الإثنين, 19-سبتمبر-2011
الميثاق نت -  محمد شرف الدين -
من تابع قائد الفرقة الأولى مدرع علي محسن وهو يردد في أكثر من مناسبة «الجيش المؤيد للثورة» سيتساءل: أي جيش يقصد هذا الرجل؟ هل يقصد الفرقة الأولى مدرع؟ الآن الفرقة لم تعد تلك الفرقة بقواتها وآلياتها وعتادها وضباطها وجنودها التي عرفها كل الناس.. الآن الفرقة أصبحت مجرد مليشيات وعصابات مسلحة من الارهابيين من جامعة الايمان وحزب الاصلاح «الاخوان المسلمين» يوجههم علي محسن ضد معسكرات القوات المسلحة وأفراد الجيش والأمن والمواطنين وممتلكاتهم وضد كل شيء يسير باتجاه المواطنين حاملاً أو ناقلاً قوتهم أو أي شيء يتعلق بعيشهم أو حياتهم، فناقلة نفط تحجز وكهرباء تضرب وقاطرة قمح تنهب وقافلة عسكرية تهاجم لأن تلك الهجمات والغزوات من ضرورات «الفعل الثوري».. أما من كانوا في الفرقة فقد تخلوا عن قائدها ومن بقي منهم إما أنه قد وجه بعضهم لمهمة «ثورية» انتحارية فقتل أو أصيب أو قام بسجنه مع أولئك الشباب الأبرياء في سجن الفرقة الخاص بصنعاء لمعارضته مايقوم به علي محسن الذي أثبت فعلاً انه عدو للفرقة الأولى مدرع وقاتلها وعدو للقوات المسلحة اليمنية كلها وناقم عليها.. فعلي محسن أفرغ الفرقة من محتواها وتعامل مع ضباطها وجنودها كأنهم أسرى حرب أو كأن الفرقة اقطاعية تدر ذهباً، فما كان يصرف لهم من وزارة الدفاع من تموين وأسلحة وآليات ودعم مادي كبير كان يأخذ أغلبه لنفسه ويعطي ماتبقى لغيرهم وحقوقهم يهبها لأولئك المجندين في المنازل والسلاح والذخيرة يعطيها لعناصر القاعدة ومطاوعة الاصلاح والموالين له وكل من يطرق باب الفرقة من الجهاديين والمتطرفين وبعض مشائخ القبائل لايعود منها إلا محملاً بما قسم الله له من الأسلحة والذخيرة والمواد التموينية وقبلها اعتماد اثنين او ثلاثة من ابنائه كمجندين «غيابياً» هذا إذا لم يمنحهم رتباً عسكرية، أما إذا كانت الشخصية أثقل وزناً ولها ولاء أو لها مصالح أكثر بعلي محسن فإنها تمنح أراضي من أراضي عباد الله وبصك معمد ومختوم منه وفوق ذلك طقوم من الفرقة لحمايتها حتى تبنى وتقوم وتصبح عامرة.. وكم من ضباط وجنود من الفرقة قتلوا وهم يحرسون أراضي لاناقة لهم فيها ولاجمل فحسبوا على الدولة شهداء إلى اليوم، أما من استشهد في مغامرات علي محسن وحروبه التي خاضها في صعدة وغيرها ومن لم يزل معاقاً إلى اليوم فهم بعشرات الآلاف لم يجدوا من حقوقهم التي كان يفترض ان تعطى لهم من قيادة الفرقة والتي سلمتها الدولة لقيادة الفرقة شيئاً سوى أنهم ينتسبون اسماً الى الفرقة، في حين ان اولئك الذين كانوا يحصلون على كل حقوق ضباط وجنود الفرقة هم المنتسبون الحقيقيون وهم من حول الفرقة مع علي محسن إلى شركة القطاع الخاص. علي محسن بعد أن قضى على الفرقة وأصبح في نظر أغلب اليمنيين قائداً لــ«الفرقة» بضم الفاء لم يقف عند ما آل اليه حال الفرقة الأولى مدرع بل أراد استخدام هذا الاسم لتوجيه العصابات والمليشيات المسلحة التي جمعها بذريعة حماية «الثورة» والمعتصمين لمهاجمة الوحدات العسكرية الأخرى ومد عناصر القاعدة في محافظة