السبت, 24-فبراير-2007
الميثاق نت - من الإنصاف تقدير السياسيين ومن في حكمهم .. ومن الإنصاف كذلك الاعتراف بالأمية السياسية التي أتميز بها عن غيري .. هذا ليس تواضعا أو ما شابه، فالعبد لله لا يعرف من السياسة إلا ما يعرفه الطالب الغبي - الذي كنته ذات يوم - عن «اللوغاريتمات» ومنهج الرياضيات عموما في الثانوية العامة .. ويكفيكم تفسيرا بأنها كانت السبب الأول والأخير في مغادرة الحصة .. بعد استئذان المدرس طبعاً .. ولم أعد بعدها مطلقاً .. والسبب بسيط وعملي للغاية: وهو أنني وجدت نفسي أكثر في القسم الأدبي .. ولا أخفيكم سراً إذا قلت بأنني لا أعرف على وجه اليقين إن كنت قد وجدت نفسي حقيقة أم لا ؟! وهذا موضوع آخر لا أشغلكم به الآن. ومع حالة - أمين الوائلي -
من الإنصاف تقدير السياسيين ومن في حكمهم .. ومن الإنصاف كذلك الاعتراف بالأمية السياسية التي أتميز بها عن غيري .. هذا ليس تواضعا أو ما شابه، فالعبد لله لا يعرف من السياسة إلا ما يعرفه الطالب الغبي - الذي كنته ذات يوم - عن «اللوغاريتمات» ومنهج الرياضيات عموما في الثانوية العامة .. ويكفيكم تفسيرا بأنها كانت السبب الأول والأخير في مغادرة الحصة .. بعد استئذان المدرس طبعاً .. ولم أعد بعدها مطلقاً .. والسبب بسيط وعملي للغاية: وهو أنني وجدت نفسي أكثر في القسم الأدبي .. ولا أخفيكم سراً إذا قلت بأنني لا أعرف على وجه اليقين إن كنت قد وجدت نفسي حقيقة أم لا ؟! وهذا موضوع آخر لا أشغلكم به الآن. ومع حالة الأمية السياسية لديَّ، والتقدير الذي أحتفظ به للسياسيين، إلا أنني اكاد لا أفهم أو أصدق شيئا مما يقوله بعض «عتاولة» السياسة وأربابها في بلادنا، إذ يفلسفون القضايا على نحو يذكرني تماما باللوغاريتمات قاتلها الله، ومن هذا القبيل الاشارة الى «التمرد المسلح» باعتباره «خلافا سياسيا» فهل هذا صحيح؟! وبطريقة أخرى: هل في السياسة وعلمها يرد بأن «أعمال العنف والارهاب والافساد في الأرض وكل ما يندرج تحت بند «التمرد المسلح» يسمى «خلافا سياسيا» هل يدرس طلاب السياسة في جامعة صنعاء مثلا أو غيرها من جامعات واكاديميات الدنيا - حتى لا أقول الآخرة - نظريات كهذه ؟! قبل أن أطالب بإغلاق أقسام السياسة في جامعاتنا، عليَّ أن أستوضح أكثر لأن بعض عقل أمتلكه يؤكد لي حتى الآن بأن في الأمر خطأ بيّن .. وإن كنت أحتاج مع ذلك الى مقاضاة بعض السياسيين .. الذين نحترمهم ونقدرهم .. لدى أساتذة علم السياسة، والاقتصاد وحتى علم الحرف والتنجيم وأي علم آخر، نريد أن يحكم هؤلاء بيننا وبين السياسيين والأحزاب الذين قالوا وأصروا على وصف فتنة العناصر المنخرطة في مواجهة الدولة والمؤسسات الدستورية ومقاتلة أفراد الجيش والأمن والمواطنين في بعض مناطق محافظة صعدة بأن ذلك مجرد «خلاف سياسي» والعهدة على من صرع وأجرى البيانات التي تقترب كثيراً من لغة الأساطير الخرافية. نحن نقدرهم يقينا ولكن عليهم ان يعاملونا بالمثل ويقدروا عقولنا وأفهامنا، صحيح لا نفهم «سياسة» مثلهم ، ومع ذلك نفهم أن القتل جريمة وليس «رأىا» وأن التمرد خروج عن الجماعة والطاعة وليس «موقفا سياسيا» وأن طرد وتهجير مواطنين يمنيين من قراهم ومزارعهم .. ولو كانوا يهوداً أو مسلمين .. لم يعد «حواراً» بل فتنة ومجاهرة بالعدوان والفساد، وفي المحصلة نحن نفهم أن التخندق من وراء الحصون والكهوف