حوار : بليغ الحطابي -
وصف بأنه صمود اسطوري كسر كل حواجز الخوف والرعب وحطم كل التوقعات التي كانت تراهن على سقوطه واسقاطه في أيدي عناصر الارهاب.. نحو (100) يوم أو يزيد من تضييق الخناق على كل منتسبيه وفي صحراء قاحلة ومساحة شاسعة، قطعت عنه كل السبل والطرق والمواد والأغذية والمؤمن فاستبسل وصمد وتغلب ليعكس المعادلة من فشل وسقوط الى نصر مؤيد بهبة شعبية وزخم منقطع النظير شاركه كل أبناء الشعب بنصره المؤيد وحكمة واشراف القيادة السياسية. إنها قصة حقيقية لصمود اسطوري سطرها وبجدارة منتسبو اللواء (25) ميكا المرابط في محافظة أبين والذي سيخلد في أنصع صفحات التاريخ اليمني الحديث.. لما قدمه من بطولات وتضحيات وطنية دحرت فلول الارهابيين ودكت أوكارهم..!! تفاصيل أوفى يستعرضها لأول مرة وفي حديث خاص لـ«الميثاق» العميد الركن محمد عبدالله الصوملي قائد اللواء الذي ما فتئ يوجه صفعة قوية لمزاعم قوى الانقلاب وأدعياء الثورة المزعومة وأوهام انتصاراتهم الخيالية .. ويشدد أن المعركة ضد الارهاب والارهابيين ومن يدعمهم لاتزال مستمرة وعلى أشدها لتطهير يمننا الحبيب من هذه الآفة واستئصال جذورها .. تفاصيل في الحوار التالي:
العميد البطل.. هل يمكن أن تضعنا والقارئ الكريم أمام صمود اللواء 25 ميكا وقصة الحصار الطويل؟!
- في البداية اشكر لكم اهتمامكم.. أما قضية حصار اللواء وما واجهه، فقد تمكنا- وبحمد الله ببسالة وصمود منتسبي اللواء 25 ميكا من ضباط وأفراد ثم بفضل التعاون والتنسيق والدعم من الوحدات المساندة الأخرى في المنطقة الجنوبية- من تجاوز المحنة المتمثلة في حصار دام أكثر من (100) يوم سقط خلاله عشرات الشهداء من خيرة أبنائه من ضباط وأفراد اضافة إلى مئات الجرحى والمصابين الذين ضربوا أروع الأمثلة في الولاء الوطني والصمود الاسطوري في القتال ضد عناصر القاعدة.. فكل ذلك يهون في سبيل الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره..
صعوبات المعركة
خلال المعركة واجهنا عدة صعوبات منها أن العمليات القتالية كانت في البداية عبارة عن كر وفر لكن بعد ذلك سيطرت عناصر القاعدة وما يسمى بأنصار الشريعة والتي تتعدد جنسياتهم واعراقهم على الطرق الرئيسية في الاتجاه الشرقي للواء 25 ميكا وكذا الطريق إلى عدن ووضع كمائن على الطرقات والأحياء المتفرقة لمدينة زنجبار مستغلين كثافة الأشجار والمناطق السكنية لتنفيذ مخططهم.. لذلك تمكنوا من محاصرة اللواء وتضييق الخناق عليه متزامناً مع اعتداءات إرهابية على اللواء وقصف مدفعي مما اضطرنا إلى تنفيذ خطة دوريات قتالية في عدة اتجاهات. أيضاً كانت هناك صعوبة في التزود بالمياه كون البئر الموجودة في اللواء فيها نسبة ملوحة عالية، لكنا اضطررنا إلى استخدامها أثناء الحصار.. كما قام الأصدقاء الأمريكان بعملية انزال عبر المظلات لشحنة من المياه كان لها أثر بالغ وكبير وساعدت في تجاوز