أبين بالأسلحة والذخائر وكافة أنواع الدعم فسيطروا على مدينة جعار ثم مدينة زنجبار ثم حاصروا اللواء 25ميكا لأكثر من ثلاثة أشهر، ووجه أعضاء الفرقة الجدد من عصابات جامعة الايمان ومطاوعة مليشيات الاصلاح وارهابيي تنظيم القاعدة وبعض المجرمين والقتلة الى أرحب ونهم للقضاء على معسكرات الحرس الجمهوري ليسيطر على أرحب ثم مطار صنعاء ثم يصل الى صنعاء ثم يرفع شعار الثوار أو بالأحرى راية تنظيم القاعدة فوق القصر الجمهوري. أما ما جناه من ثروة وما اغتصبه من أراضٍ فقد قدرها البعض بأكثر من مليوني لبنة- أي تزيد مساحتها عن مساحة قطر والبحرين- في معظم المحافظات اليمنية ومنها أراضٍ كانت جبالاً فسواها بالأرض ومنها ما هو في صنعاء وهمدان وعدن والمكلا والحديدة وقد تكشف الأيام أنه قد منح نفسه وغيره صكوك تمليك بعض الجزر اليمنية واستولى على سواحل وشطآن بعض المدن الساحلية، وفوق ذلك فله نسبة من شركة سبأ فون ونسبة أخرى من شركات غيرها ويعلم الله ما في بطون البنوك وخزاناتها من أموال مودعة باسم هذا الثائر الوطني وحامي حمى ساحة التغرير بصنعاء وباقي المحافظات. والخلاصة ان هذا الرجل بما عمله حتى اليوم إنما يعمد نفسه كواحد من ألدّ أعداء القوات المسلحة اليمنية وأن الأعداء الوهميين الذين يحاول تصويرهم بأنهم يريدون التهام الفرقة أو ابتلاعها لم يكن أحد غيره عدواً للفرقة والدليل ما حصل لها ولضباطها وجنودها على يديه.. ولعل الكثيرين يتساءلون: ما الذي تبقى من هذا الرجل ليثبت أن له علاقة وانتماء للقوات المسلحة بعد اليوم، وما جدوى الزي العسكري الذي يرتديه والرتبة التي يحملها، لأنه من العيب بل والعيب جداً والمهين والمخزي أن يكون شخص في مثل هذا المنصب الكبير وقد تحول إلى زعيم عصابة تدمر وتخرب وتثير مشكلة هنا وأخرى هناك ولانزال نناديه بقائد الفرقة فإما أن يعزل من منصبه رسمياً أو ينقل اسم الفرقة إلى وحدات عسكرية أخرى يكون لها شرف حمل هذا الاسم. وختاماً : نقول لعلي محسن كما نعلم ويعلم الجميع أن الثورة ليست براميل وأربع أو خمس شوائل مليئة بالتراب وحولها مجموعة من المسلحين يتم وضعهم في الحصبة أو شارع الزراعة أو الستين الغربي أو الشرقي لتفتيش خلق الله وفحص فصائل دمائهم لمعرفة أيهم ثوري فيمضي إلى حال سبيله وأيهم غير ثوري فيقتل أو يحبس، كما أن - كما نعلم ويعلم كل عباد الله - أي ثورة في العالم لاتجيز لأي كان أن يصبح إرهابياً ولا مجرماً ولا مخرباً ولا قاطع طريق ليحافظ على لقب «الرجل الثوري»، ثم إذا افترضنا أن ساحة التغيير بصنعاء فبدايتها كان كل من فيها من الشباب قبل وصول شباب الأحزاب ثوريين طاهرين، فإن ذلك لايعني أن كل من جاور اولئك الشباب كقائد الفرقة أو وطأت قدماه ساحة التغرير بصنعاء أو غيرها يصبح ثائراً، فمعنى ذلك أن المجرمين وأصحاب السوابق وعناصر القاعدة المتواجدين في ساحة التغيير وكل من قتل وسرق ونهب أو حمل سلاحه لــ«الجهاد» في الحصبة أو غيرها ضد الدولة يتطهر من كل خطاياه بمجرد أن تطأ قدماه ساحة التغيير.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22997.htm