سعيد أحمد الجناحي- الميثاق نت -
< عبدالعزيز عبدالغني .. تميز بالتفوق والحنكة
< الرجل المتفوق يجتاز ثلاثة تغييرات
< اذا نظرنا اليه من بعيد بدا صارماً
< وعندما نقترب منه نراه لطيفاً
< واذا استمعنا اليه وهو يتحدث فإن لغته ثابتة وواضحة
لذلك تحضرني فيه ثلاث مقولات .. كل واحدة منها صاغها حكيم ومفكر وعالم تلك المقولات هي: إن سر الحياة التي يحياها الانسان ان لا يكون للمرء ابداً عاطفة او انفعال غير لائق .
وحدها الحياة التي يحياها الانسان من اجل الآخرين هي حياة ذات قيمة.
الحياة هي فن ومن اجل اتقانه لا يحتاج البشر الى المهارة المكتسبة وحدها بل كذلك الى اللياقة والذوق السليم.
تذكرني هذه الحكم والمقولات، وتذكر الكثير بمناقب الاستاذ الشهيد عبدالعزيز عبدالغني لما لها من تطابق في مسار حياته الغنية.
عرفت بل تعارفنا صغاراً اثناء مرحلة الدراسة وعلمت بدوره التعليمي حين تطوع مدرساً في كلية بلقيس اثناء مرحلة الصبا، لم اكن اعلم ولا يعلم هو ان والده عبدالغني صالح تطوع مع عشرات من الشباب من ابناء شمال الوطن الذين كانوا يعملون في عدن في كتيبة سميت كتيبة الفدائيين للدفاع عن ثورة 48 شكلها الاحرار، لقد تم نقلهم الى صنعاء، حيث تم تدريبهم في فترة قصيرة، لقد خاض اولئك الابطال معارك ضارية ضد القوات الموالية للنظام الامامي منهم من استشهد ومنهم من اعتقل بعد اسابيع من قيام حكومة الاحرار.. ومنهم من تمكن من العودة الى عدن.
من وحي هذا الحدث التاريخي يظهر الانتماء الوطني للاستاذ عبدالعزيز عبدالغني صالح والذي نشأ تحت رعاية والدٍ وطني بما يعني انه تشرب القيم الفاضلة، و(5) التفاصيل والاسماء في كتاب الحركة الوطنية اليمنية من الثورة الى الوحدة -صدر عام 1992م.
< المعروف ان الانسان هو الذي يصنع اصدقاءه ويصنع اعداءه والشهيد الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني اجاد وعرف كيف يصنع الاصدقاء ويسجل المودة وفي المقابل لم يعرف صنع الاعداء.. وهذه المزية نادرة في مسار الحياة.
< وتميز الشهيد الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني بعلاقة بكثير من المثقفين من بين فئات مختلفة، كما كان يختار جلسائه، ولانه ادرك ان في الكتب تمكن حياة الازمنة الماضية وانما تحتوي على افكار ومبتكرات البشر، لذا كان يحرص على اقتناء الكتب فور صدورها، لقد كان منجذباً الى القراءة والاطلاع ادراكاً منه لفائدة ازدياد المعرفة.. وغالبا ما كان يسود النقاش بينه وبين جلساته في المقايل حول ما تضمنه هذا الكتاب او ذاك.
< تدرج الشهيد الراحل في مناصب كثيرة منذ ان اصبح وزيراً للصحة عام 1967م واثناء تعرض البلاد لاوضاع كثيرة وتمكن بذكاء وحنكة قيادية ان يساهم في تجاوزها، ولقد تبوأ منصب رئيس الوزراء لفترات عدة، وفي السنوات الاخيرة تبوأ منصب رئيس مجلس الشورى.
ان الفترة الطويلة التي بقي فيها في سدة السلطة دللت على حكمته وعمق فكره وقدرته القيادية.. لقد تميز بهدوئه، وانصاته، وبهذا المجال يقال: تميز بالاصغاء كثيراً والتحدث قليلاً مغلباً العمل عند حل القضايا الهامة والتي تتعرض لمصاعب.. او تهم الدولة.
لقد شارك في بناء الدولة اليمنية وعملية التطورات التي توالت خلال اربعة عقود من عمر بناء الدولة.. عقدان منها هما عمر دولة الوحدة.
حقاً لقد كان رجل دولة بحق وحقيق، تلك بعض من المزايا التي تمتع بها الشهيد الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني والذي تعرض الى الهجوم الارهابي على مسجد الرئاسة مستهدفاً- رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح وعدداً من رجالات الدولة وكبار المسؤولين، والكوادر.. وكان الشهيد الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني واحداً منهم بل اكثرهم تعرضاً للجروح المميتة.
الغريب ان ذلك الاعتداء الغاشم على مسجد الرئاسة اثناء صلاة جمعة رجب اعلن عنه من مكبرات الصوت في ساحة ما تسمى بساحة التغيير بعد وقوعه بثوان..وبدلاً من ادانة ذلك الحادث الغادر والجبان سرت مشاعر الاحتفال لدى البعض من اعضاء المشترك.. وكذا الاصلاح. لقد ذبح الذابحون الاثوار وكأنهم في حفل عرس..والاغرب ان تتصدر كل أجهزة الاعلام وخاصة القنوات الفضائية اليمنية الرسمية- وغير الرسمية وخاصة القنوات الفضائية- بما في ذلك قناة السعيدة الغراء بوفاة الشهيد الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني إلا قناة تسمى «سهيل» تدعي انها قناة يمنية، ومنحازة الى «الثورة» تجاهلت انباء الحادث وتداعياته، وتجاهلت عزاء الشهيد الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني، وكأن الامر ليس بشيء.
ونتساءل هل مثل هذا الموقف يعبر عن قيم واخلاق من يدعي انه ثوري.. ثم مالذي يعني ذلك.. في الحقيقية انها قناة لا مصداقية لها انها تعمل وبشكل غير مباشر على تغطية الاعتداء الاثم على دار الرئاسة والذي من اثاره استشهاد الشهيد الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني.. ومع ذلك فإن التحقيقات مهما طال الزمن سوف تصل الى الجناة، لينالوا عقابهم طال الزمن أم قصر.
< اما الاسم المنظور المسمي عبدالعزيز عبدالغني الاسم الطيب- أسم مصنوع من الاعمال الجليلة التي لايمكن الا ان يوصف بالرجل العظيم.
لقد عاش الشهيد عبدالعزيز عبدالغني حياة من جل وطنه وناسه انها حياة جديرة بأن تقاس بمقاييس النبل والتقدير والخلود. |