الأزمة بالإضافة إلى ما قدمه الأشقاء في المملكة العربية السعودية من عمليات اسقاط بعدد من الطائرات ساعدت في التخفيف من حدة هذا الحصار.. ولله الحمد تم تجاوزه ثم بالمتابعة الحثيثة من قبل القيادة العليا ممثلة في فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وكذلك نائبه عبدربه منصور هادي وتوجيهات ومتابعة وزير الدفاع المستمرة لوحدات المنطقة العسكرية الجنوبية وهي الألوية (201، 39،31،119) والذين حاولوا في البداية كسر الحصار عن اللواء.. ولكن فوجئوا بمواجهات كبيرة جداً من قبل العناصر الإرهابية التي تزايدت أعدادها بالمئات ونفذوا عدة كمائن ضدها حين حاولت كسر الحصار عن اللواء مما أدى إلى إطالة أمد الحصار إلاّ أنه تم أخيراً كسره والتحام اللواء بهذه الوحدات في 10 سبتمبر الجاري كما كان للقوات الجوية «صقور الجو» الدور الكبير الذي لايمكن أن نتجاهله أو ننساه وهم كانوا معنا منذ البداية في التعامل مع أي أهداف كانت تعطى لهم أو تظهر من وقت لآخر.. والصعوبات كبيرة لاشك..
صمود اسطوري
بالنسبة لاستبسال وصمود ضباط أفراد اللواء 25 ميكا.. كيف تصفونه..؟!
- ما شاهدناه وعشناه أنه كانت هناك بطولات واستبسال قل ما تجده في جيوش العالم أجمع ويرجع ذلك إلى تحلي المقاتلين بالعقيدة القتالية السمحاء وإيمانهم بعدالة قضيتهم التي يقاتلون من أجلها ضد هذه الحثالة وهذه الشراذم مكنهم هذا الدافع الكبير من الاصرار والمثابرة برغم كل التحديات والتضحيات التي قدموها.. خلال هذه الفترة.. كانت فيها بطولات نادرة جداً في صد الاعتداءات التي كانت تستهدف اللواء وكذلك في العمليات التي كان يقوم بها كنت استدعي مجموعة لا تتجاوز من (8-10) أفراد ليقوموا بتنفيذ عملية معينة ضد أي موقع من المواقع المعادية التي كانت تعتدي علينا في أي اتجاه من الاتجاهات وعندما كنت استدعي هذه المجموعة كان يصلني اضعاف مضاعفة جميعهم مستبسلون ويريدون الخروج لأداء هذه المهمة وهذا كان يعطينا معنويات أكثر وحافزاً أكبر للاستمرار فيما نحن ماضون فيه.. والحمد لله جميع المهام التي نفذت خارج المعسكر تم فيها قتل واسر عدد من العناصر الإرهابية سواءً في اتجاه وادي حسان أو باتجاه منطقة الشيخ عبدالله ومناطق اخرى لأنه كانت هناك مجاميع تحاول التسلل واستغلال المزارع والخنادق لاستنزاف امكانات اللواء.. وفي هذه الحالات كنا نطلق مجموعات لعمل دورية قتالية وكان الاستبسال كبيراً جداً لا يستطيع القارئ أن يتصور مداه ومدى الصمود والثبات لأولئك الأبطال المقاتلين، وأكبر دليل على ذلك هو العدد الكبير من الشهداء والجرحى، أيضاً مما لاحظته أن بعض الضباط والأفراد كان يجرح أكثر من مرة ومع ذلك يرفض أن يتم نقله أو اسعافه إلى مستشفيات أو مستوصف اللواء بل يعالج في النقطة الطبية ومن ثم يعود إلى المعركة مرة ثانية.. وايضاً كان للتحصينات التي أعددناها مسبقاً دور في الصمود اكثر..
