الإثنين, 12-سبتمبر-2011
الميثاق نت -  يحيى علي نوري -
الارهاب والتطرف والغلو آفة اجتماعية مازال المؤتمر الشعبي العام يواصل جهوده من أجل اجتثاثها وتخليص المجتمع اليمني من آثارها وتداعياتها وهي آفة بات البعض يتعامل معها لتحقيق أهداف ومآرب سياسية بغض النظر عن الآثار التدميرية التي قد تنتج عنها.
ولكون جهود المؤتمر الشعبي العام في هذا المجال قد واجهت الكثير من العوائق والصعوبات الجمة التي حالت دون ان تحقق الاهداف المنشودة منها الا أنها جهود يحق للمؤتمر الافتخار بها لكونه التنظيم السياسي الذي سخر كل إمكاناته السياسية والتنظيمية في سبيل مواجهة هذه الآفة حيث كان له ومنذ قيام الوحدة اليمنية في العام 1990م ان وضع في إطار أدبياته السياسية وبرامجه الانتخابية العديد من الاهداف التي من شأنها ان تعمل على انقاذ المجتمع من الوقوع في براثن الارهاب والتطرف وتجنبه مزالق الوقوع في أتون الصراع والتطاحن مع كافة العناصر التي باعت نفسها للشيطان وقررت السير باتجاه تدمير المجتمع وبنائه وسياجه الاجتماعي، حيث نجد ان القيادة السياسية والتنظيمية للمؤتمر وعلى رأسها فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام على درجة عالية من الحرص الشديد على تجاوز خطر الارهاب ورفع جاهزية المجتمع للتعامل مع كل هذه الآفات وبدرجة عالية من الوعي المدرك تماماً لفظاعة ما ستؤول اليه البلاد من انتكاسات نتيجة لذلك. ولعل الدعوات المتكررة التي حرص فخامة الرئيس على توجيهها الى مختلف القوى السياسية الى الاصطفاف في مواجهة الارهاب دليل على اليقظة العالية للقيادة السياسية وإدراكها المبكر بفظاعة استمرار الارهاب والتطرف في العبث بحاضر ومستقبل اليمن وأمنها واستقرارها. لكن هذه الدعوات التي انطلقت من واقع برامج واتجاهات خطط المؤتمر جنبت اليمن الكثير من المنزلقات الكارثية رغم أنها لم تجد آذاناً صاغية لدى بعض القوى التي تعاملت معها بدرجة من المكابرة والمناكفة.. والنظر اليها عبارة عن تكتيكات سياسية تحبذ القيادة السياسية للوطن والمؤتمر اتخاذها لتحقيق أهداف ما. ولعل هذا الاعتقاد الخاطئ قد ساعد العناصر الارهابية على المزيد من العبث بالأمن والاستقرار وتعريض المصالح العليا للوطن للأخطار حيث مثل هذا الموقف السلبي مثابة اشارة خضراء لكل تلك العناصر لتزيد من حدة اجرامها، وكم كنا نسمع ونتابع الكثير من ردود الافعال لتلك القوى وعلى رأسها حزب الاصلاح والذي لم ترق له هذه الدعوات بل وذهب الى التشكيك بمصداقيتها، بل وحاول عبثاً ان يقدم صورة ناقصة ومشوهة عن أبعاد ومدلولات دعوات فخامة الرئيس وبرامج ومناشط المؤتمر السياسية والتنظيمية المكرسة من أجل مكافحة الارهاب. ولكون العقلاء مبكراً قد أبدوا استغرابهم لاتباع الاصلاح هذا الموقف والإصرار على السير باتجاه إفشال كل دعوات الاصطفاف والتوحد في مواجهة أعمال التطرف الا أن هذا الاستغراب لم يكترث به الاصلاحيون واعتبروه مجرد مماحكة سياسية، الهدف منه دعم موقف المؤتمر الشعبي العام والنظر الى هذا الموقف باعتباره ليس الا مجرد