أ.د. عبدالله المخلافي- الميثاق نت - في لحظات شديدة القسوة وعظيم الحزن والألم فقدت أرضنا وسماؤنا المناضل الجسور رجل الدولة فقيد الوطن الغالي الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني الذي اختاره الله إلى جواره متأثراً باصابته في الاعتداء الآثم على جامع دار الرئاسة.. استاذ عبدالعزيز: فجيعة كبرى منيت بها الساحة الوطنية في كل بقاع وجغرافيا الوطن برحيلك، هذا الرحيل المفجع بأقصى ما يمكن ان تحدث الفجيعة.. ومحزن بقدر وجودك وحضورك السياسي والاقتصادي ورجل الدولة في كل مرحلة من مراحل تاريخ الوطن شماله وجنوبه، بدءاً بعملك مدرساً في كلية بلقيس في عدن عام 1964م ومروراً بالمهام الصحية كوزيراً للصحة او المسؤوليات التنفيذية اقتصادية وسياسية سواءً رئيساً للوزراء أو وزيراً للاقتصاد او مديراً للبنك اليمني للانشاء والتعمير او محافظاً للبنك المركزي أو نائباً لرئيس الجمهورية 80- 82م، وصولاً إلى عضوية مجلس الرئاسة في دولة الوحدة او المسؤوليات العظيمة كأمين عام مساعد للمؤتمر الشعبي، وصولاً إلى رئيس مجلس الشورى.
استاذ عبدالعزيز: حزن الوطن برحيلك بمقدار حضورك ومسوولياتك وخدماتك التي قدمتها لهذا الوطن منذ بدايات عملك الوطني الأولى، خسارة الوطن جسيمة وخسارة المجتمع أكثر جسامة برحيلك ايها الرجل الوطني الجسور.
كنت رجل التنمية في مختلف مجالات حياة اليمنيين حتى في مجال التعليم الجامعي اديت رسالتك محاضراً في الاقتصاد والسياسة 72- 74م، اضافة الى رسالتك في تأدية واجباتك الوطنية داخلياً وخارجياً بصفتك عضواً للاقتصاديين العرب ومستشاراً للمؤسسات المحلية والدولية «البنك الدولي» 93- 97م.. استاذ عبدالعزيز: لقد سكن فيك الوطن اكثر من مسكنك فيه وحملت هم الوطن والمواطنين بينما لم تسمح لنفسك او اتباعك بتحميل الوطن او المواطنين الحد الادنى من همومك الخاصة او هموم القرية او المنطقة او المحافظة التي تنتمي اليها وانما كان همك الأول والأخير هو الوطن بكامل جغرافيته وتضاريسه، ولذلك فخسارتنا جسيمة والفقدان عصيب ولكل ما كنت تمثله حتى آخر لحظة في حياتك، من خلال عطائك الوطني اصبحت شهيد الوطن وشخصية وطنية تاريخية وعربية بل وعالمية لن تعوض.
لقد كان استاذنا العزيز سنداً قوياً لقائده فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في كافة المراحل التاريخية التي مرت بوطننا الغالي بما في ذلك تحقيق وحدة الوطن والارض والانسان في 22مايو 90م، وصولاً إلى التحول النوعي في السياسات الاقتصادية الجديدة واخراج الاقتصاد اليمني من انهيار محقق وذلك في عام 95م، وظل مشغولاً بهم الوطن وبالهموم العامة حتى آخر لحظات حياته كمجرد مثال بسيط عندما كان في محافظة تعز يهدي الوطن مزيداً من الوعي والمسؤولية لحفظ وحدته ودماء ابنائه بتأكيده أن تعز ستظل على عهدها قوة للثورة والوحدة، وعصية.. عصية على كل نزعات الانكسار والتصدع الوطني، وهو عهد كل اليمن، لا حيدة عنه ولا تراجع.
استاذنا العزيز استاذ الاجيال: من الطبيعي ان يصعق الناس داخل وخارج البلاد باستشهادك وانت صاحب الوطنية والكفاءة اللامحدودة المتفاني في اداء واجباتك الوطنية ونكران ذاتك وبذلك صنعت مكانتك لدى عامة الناس داخل الوطن وخارجه وظللت موضع احترام وتقدير الناس جميعهم من اتفقوا معك أو اختلفوا، وستظل مصدر ونموذج للنضال الوطني ورجل الدولة الأنموذج صاحب الرؤى الوطنية الثاقبة، ومصدر إلهام للأجيال القادمة.. عزاؤنا فيك استاذنا العزيز: مكانتك في قلوب وعقول كل اليمنيين وفي مقدمتهم اخلاص ووفاء القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس شفاه الله واعاده الى الوطن سالماً غانماً لاخراج الوطن من أزمته الطاحنة التي اتت على الاخضر واليابس، وعزاؤنا موصول لاسرة الشهيد وأولاده محمد ووليد وعمر وبسام واسامة وكافة افراد الاسرة.
وقبل أن نختم كلمتنا المحدودة في زحمة ما يمكن ان يقال عن محتويات دفتر المسؤوليات الوطنية لشهيد الوطن اطرح على صناع القرار في البلاد انشاء مؤسسة لتخليد اسم شهيد الوطن الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني، تعنى هذه المؤسسة بالبحث والدراسات في مختلف مجالات الحياة بما في ذلك عمل البحوث والدراسات عن الشهيد منذ مولده ومسؤولياته الوطنية المختلفة وتفرده في الاداء العملي والوطني في مختلف المناصب التي تقلدها طيلة فترة حياته.
ومن حق الشهيد علينا ايضاً تسمية أحد شوارع المدن المختلفة باسم الشهيد ...الخ، لانه يستحق منا ومن الوطن الكثير والكثير خاصة وانه لم ياخذ في حياته شيء يتلاءم مع حجم المهام والمسؤوليات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي مختلف مجالات العمل الوطني التي قدم من خلالها انموذجاً لرجل الدولة من الطراز الممتاز.. نسأل الله للشهيد الوطني الرحمة والغفران والعزاء لاسرة الشهيد وللوطن ولكل اليمنيين والقيادة السياسية، والخزي والعار لمرتكبي جريمة جامع الرئاسة.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.. |