قصة سقوط زنجبار
كيف تمكن الارهابيون من السيطرة على زنجبار ومحاصرتكم ومن اين حصلوا على الدعم البشري او العتاد وغير ذلك..؟
- العناصر الارهابية موجودة كما تعرف من قبل عشرة اعوام تقريباً واستمروا في التواجد وكان لهم تواجد اكثر في مديرية جعار وقد تمت عدة مهام عسكرية وباتجاه جعار باشتراك القوات المسلحة ووحدات امنية اخرى وتطورت الأمور اكثر فأكثر نتيجة التساهل ومرضى النفوس المتعاونين مع هذه العناصر الذين سمحوا بتواجدهم في جعار او زنجبار او غيرها.. لكن اول مواجهة حدثت معنا مع اللواء في شهر أغسطس/ 2010م في لودر (170كم) من مقر قيادة اللواء وتم تعزيز القوة التي كانت موجودة في المديرية بكتيبة استمرت مهمتها عدة شهور حتى نفذوا المهمة وتم طرد الارهابيين منها وكان ذلك بتعاون المواطنين من ابناء لودر بعدها عادت القوة الى اللواء وايضاً وقعت مصادمات كثيرة في جعار لأكثر من مرة في الاخير حاولوا التسلل وهذا ما حدث مؤخراً وحاولوا استئجار بعض المنازل والتواجد في بعض الاماكن داخل المديرية بناء على خطة مسبقة.. فهو ليس كما قد يصوره البعض أنها مجموعة عصابة او مثل ذلك.. فهذا تنظيم كبير يعرفه القاصي والداني وخطورته ليست على محافظة ابين او اليمن بل على المجتمع الدولي بأكمله. ونتيجة لدعم قد يكون خارجياً او تمويلاً من عدة أماكن مع توفر الأسلحة سواءً من الاسواق او جهات اخرى بالاضافة إلى الشيء الأهم الذي مكنهم من الحصار والسيطرة على الطرقات هو التساقط الذي حدث للاجهزة الامنية بداية الأزمة يوم 27 / 5 / 2011م ادارة امن المحافظة والنجدة والامن المركزي البعض منهم قاوموا والبعض استسلموا في اوقات اخرى وتركت بعض المنشآت التي بها حراسة وبعض المصالح التي كانت بداخل المدينة.. والتساقط المريع والسريع وخروج قيادة المحافظة بكامل قوامها ولم يبق في المدينة إلا اللواء 25ميكا حاولنا اعادة تجميعه في تلك الفترة والدفاع عن مقر قيادة اللواء باعتبار ان الاسلحة الموجودة كان الخشية منها وليس على انفسنا سواء القيادة او الافراد لم نخش على أنفسنا بقدرما خشينا ان تسقط هذه الاسلحة الضخمة من دبابات وعربات مدرعة وغيرها بأيدي تلك العناصر ومن خلالها بالتأكيد كان سيتم مهاجمة محافظتي عدن ولحج وقد يصلون الى أماكن اخرى.. هذا الحافز الكبير والاصرار الذي وجد لدينا هو نتيجة هذه القضية.
أسلحة الإرهابيين
وكنت أفكر صراحة كيف لو سقطت تلك الاسلحة في ايدي تلك العناصر كيف سيعيثون في الارض فساداً، ولكن ولله الحمد تم تجاوز ذلك والتحم اللواء بوحدات المنطقة الجنوبية وخلال هذه الايام ستبدأ عملية التطهير.. والوحدات الامنية بدأت تتجه الى محافظة ابين لاستلام مواقعها ومعسكراتها ومازالت العملية مستمرة وكذلك المعركة مع تلك العناصر مستمرة ولايتوقع احد ان الأمور قد انتهت حتى الآن وانما الحصار انتهى وتأمين الخطوط جارٍ وعمليات التطهير متواصلة وستستمر ان شاء الله حتى استئصالهم جميعاً.. ايضاً العناصر الارهابية وصلت إلى مرحلة ضعف.. اي انهم ليسوا بالقوة التي كانوا يتمتعون بها في البداية لانهم كانوا يراهنون كثيراً ان اللواء سيسقط في ايدي تلك العناصر في 4 أيام بالكثير لكن هذا الرهان ولله الحمد خاب.. ولاننسى هنا تعاون ومساندة ابناء ابين سواءً المنتسبين للواء أو المواطنين العاديين خاصة الذين تجمعوا في منطقة شقرة في شهر رمضان المبارك وحاولوا الوصول والالتحام باللواء وحصل لهم عدة مواجهات مع عناصر القاعدة كان آخرها في نقطة حسان.. استشهد فيها اكثر من (30) مواطناً..
