي تعرض له جامع النهدين والذي استُهدف فيه الفقيد إلى جانب فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وعدد من قيادات ومسؤولي البلاد من قبل آثمين مخربين لم يفتأ مكرهم السيئ يبارح الوطن ومنجزاته وأمنه واستقراره ولا يتورع حقدهم البغيض وسلوكهم الأناني الانتقامي في أي شيء حتى قتل النفس الحرام بدون أدنى حق، فماذا بعد ذلك وأي ذنب بشري دنيوي يتجاوز هذا الذنب الجسيم؟!
> عبدالعزيز عبدالغني.. ورحيل مفجع بأقصى ما يمكن أن تحدثه الفجيعة ومحزن بأبلغ ما يستطيع أن يفعله الحزن، فمثلما كان وجود هذا الرجل المدني المسالم، السياسي الفذ الاقتصادي المحنك مكسبا للوطن على امتداد مراحل مختلفة وأوضاع وأحداث متباينة يأتي نبأ رحيله ليعبر عن خسارة فادحة أثرها مؤلم ومحزن جدا لكل الوطن ولكل أبناء الوطن الذين عرفوا الفقيد وعرفوا اسهاماته وأدواره ومشاركته الدائمة والمستمرة في تأسيس وبناء اليمن الجديد لبنة لبنة ومنجزا منجزا منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن كان طوالها الحاضر الفاعل والباني الطامح وكان الابن البار والعاشق حد الوله لكل ذرة من ذرات هذا الوطن والمنتمي لكل حيز من مساحته..
وقد أثبتت الأحداث من فترة لأخرى والأوضاع من مرحلة لأخرى وأكدت أن فقيد الوطن وأستاذ الأجيال الجليل الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني جزء لا يتجزأ من هرم هذا الوطن الغالي، ولم يخطر في أي بال إلا أن يتزايد ويتعاظم قدر الوطن في قلب هذا الرجل إلى حد أن يصدق فيه قول شاعر قال «لو لم أسبّح خالقا وحدّته... ربا لقلت لموطني سبحانا».
> هذا هو الوطني العلم والأستاذ الجليل، الإنسان الودود بكل ما يعنيه الود من معان سامية جليلة وهذا هو السياسي المخضرم والاقتصادي المحنك والاجتماعي المهذب هذا هو الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني يودعنا راحلا ويترك وراءه أثره العظيم النبيل من الفعل الايجابي الجلي في بناء الوطن الذي يشهد له ولأثره في هذا البناء القاصي قبل الداني ويقر به بامتنان وحب كل أبناء الوطن من أجيال الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والوحدة العظمى 22 مايو.. ها هو يلوح بكفه البيضاء النقية تلويحات الوداع، تاركا في أثره ذكرا طيبا وكفوفا ممدودة تدعو له الدعاء المبارك وتدعو على من قصده وقصد الوطن بالشر والعدوان.
> عبدالعزيز عبدالغني.. رجل التنمية وهذا لقب يشعر العارف إزاءه وكأنه حقا لا يكاد ينطبق على سوى هذا الرجل الذي مثل واحدا من رواد وقادة التنمية في مختلف أوجهها لهذا الوطن الذي اعطاه الفقيد أكثر مما أخذ منه حبا لا إكراها وإيمانا لا مزايدة وسخاء لا تعرف طريقه المنة.. هذا هو فقيدنا وفقيد الوطن وفقيد سيرة اليمن الحديثة وتاريخه الجديد الذي لم يبارح الأستاذ منعطفا من منعطفاته ولا حدثا من أحداثه أو تغييرا مر به إلا وكان فيه الحاضر المؤثر والمهندس الفاعل طامحا على الدوام باليمن الجديد المتقدم المزدهر وضاربا بكل الاعتبارات والحسابات خلا عز الوطن وتقدمه ومجده عرض الهامش المنسي.
> هذا هو الديمقراطي الفذ، الذي أعلن وظل يعلن منذ انخراطه في العمل السياسي والقيادي توجهه الدائم نحو الديمقراطية والمساواة والحرية واعتبرها دستورا حياتيا ونمطا متقدما للتعايش مع أي زمن وفي ظل أية أحداث.. وقد لمسنا ذلك في سلوكه وتعامله ومعايشته للآخرين من حوله.. ويذكرني أحد الزملاء مبديا اعجابه بهذا الرجل العظيم أن الراحل كان على الدوام يؤكد على هذه القيم الإنسانية النبيلة ويذكر أنه في أحد المؤتمرات الصحفية وكان حينها أميناً عاماً للمؤتمر الشعبي العام، وصف المؤتمر بالحديقة المتنوعة الازهار والثمار والتي تستوعب كل الزائرين من مختلف التوجهات والانتماءات، وأنه من العيب الحجر على أي فكر أو توجه منتقدا كل أوجه المصادرة وإلغاء الآخر والاستئثار بالرأي .
> كثير جدا ما يمكن أن يقال عن فقيد الوطن الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني ولكن إذ أن المساحة والمناسبة لا يسمحان في هذا الحيز فإنه لمن اللازم والواجب أن نؤبنه بالمستطاع وأن نظل نؤكد أن رحيله بالفعل خسارة فادحة للوطن وأبناء الوطن وأنه لمن الحسرة حقا أن يرحل هذا العلم الوطني الكبير بهذه الطريقة الآثمة على أيد مدنسة بالغدر والخيانة والدماء دنسها بتداولات البيع والشراء في حق الوطن العزيز وأبنائه.. وإن هذه الخسارة الفادحة وهذا الإثم العظيم الذي نشهده يقودنا إلى التأكيد على ضرورة أن ينال كل الجناة في حق الوطن وأبنائه عقابهم المستحق وأن نأمن ما قد يكون من شر هؤلاء الدمويين القتلة.. والله من وراء المبتغى والمقصود. |