محاولة من المؤتمر تهدف دغدغة عواطف القوى الاقليمية والدولية وهي ممارسات أكدت الايام خطأها، فالارهاب والتطرف قد وجدا من خلال هذا الموقف السلبي لحزب الاصلاح الارضية القوية والصلبة التي مكنته من المزيد من العبث بالامن والاستقرار في البلاد. ومما يثير الدهشة هنا ان حزب الاصلاح ظل مصراً على تجهيل الرأي العام بكل هذه المخاطر بل والتشكيك بكل ما لديه من إمكانات سياسية حزبية وإعلامية في مصداقية الدعوات التي حرص فخامة الرئيس على توجيهها لكافة القوى بهدف تحقيق الاصطفاف في مواجهة الاعمال الارهابية وتأمين الحاضر والمستقبل اليمني من كل هذه المنغصات.. وباعتبار ما يعتمل اليوم على الساحة اليمنية من تداعيات خطيرة نتيجة للأعمال الارهابية لتنظيم القاعدة والتي كادت ان تجد لنفسها اكثر من مكان على مستوى التراب الوطني لتمارس عبثها بالأمة فإن جهود المؤتمر زادت فاعلية وعنفواناً في مواجهة ذلك في الوقت الذي تجد فيه موقف المجتمع الدولي اكثر تحذيراً لليمن واكثر تخوفاً من الوقوع الشامل والكامل تحت براثن الارهاب. ولعل التداعيات والاحداث الخطيرة التي شهدتها الساحة اليمنية نتيجة للاعمال الارهابية التي تقع هنا وهناك تمثل خير نتيجة لحالة التجاهل والمزاجية واللامبالاة التي اعترت مواقف أحزاب المشترك وعلى رأسها حزب الاصلاح في قضية الارهاب حيث كنا نأمل ان هذه التداعيات الواضحة والجلية وما تحمله من مخاطر على المستويين القريب والبعيد بالنسبة لليمن من شأنها أن تجعل من الاصلاح يعيد النظر في مواقفه من الارهاب وبالصورة التي تتفق مع متطلبات اليمن الراهنة وتعزز من مسيرتها على طريق التنمية وتحقيق المزيد من الاصلاحات السياسية الهادفة الى تطوير مؤسسات الدولة الا أن التجمع اليمني للاصلاح يزداد تشبثاً بمواقفه السابقة بل ويحاول ايهام الرأي العام اليمني والعربي والدولي أن الحديث عن الارهاب في اليمن ليس الا مزايدة سياسية يحاول النظام استخدامه كفزاعة بهدف النيل من مختلف القوى السياسية التي تناوئه أو تحاول إزاحته عن السلطة. وبما أن هذا الخطاب الاصلاحي الذي تشاطره بعض قوى المعارضة المندرجة في إطار اللقاء المشترك قد وجد هو الآخر اهتماماً في الدراسة والتمحيص لكافة ثنايا الخطاب السياسي والاعلامي للاصلاح من قبل العديد من المنظمات والدوائر المتخصصة برصد الارهاب على مستوى العالم بهدف الوقوف على مدى ومصداقية الحيثيات التي يروجها الاصلاح ومن معه حول الارهاب، الا أن الحقائق قد أكدت وفي إطار دراسات وتقارير تفصيلية أُعدت على درجة عالية من المهنية والعلمية أن كل ما يروج له الاصلاح عن الارهاب في اليمن لا يعبر بوضوح جلي عن طبيعة الحقائق التي تعيشها الساحة اليمنية والتي باتت تمثل أبرز مناطق الجذب للعناصر الارهابية بل والنظر اليها كنقطة انطلاق ليس للإضرار باليمن بل الإضرار بالامن الاقليمي والدولي.. بدليل أن النتائج والاستخلاصات التي توصلت اليها العديد من الدوائر الاستخباراتية العالمية وفي إطار المنطقة ايضاً والتي تشير جميعها الى مخاطر الارهاب في اليمن. وهنا نقول