أبين.. أرض الميعاد
< في اعتقادكم لماذا اختار الإرهابيون أبين؟
- اعتقد أن اختيارهم لأبين لقربها من ساحل بحر العرب ومن محافظة عدن والطبيعة الجغرافية لمحافظة أبين يستطيع من خلالها أن يسيطر على جزء كبير من اتجاه البحر الأحمر، اقترابه أيضاً من القرن الأفريقي وسهولة الانتقال والتنقل، فهناك مثلاً أعداد كبيرة أيضاً من دول القرن الأفريقي وبالذات الصومال ممن ينتمون إلى أنصار الشريعة وصلوا لمساندة عناصر القاعدة الموجودة في أبين.. والحمد لله قضي على كثير منهم. أيضاً اختيار هذا الموقع يمكن قد يكون من جانب عقائدي لحديث يروي أنه يخرج جيش (عدن أبين) لتحرير القدس ،قد يكون لهذا دور أيضاً طبيعة المنطقة بالذات زنجبار لأنها خليط.. وليست كمديريات «لودر، مودية، المحفد» أما زنجبار فهي خليط لكونها عاصمة المحافظة فهي تستوعب من كل المديريات والمتوافدين من محافظات أخرى، أيضاً تركيبتها الاجتماعية لها دور وشأن كبير في قدرتهم وسيطرتهم السريعة على أجزاء كبيرة من المدينة.. هذه كلها عوامل اعطت لهم الأمل الكبير في السيطرة على أبين ومن خلالها يستطيعون أن ينطلقوا إلى مديريات يافع باتجاه محافظة لحج من اتجاه الحرور ومنطقة الحصوص والجبلين وغيرها التي تقرب من لحج يستطيعون الوصول أيضاً إلى عدن وقطع خطوط امداداتها من اتجاه لحج ليستطيعوا الانضمام أيضاً باتجاه محافظة شبوة والوصول أيضاً إلى محافظة البيضاء وغيرها من المديريات كل ذلك جعلهم يحددون هدفهم واتجاههم وان يسيطروا على أبين كخطوة أولى ومن خلالها يواصلون توسعهم وانتشارهم ووصولهم إلى مناطق أخرى من يمننا الحبيب.. كما أن الهدف هو السيطرة على أبين وإعلان إمارتهم «المزعومة» وهي إمارة زنجبار ومنها الانطلاق إلى محافظتي عدن ولحج ومن ثم إلى محافظات أخرى ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى انتهى واحبط مخططهم وإن شاء الله تنتهي كل خططهم للأبد بصمود واستبسال واستمرار العمليات العسكرية الجارية وحالياً نحن مستمرون في تطهير من تبقى من هذه العناصر الإرهابية..
مشروع الإرهاب
وأقول إن مشروعهم الذي كانوا يعتزمون تنفيذه اصطدم بصخرة قوية وكان اللواء 25 ميكا شوكة في حناجرهم يتمكنوا من تنفيذ مخططهم الإجرامي الذي كانوا يدعون باسم الدين والدين منهم براء وهم بعيدون عن الإسلام كل البعد.. فلا اعتقد أن أي مسلم يقتل أو يتجرأ على قتل مسلم وقد حرم الدين والشريعة الإسلامية ذلك، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله.. فإن دانوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى..».