وأعالي الجبال وتجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ومواجهة الدولة والسلطات بها، لا يشير الى رغبة ما في تشكيل «حزب سياسي مدني» أو منظمة حقوقية، أو حتى نادٍ رياضي .. ولو في المصارعة والرياضات القتالية الأخرى .. بقدر ما يدل دلالة واضحة ، لا تحتاج الى مزيد ذكاء لاكتشافها بأن ثمة من يريد عكرة الحياة وإدارة مشروع الدماء والدمار والفتنة في الأرض .. أرضنا نحن وليس أرض «الهوتو» أو «التوتسي» حتى يأخذ البعض موقفا حياديا منافقا؟؟! ثم ما معنى الحياد في حالة يتعرض وطنك لمؤامرة وتنشأ حركة خروج على الشرعية وضد المؤسسات الدستورية والقانونية؟! لم يعد للحياد معنى هنا، وربما هو حياد بمعنى «حاد» و«يحيد» وليس «حايد» «محايد» هو كالذي يحيد عن الصواب وجادة الأمر والموقف، في تصوري لا أجد معنى آخر غير هذا. حين ذهبت الولايات المتحدة الأمريكية الى الحرب في افغانستان والعراق دون قرار أممي وبعيداً عن «فكاهة» الشرعية الدولية، كانت مبررات أمريكا تنحصر في «الدفاع عن الأمن القومي الأمريكي» وتخيلوا حربا على مسافة قارات العالم، وفي جبهات تبعد عن أمريكا كل هذه المسافة ويقال رغم ذلك أنها للدفاع عن أمن أمريكا القومي. حسنا .. ألا يحق للحكومة اليمنية - قياسا على ذلك - أن تدافع عن أمنها القومي هي الأخرى، هنا في الأراضي اليمنية وفي منطقة لا تبعد عن العاصمة صنعاء مسافة أقل من ثلاث ساعات؟! لماذا السياسيون لدينا - أو البعض منهم حتى لا يطفح الآخرون - يتعاملون معنا وكأننا لا نملك عقولا تستحق الاحترام والتقدير؟! أو كأنهم علماء عارفون بنوع من «السياسة» الخطيرة والعبقرية التي لا نعرفها نحن، ومضمونها يؤكد بأن دفاع الدولة عن أمنها وشعبها وسيادتها وسلطاتها يعد تقصيرا أو إخلالا بواجبات الدولة ووظيفة الحكومة ؟! ومن كل قلبي - وقلوبكم جميعا - أتمنى على السادة قادة «المجلس الأعلى والهيئة التنفيذية العليا» للقاء المشترك - لاحظوا كم هي التسميات هجاجة رجاجة ومع ذلك يفطسون عند قارح بندق وقذيقة هاون يطلقها خارج عن القانون في وجه المواطنين، فكيف لو كانوا محل الجنود أو المواطنين؟! - أقول بأنني وأنتم نتمنى على القيادات في احزابها الخمسة أن تكلف نفسها - المجهدة لكثرة اصدار البيانات - عناء السؤال والاستفسار حول مصدر تسليح وبندقة وتمويل عناصر التمرد والتخريب، وكيف صاروا بهذه المنعة والقوة والعنف والكراهية؟! ولمصلحة من يشهرون السلاح والعنف في وجه الدولة، ولمصلحة من يقتلون جنودنا وأبناءنا وآباءنا واخواننا؟! ويمكنهم أيضا - ولو كلفناهم جهدا شاقا - أن يتساءلوا فيما بينهم عن : ما يريدون وما هو مشروعهم أو هدفهم؟! دعونا من بدعة «الخلاف السياسي » التي ترطنون بها، فإنها مضحكة بقدر ما هي تستخف عقولنا وأفكارنا .. وأن زعيم العصابة نفى نفيا قاطعا ان يكون لهم «مطلب سياسي» أو «مشروع سياسي» أو «حزب سياسي» ومن أراد نص ذلك فليراجع صحيفة الناس .. العدد قبل الماضي. فإذا ما هو هذا الخلاف السياسي وهم أنفسهم ينفون فكرة «المطلب» و«المشروع» و«الحزب» السياسية؟! خارج هذا الإطار عن أية سياسة يتحدث فقهاء السياسة في المشترك؟! Ameen [email protected] نقلاً عن الثورة
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:48 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2289.htm