ابن النيل -
بعد التحية والسلام..
تابعنا بمزيد من القلق والاهتمام.. ما تمكنت شاشات فضائياتنا من عرضه خلال الأيام القليلة الماضية، من مشاهد تصديكم البطولي لقوات الاحتلال الصهيوني، دفاعاً عن أقدس مقدساتنا عرباً ومسلمين.
ولا نملك.. وانتم تتحملون نيابةً عن جميعنا تبعات تسليمنا بالعجز، بل وتخوضون بجسارة الرجال وكبرياء الأمة.. غمار مواجهة ميدانية غير متكافئة مع مغتصبي حقوق الغير بقوة العدوان والتوسع، وفي غيبة الحد الأدنى مما تفرضه علينا حكاماً ومحكومين.. ضرورات الواجب الوطني والقومي في حالة كهذه، إلاّ أن نصارحكم القول: أنْ معذرةً يا كل أهلنا في الوطن المحتل، فقد سئمنا مثل هذه المتاعب والهموم، ونفضنا أيدينا منذ أمد ليس ببعيد كما تعرفون.. من كل ما من شأنه تعكير أجواء علاقتنا مع السيد الأمريكي، وقد باتت صفقة السلام التي ينفرد برعايتها خياراً استراتيجياً لنظامنا الرسمي.. لا رجعة فيه، بقدر ما بات الصراع العربي الصهيوني إياه.. شيئاً من الماضي، بفعل اعتبارنا حرب عام ٣٧٩١م آخر الحروب في هذا الاتجاه، وبتنا على ضوء كل هذا وذاك.. في حِلٍّ مما كان يعد في زمن مضى بمثابة فرض عين او حتى فرض كفاية.
فلا تلومونا أيها الأشقاء، ولا تنتظروا من أحدنا أن يتقاسم وإياكم مسئولية حماية مقدسات.. وحدكم المسئولون عن حمايتها، بحكم كونها جزءاً لا يتجزأ من جغرافيتكم المغتصبة، ولم يعد وارداً كذلك.. أن تطالبونا بأي قدر من التضامن الحق معكم في مواجهة اصدقائنا الجدد، ممن ذهب البعض من بني قومنا مع الأسف الشديد الى حد اعتبارهم ابناء عمومتنا ذات لحظة تاريخية مشئومة مانزال نتجرع مرارة ما أسفرت عنه من نتائج وآثار مدمرة.
إن كل ما بوسعنا في راهن الوقت.. أن نلعب في أحسن الأحوال دور الوسيط بينكم وبين أعدائكم إن شئتم، وفي ذلك ما يكفي من وجهة نظرنا على الأقل.. للإعراب عن فيض مشاعرنا تجاهكم، على أمل ان يحظى موقفنا المتقدم هذا بطيب تقديركم، وليسامحنا الله على قبولنا مهانة التحلي بفضيلة الصمت ازاء ما يستفز عميق مشاعرنا الانسانية ككل، والسلام ختام.
❊ واحد.. عربي.