منازعة النصر
< لاحظنا أن هناك من ينازع المؤسسة العسكرية انتصارها في هزيمة القاعدة ودحرهم.. فما رأيكم في هذا..؟!
- أنا تابعت هذا لكن نحن قلنا من البداية ومنذ اليوم الأول من المعركة إن المؤسسة العسكرية يجب أن ننظر إليها بنظرة وطنية صادقة لأنها مؤسسة الوطن بأكمله ولا تتبع شخصاً أو جهة معينة.. وفي قناعتي أنا يجب أن تكون هذه المؤسسة مؤسسة وطنية حقيقية هدفها خدمة الوطن والحفاظ على مكاسبه وسلامة مواطنيه وأراضيه والحفاظ أيضاً على أمنه واستقراره بعيداً عن أي شيء آخر.. نحن مثلاً عندما يقولون اللواء (119) و25 ميكا أو غيرها بالعكس كل الوحدات ومنها وحدات المنطقة الجنوبية العسكرية بالذات هدفها جميعاً واحد وهو خدمة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ولا نقبل أن يُستغل انتصارنا من أي طرف أو فصيل كان أو يجير ما حدث لصالحه.. نحن ضمن مؤسسة القوات المسلحة والأمن ودعمنا وامكاناتنا هي من قيادة وزارة الدفاع التي تمثل وزارة الدفاع عن الجمهورية اليمنية..
إرهابيون (100%)
< في اعتقادك ما الذي دعا أولئك إلى ادعاء ذلك أو تجييره لحسابهم..؟!
- هذا السؤال يوجه لهم وليس لنا..
< بالنسبة لوجود عناصر القاعدة في أبين يزعم البعض أن الدولة تستخدم ذلك «كفزاعة»، وأنه لا أساس لهم في الأصل..؟
- سبق وأن تحدثت عن هذا الموضوع وأنا أؤكد هنا ومسؤول عن كلامي هذا، أن كل من واجهناهم هم عناصر إرهابية من القاعدة، ومن تم اسرهم أو جرحوا أو ألقي القبض عليهم جميعهم عرفوا بتوجههم وعقيدتهم التي يحملونها بأنهم إرهابيون.. ثم ان المجاميع التي تم القبض عليهم أكدوا ذلك.. أما بالنسبة لما اشيع وكنا نسمعها لا أساس لها وإنما كان هدفنا في الأساس أنه من قاتلنا أو من يقف ضدنا سوف نقاتله وسنضحي بأرواحنا دفاعاً عن وطننا ودفاعاً عن شرفنا وعن كرامتنا.. وأؤكد لك أن جميعهم إرهابيون وعناصر إرهابية حقيقية وآفة الإرهاب خطيرة ويدركها الجميع.. وجود أيضاً عناصر أجنبية كانت تقاتل معهم من دول عربية شقيقة ومن القرن الأفريقي كل ما قيل غير هذا الكلام عبارة عن مزايدات ليس لها أساس من الصحة.
المعركة الحقيقية
< ذكرت في تصريح سابق أن المعركة الحقيقية هي في تطهير مدينة «جعار».. ماذا تقصد؟!
- ومازلت مصراً على هذا.. والحقيقة أنه لن تنتهي عناصر تنظيم القاعدة إذا لم تطهر مدينة جعار من تلك العناصر ويطردوا منها أو يقتلوا وتكون نهايتهم إلى الأبد.. لأنه إذا بقي الوضع في زنجبار كما هو لا يعتبر نصراً حقيقياً.. وإنما النصر الحقيقي هو بعد تطهير كل عناصر القاعدة من مديرية جعار وتصفية المحافظة بشكل عام.. وحقيقة ان أكثر وجود لهم هو في جعار والذين مازالوا حتى الآن يستخدمونها لتنفيذ مخططاتهم لكن نقول لهم نحن لكم بالمرصاد..
