الميثاق نت - كلمة صحيفة 26سبتمبر اليمنية- الميثاق نت

الخميس, 15-سبتمبر-2011
كلمة 26 سبتمبر -
الأزمة السياسية تتجاوز شهرها الثامن وتداعياتها في ظل الانسداد السياسي للخروج منها أصبحت تكتسب بصورة متزايدة طابعاً مأساوياً على حياة المواطنين الاقتصادية والمعيشية والأمنية، واستمرار الازمة على ما هي عليه من التصعيد تحمل نذر كارثة، تجنبها يتطلب وعياً يستوعب الواقع الذي وصلنا اليه من كل القوى السياسية التي فعلاً تحرص أو تدعي حرصاً على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره لا سيما وأن الحل ممكن ومازال في يد أطرافها ويتمثل في الحوار الجدي الصادق والمسؤول النابع من نوايا حسنة وإرادة سياسية يغلب فيها الجميع مصلحة الوطن العليا على المصالح الأنانية الحزبية والشخصية الضيقة المدفوعة بطموحات وتطلعات غير مشروعة ولدت ركاماً من الأحقاد والضغائن التي أدت الى استحكام ثقافة الكراهية.. والعنف الذي ارتفاع وتيرته يجر الوطن الى صراع واحتراب نتيجته الطبيعية الدمار والخراب والفوضى والتي ستغرق الجميع في دوامة أعاصيرها الهوجاء.
ولأنه مازال في الوقت بقية تمكننا من تجنيب الوطن كل هذه التحديات والمخاطر المحدقة باليمن وأبنائه وبحاضره ومستقبله، واستشعاراً لحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه اصدر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قراراً جمهورياً يفوض من خلاله نائب رئيس الجمهورية الأخ المناضل عبدربه منصور هادي بالحوار مع احزاب المعارضة في اللقاء المشترك وشركائهم بهدف الوصول بأسرع وقت ممكن إلى توافق واتفاق حول الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وفقاً لجدول زمني يفضي في النهاية الى انتخابات رئاسية مبكرة تنتقل من خلال نتائجها السلطة سلمياً وديمقراطياً.. لتصل الى شرعية دستورية تعكس ارادة شعبية حقيقية منبثقة من صناديق الاقتراع في انتخابات حرة وشفافة تجري تحت إشراف اقليمي ودولي حتى تضمن تنافسيتها ونزاهتها تعبر عن مشاركة الاشقاء والاصدقاء في الحوار وتتميز نتائجه في الوصول الى إتفاق يضع مبادرة الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي في سياقها الصحيح المنسجم مع دستور الجمهورية اليمنية، وهذا وحده هو المسار الذي سيخرج الوطن وأبنائه من اتون هذه الازمة التي استفحال تأثيراتها السلبية بات فوق طاقة احتمال المواطن الذي صبر كثيراً وتحمل معاناة لاتطاق، ولكن كل هذا على ما يبدو لا يبالي به أولئك المتآمرون، بل يرون فيها -كما تصور لهم شياطينهم- انها هي من ستوصلهم الى السلطة، ولهذا تجدهم يتهربون من أي توجه داخلي وخارجي يسعى الى حل هذه الازمة عبر التفاهم والتلاقي والحوار لانهم يدركون سلفاً بان مشروعهم الانقلابي لا يحققه النهج الديمقراطي التعددي وتعبيره المحوري المتمثل بمبدأ التداول السلمي للسلطة انطلاقاً من ان الشعب يرفضهم ويعي غاياتهم ومراميهم الشريرة الناتجة عن التجربة الواضحة في تحالفاتهم التي تجتمع فيها النقائض المعبرة عن مصالح متنافرة ومتعارضة وتحمل في داخلها بذور الصراع والتناحر الدموي الذي عرفوا به في الماضي ويستحضرونه اليوم فيما جرى ويجري في أبين والجوف وأرحب، ولكن ابناء شعبنا وفي طليعته الميامين أبطال القوات المسلحة والأمن تصدوا ويتصدون بشجاعة وبسالة وإقدام للارهابيين، ومن يقومون بأعمال التخريب.. مجسدين ذلك بالانتصار على عناصر الارهاب التي عاثت في الارض فساداً، قتلاً وسفكاً للدماء البريئة للمواطنين في زنجبار وجعار وأرحب، وفي هذا المنحى تبين أن الشعب اليمني وابطال قواته المسلحة والامن لن يسمحوا مطلقاً للمتآمرين والانقلابيين والارهابيين الحاقدين المتربصين النيل من وحدة اليمن وانجازات ومكتسبات ثورته الخالدة «26سبتمبر و14 اكتوبر» التي قدموا في سبيل تحقيقها قوافل الشهداء الابرار وانهار من الدماء الزكية الطاهرة، وهم على استعداد في هذا السبيل لتقديم المزيد من التضحيات انتصاراً لعزة ومجد وشموخ وطن ال22 من مايو العظيم.
ويبقى التأكيد على حقيقة واحدة.. وهي أن مخرج اليمن من أزمته كان وسيبقى عبر الحوار، وعلى كل من يهمه مصلحة الوطن والشعب أن يستجيب لمنطق العقل والحكمة ويلبي دعوة الحوار مع نائب رئيس الجمهورية بعد أن صدر قرار رئيس الجمهورية الذي يفوضه بالحوار مع المعارضة للخروج من هذه الأزمة على أساس المبادرة الخليجية وفقاً للدستور، ومن يفكر خارج هذا السياق خاطئ وخاسر لا محالة.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22926.htm