الجمعة, 26-أغسطس-2011
محمد علي الجعاشي- الميثاق نت -

فقد الوطن إبناً باراً من ابنائه الميا مين البرره الذين ناضلوا طويلا وبذلوا كثيرا وأفنوا زهرة شبابهم وحياتهم خدمة لوطنهم وأمتهم، فقد الوطن هامة كبيرة، وقامة شامخة وعقلية نابغة فذة، ورائدا من رواد النهضة والتعليم في اليمن ذلكم هو المناضل الشجاع الجسور الحصيف الرصين ذو العقلية الراجحة والبصيرة الثاقبة الأستاذ / عبد العزيز عبد الغني يرحمه الله، ابتدأ حياته أستاذا في كلية بلقيس في عدن الباسلة، ثم رائداً في الإدارة والتنمية والإقتصاد،أسهم بصمت في وضع اللبنات الأولى للتنمية والأقتصاد في اليمن, سواء خلال توليه محافظاً للبنك المركزي، أو رئيساً للوزراء أو نائبا لرئيس الجمهورية في فترة من الفترات أو في مختلف المناصب التي اسند ت اليه،واخيرا عند توليه منصب رئاسة مجلس الشورى ليعطي بذلك خلاصة أفكاره وتجاربه وتجلياته في الحكمة اليمانية التي كان يتحلَّى بها حيث عرف عنه أنه كثير العمل قليل الكلام .
لقد كان الفقيد محل ثقة واجماع كافة افراد الشعب اليمني بكل فئاته ومكوناته وتنظيماته وقبائله وقواه وفرقائه، فالجميع كانوا يلجؤون اليه لينهلوا من حكمته ومن افكاره وتجربته التي أكتسبها خلال مسيرة حياته الطويلة في النضال والكفاح من اجل تقدم وتطورورقي الشعب اليمني المجيد،وكرجل وسطي يؤمن بالسلام وينبذ العنف والتطرف والكراهية .
ولكن ومع كل أسف كانت هناك فئة شاذة متخلفة فكريا وعقليا ناشزة عن المجتمع وأصبحت تتصرف بهستيريا خصوصا بعد أن تم كشف زيفها وخداعها للشعب اليمني وأصبحت عارية تماما ومجردة من كل القيم والمثل والأخلاق فلم تكتفِ بما قامت به من التهليل والتكبير يوم حادثة مسجد النهدين فرحا وابتهاجا بالحاث الآثم ،فراحت اليوم تبتهل وترقص وتطلق النيران فرحا وسرورا بوفاة هذه الشخصية اليمنية العبقرية الفذة،التي اعطت الكثير من كدها وجهدها وعرقها في بناء الوطن ووحدته .
واذ جئنا الى الحقيقة والواقع فإن هؤلاء الفرحين هم صفر على الشمال اذا ما قورنوا بشخصية كشخصية الراحل عبد العزيز عبد الغني أوغيره من كفاءات الوطن التي اعطت دون منَّ ،وبذلت دون ضجيج ،كما تفعل هذه القلة المريضة الحاقدة التي تفتعل الأزمات وتختلق المشاكل للوطن وتعمل من الحبة قبة بصخبها ولغطها الزائف .
فإن واحدة من اكبر الخدمات الجليلة التي قدمها للشعب اليمني أنه اشار حين تولي فخامة الأخ الرئيس مقاليد الأمور في البلاد أن يبدأ فورا بالنهضة التعليمية كرائد من رواد هذ الحقل لينال الشعب حظه من العلم والمعرفة بعد ان حرم منها طويلا بل قرونا،فتم على اثر ذلك السعي الحثيث في فتح الجامعات والمعاهد والكليات والمدارس، حيث يوجد اليوم الآلاف من خريجي هذه الجامعات يعملون في جميع الميادين والحقول وكذلك آلا ف المدارس الذي اصبح منتسبوها اليوم بالملايين في مختلف المراحل التعليمية .
إذا فإن إحتفال وابتهاج هؤلاء ما هم الاَّحفنة افتقدت أبسط المثل والقيم والأخلاق ,كيف لا وقدوتهم قد ضربت بكتاب الله وسنة رسوله عرض الحائط ولم تحتكم اليهما،فاحتكمت الى شيطان هواها،وهاهم اليوم يعيثون فساداً في الأرض، ويهاجمون المعسكرات والجنود في ارحب ونهم وتعز وأبين الخ ....ويقتلون النفس التي حرمها الله، وعن قريب ان شاء الله ستندحر هذ العصابة، وستهزم بفضل من الله، ثم بفضل صبر الشعب وتصدي الجنود البواسل، وقد الحقوا بهم والحمد لله الهزيمة تلو الهزيمة في جبل الصمع في غيره من المواقع، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
واليوم بقدر ما نشعر بالحزن والأسى لفقدان هذه الشخصية العملاقة والقامة الشامخة والعقلية المستنيرة بقدر ما نشعر بالفخر والإعتزاز أولاً :لأنه نال الشهادة وهو ساجد عابد لربه في بيت من بيوته الطاهرة، وثانياً: لرصيده النضالي المشرف الذي قدمه لوطنه طيلة مسيرة حياته وعلى مختلف الصعد، ولم يبخل يوماً على أحد في أن يعطيه مشورته وخلاصة افكاره وتجربته .
عزاء ومواساة شعبنا العظيم لأسرة الفقيد الراحل نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتغمد الفقيد برحمته، و أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
المجد والخلود للشهداء الأبرار ، والخزي والعار للقتلة والمجرمين وقطاع الطرق.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22675.htm