< كيف تقيمون وضع عناصر القاعدة بعد الضربات الساحقة التي هزمتهم ودحرتهم من زنجبار.. وهل لديهم القدرة على القتال مرة اخرى..؟
- بالتأكيد انه منذ بداية الشهر الأول وصلتهم امدادات كثيرة جداً كانوا يصلون بالعشرات كل يوم من عدة محافظات ومن عدة أماكن من خلال اجهزة الرصد والمتابعة وبعض المعلومات التي كانت تردنا من عدة مصادر ولكن في الاخير عندما لاحظوا الصمود الاسطوري للواء «25» ميكا واستبساله وعدم امكانية اختراقه ووصول الوحدات الاخرى كما اشرت الوية محور لحج اللواء «119» مشاة ومحور عدن الألوية «39،31، 201» بدأت معنوياتهم تهتز وبدأوا يتساقطون قتلى ويفرون في اتجاهات مختلفة وكانت تصلنا معلومات عن فرار مجاميع كبيرة نتيجة الضربات التي تلقوها.. كل هذا بالتأكيد أثر وسيؤثر في معنوياتهم القتالية والنفسية.. كما ان البعض منهم بدأ يصحو ويفهم انه لايمكن ان يحقق مايصبو اليه في هذه المحافظة.. هذا كله اثر بشكل كبير في نفسياتهم وعقيدتهم القتالية وان شاء الله تعالى نحتفل بالنصر الكبير قريباً بنهايتهم الحتمية كونهم جاءوا الى المقبرة التي سيدفنوا فيها جميعاً.
< في اعتقادك كم بقي لديهم من السلاح والقوة..؟
- في الحقيقة انا لا استطيع ان اؤكد او اتوقع لكن لم يعودوا بالحجم الذي كانوا عليه في البداية ولاقبل أيام او اسابيع فاعدادهم قلت واستعادت القوات المسلحة الأماكن التي كانوا يسيطرون عليها وتم الاستيلاء على عدد كبير من الاسلحة التي كانوا يستخدمونها كالمدفعية والرشاشات والآليات وبعض العربات والتي حصلوا عليها خلال الفترة الماضية والتي ايضاً استطاعوا ان يحصلوا عليها خلال فترة الحرب التي مرت خلال الاشهر الماضية.
رهانات خاسرة
< هناك من يراهن على شق صف المؤسسة العسكرية بمحاولة بث الرعب والمخاوف في أوساطهم؟
- كن مطمئناً وجميع القراء الكرام بان القوات المسلحة ستظل قوات مسلحة ليمن الــ22 من مايو يمن الوحدة والديمقراطية ويمن الخير والعطاء ولن يؤثر فيها شيء وان الاهداف التي يقاتلون من أجلها اهداف سامية وستظل وفية لمبادئها ولقيمها ولهذا الوطن ولقيادته السياسية ممثلة بفخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن.