صراحة ان هذه المخاطر التي تعبر عن قلق المجتمع الدولي على اليمن جراء الارهاب كانت وستظل الرد الحاسم لكل أبواق الاصلاح ومن معه من القوى المشككة والتي صارت الدوائر الدولية المتخصصة تنظر اليها كواحدة من الممارسات الاعلامية الجاهلة التي تحاول عبثاً إقناع المجتمع الدولي ان اليمن خالٍ من الارهاب. ولعل أبرز ما عزز من هذا الموقف الدولي هو التطورات الاخيرة التي شهدتها بعض مناطق اليمن جراء الاعمال الارهابية في محافظتي أبين ومأرب وغيرها من المناطق، كما أن الاهتمام الاعلامي الدولي الراهن بالمعارك الدائرة في محافظة أبين والتي تخوض غمارها القوات المسلحة في مواجهة الارهاب والنتائج التي تحققت في هذه المعركة الشرسة قد أكدت ان اليمن يتعرض الى مؤامرة متعمدة من قبل الاحزاب والعناصر المؤمنة بالارهاب والتطرف خاصة بعد أن انكشفت للعالم زيف ما يروج له من قبل هذه الابواق عن الارهاب في اليمن. ولتأكيد ذلك بصورة قطعية ها هو الموقف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وكذا موقف الاشقاء وأمام التطورات الراهنة التي تشهدها اليمن تحت مسمى الثورة الشبابية قد رفع من منسوب حالة القلق للمجتمع الدولي خشية من وقوع اليمن في الفوضى واستغلال القاعدة ذلك وسيكون ذلك كارثة على الامن العالمي وهو موقف عجزت أبواق الاخوان المسلمين في اليمن من التعامل معه، بل زادت الاحداث الاخيرة حالة الخوف من المصير الذي ظل فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام ومعه المؤتمر وبكل برامجه ومناشطه يحذر منه كخطر قادم يتطلب الاصطفاف والتوحد لمواجهته واجتثاثه. وخلاصة ان الحرص الدولي المتميز على ضرورة الخروج من الأزمة الراهنة في إطار انتقال سلمي للسلطة وفق القواعد الدستورية هو تعبير صريح عن موقف المجتمع الدولي المتخوف أصلاً من حالة الاتساع للنشاط الارهابي في اليمن والذي قد يستغل أي فراغ ليعلن الارهابيون من خلاله سيطرتهم الكاملة على اليمن. كما ان المواقف الباهتة لأحزاب المشترك وعلى رأسها حزب الاصلاح من هذا الموقف بل وامتعاضها منه قد جعلها تسير باتجاه المجهول أكثر وأكثر حتى صارت تغرد خارج السرب الدولي المكافح ضد الارهاب والتطرف وهو تغريد لم تحصد منه سوى المزيد من العزلة عن الشعب وعن المجتمع الدولي بسبب دفاعها وتبنيها للأعمال الارهابية. إن الاهداف والمضامين التي حملتها برامج المؤتمر الشعبي العام ضد الارهاب نجدها هي الضمانة الحقيقية للأمن والاستقرار وهي ضمانة تتطلب من كافة الاحزاب والتنظيمات السياسية وعلى مستوى مختلف اتجاهاتها ومشاربها الى التفاعل معها كونها تمثل سياجاً منيعاً يحفظ اليمن ويصون مقدراته ويجنبه شرور الأعمال الارهابية، كما أن برامج المؤتمر لمكافحة الارهاب ستظل واحدة من الاشراقات العظيمة التي يحق للمؤتمر الافتخار بها وتؤكد قدرته على إدارة الشأن اليمني باعتباره أولاً وأخيراً التنظيم اليمني الوحيد الأكثر قدرة على تفهم متطلبات اليمن على المستويين الآني والمستقبلي.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22891.htm