لادين ولا وطن
< هل تعتقد ان لدى القاعدة خطة لتوجيه نشاطها الى خارج ابين اي عبر عمليات التفجير والتفخيخ وغيرها خاصة بعد الضربات التي أرهقتها..؟
- انا اقول كما يقول الجميع ان الارهاب ليس له دين ولا وطن.. فاهدافها معروفة وهذه الخطة غير مستبعدة تماماً سواءً عبر الاستمرار بعمليات محدودة بمحافظة ابين أو الانتشار خارجها وايضاً الارهاب ليس كله مركزاً في ابين فهناك عدة عمليات حدثت في عدة اماكن ومحافظات في مأرب وصنعاء وعدن وغيرها.. ولذا فان خطورتها كبيرة وأوكد هنا انه لابد من تكاتف رسمي وشعبي ومدني وسياسي وكل القوى الخيرة ضد تنظيم القاعدة.. وهذا ما لاحظناه خلال الأزمة انه في كثير من التحليلات والتناولات الاعلامية ان هناك اجماعاً وطنياً على عدالة القضية التي نقاتل من اجلها لكنهم كانوا الى جانبنا في قتال الارهاب، وهذا شيء رائع ويجب ان يعمق ويعمد في نفوس كل ابناء الشعب اليمني لأن الارهاب آفة خطيرة وخطورتها على الناس أجمع وليس على فئة معينة، ويجب ان يكون هناك توعية واسعة لان من كان يواجهنا كانوا عناصر من صغار السن وهذا ما كان يثير انتباهنا انه عندما تواجه اطفالاً أعمارهم دون الــ18عاماً يزجون الى تلك المعارك الخاسرة والذين جاءوا ولايعرفون من أجل ماذا يقاتلون فالبعض ممن تم القبض عليهم سألناهم متى وصلت الى ابين فيقول معظمهم اسبوع او ثلاثة أيام ولماذا تقاتل فيقول نقاتل الامريكان والاسرائيليين واعداء الدين.. فقلنا لهم والآن من وجدت امامك فيقول وجدنا أخوة لنا ويمنيين..فالتعبئة الخاطئة لصغار السن والاستغلال السيء من البعض للظروف الاجتماعية او المعيشية او الاسرية عامل خطير فترك الاسرة لأبنائها وتسليمهم لعناصر متطرفة سيؤدي بالتأكيد في توسيع أنشطتهم وايضاً لا نتوقع انه بمجرد فك الحصار عن اللواء ان انشطة القاعدة ستتوقف اوانها ستغيب وتنتهي ..بالعكس ربما تكون اشد خطراً وانتقاماً كون ما تلقوه في ابين خلال الفترة الماضية ليس بالهين.
محاولة اغتيال
< ما صحة ما نشرته بعض وسائل الاعلام عن تعرضكم لمحاولة اغتيال..؟!
- صحيح.. لكن الذي حدث أن قذيفة هاون وصلت الى المكان الذي كنت متواجداً فيه، وانا لا اعتقد انها محاولة اغتيال، لأننا متعودون دائماً على مثل هذه القذائف تصلنا وخلال اكثر من (100) ىوم.. وكل يوم كانت تصل مثل هذه القذائف بأعداد كبيرة لكن الله معنا ومن يكتب له الموت لن يموت حتى يحين آجله..
التطهير قادم
< في الأخير.. ما خطتكم القادمة لتعزيز هذا النصر..؟
- اولاً التطهير حتى النهاية وبعدها التوعية الكاملة ليس عسكرياً فقط، واقول في هذا انه يجب ان تتكاتف الجهود الاجتماعية والفكرية والعسكرية في ظل خطط واضحة في كل مناطق اليمن وليس في ابين فقط يجب ان تكون هناك خطط كاملة توعية فكرية وعمل استخباراتي قوي لمتابعة عناصر القاعدة وتحركاتهم في كل مكان وايضاً اعادة جاهزية اللواء وهذا مابدأ بالفعل وبادر الاخوة في قيادة وزارة الدفاع والدوائر المتخصصة في ارسال الفرق الفنية خلال الايام القليلة الماضية لاعادة جاهزية اللواء 25ميكا من جوانب كثيرة لانه تأثر تأثيراً كبيراً جداً واعادة اعداداته واصلاح ما دمرته هذه الحرب التي استمرت فترة كبيرة.. واقول ان البعض اعتقد انه حصار على اللواء فقط وانا اقول انه حصار وقتال مستمر خلال الفترة كاملة ولكن تجاوزناها بفضل الله سبحانه وتعالى وصمود الأبطال الأوفياء من ابناء ومنتسبي اللواء 25ميكا والتضحيات الكبيرة التي قدمها من الشهداء الأبرار الذين نهدي لهم انتصارنا.. ونسأل الله ان يترحم عليهم وان يشفي جرحانا الذين مازالوا تحت العلاج.. وباذن الله نحن عازمون على تنفيذ مهامنا على أكمل وجه.