الإثنين, 19-سبتمبر-2011
الميثاق نت -   حاوره: عارف الشرجبي -
< أكد الأخ محمد عوض البترة- أمين عام حزب الرابطة اليمنية- أن الأزمة السياسية في البلد لن تحل الا بالحوار وليس بالعنف كما يريد المشترك، وقال في حديث لـ«الميثاق»: إن أحزاب اللقاء المشترك تحاول جر البلد إلى حرب أهلية أو الانقلاب على الشرعية الدستورية واغتصاب السلطة، وهذا أمر مخالف للدستور والإرادة الشعبية التي منحت فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حق الحكم حتى 2013م.. وطالب المجتمع الدولي دعم اليمن في مكافحة الارهاب والضغط على حميد الأحمر وعلي محسن وإرغامهم على وقف تقديم مزيد من الدعم للقاعدة والإرهابيين في أبين وأرحب وغيرها.. فإلى نص الحوار:
- بداية كيف تنظر للمشهد السياسي على ضوء قرار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بتفويض نائبه إجراء الحوار مع أحزاب المشترك ووضع آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية؟
- لاشك أن قرار فخامة الرئيس بتفويض الأخ عبدربه منصور هادي نائب الرئيس لإجراء الحوار مع أحزاب اللقاء المشترك قد انطلق من حرص فخامته على أمن واستقرار ووحدة اليمن وتجنيب الوطن الانزلاق إلى حرب أهلية طاحنة، كما يخطط اللقاء المشترك من خلال اعمال التصعيد المستمر كقيامه بقطع الكهرباء وضرب ناقلات المشتقات النفطية والاعتداء وقتل الجنود الابرياء في النقاط والجولات والمعسكرات، ناهيك عن محاولات مليشيات حزب الاصلاح وجنود وضباط بالفرقة الأولى مدرع بقيادة المنشق علي محسن، ولذلك يمكن القول: إن قرار تفويض النائب كان حكيماً وهو آخر شيء يمكن ان يقدمه فخامة الرئيس من تنازلات لأحزاب المشترك ولا ننسى أن المشترك كان يطالب بهذا التفويض منذ بداية الأزمة كنوع من الضغط والمكايدة السياسية التي يمارسها المشترك على المؤتمر الشعبي العام.
المشترك وحميد
< وماذا عن الموقف الرسمي لأحزاب المشترك من قرار التفويض خاصة وأن تصريحات قيادات في المشترك تشير الى رفض الحوار والتقليل من اهمية التفويض؟
- نعلم جميعاً أن أحزاب اللقاء المشترك تعاني من مرض عضال وموت سريري بعد أن سلمت قرارها الى لجنة حميد الأحمر وباسندوة التي خلقت ميتة ولا تحظى بأية شرعية دستورية وقانونية، ولذا فقد أصبح قرار المشترك مرهوناً بقناعات حميد ورغباته الشريرة التي لا تحب الخير للوطن بالقدر الذي يريد زج البلد في حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس.. اللقاء المشترك اليوم أصبح دوره مغيباً تماماً، وإذا ما استثنينا حزب الاصلاح سنجد بقية الاحزاب عبارة عن كومبارس ويافطة إعلانية لا تأثير سياسي لها مطلقاً، ناهيك عن الانقسام السياسي والاختلاف الفكري والعقائدي الذي تعاني منه احزاب المشترك.
المشترك مخطوف
< هل ترى أن أحزاب المشترك أصبحت مخطوفة من قبل حميد وباسندوه كما يرى البعض؟
- منذ تم الاعلان عن تكتل اللقاء المشترك وحتى الآن لم يقدم المشترك أية مبادرة ايجابية أو رؤية بناءة تخدم الوطن والمواطن على الاطلاق، وكل ما قدمه هو خلق الازمات والمشاكل وإعاقة المؤتمر الشعبي العام عن خدمة الوطن وهذا بسبب الاختلاف الكبير في وجهات نظر كل حزب عن الآخر داخل التكتل المشترك، أما وقد سلموا انفسهم لكيان غير شرعي يملكه حميد الأحمر، فهذا يعني انهم اصبحوا مخطوفين ومأسورين في اسطبل وزنزانة حميد يخرجهم متى شاء ويعيدهم متى شاء.
< ألا ترى أنك تبالغ بهذا الطرح؟
- كنت أتمنى أن أكون مخطئاً في هذا نظراً لمكانة بعض قيادات الاحزاب المنضوية داخل اللقاء المشترك ولكن عندما اشاهد الدكتور ياسين سعيد نعمان وعبدالوهاب محمود وغيرهما عاجزين عن التفوه بكلمة حق واحدة تخدم الوطن وتجنبه الكارثة في ظل التعصب الاعمى من قبل حميد الاحمر الذي أفرغ اللقاء المشترك من أي فعل سياسي وحوله الى ملك خاص يتحكم بكل قراراته وأجزم أن الدكتور ياسين سعيد نعمان غير راضٍ عن مواقف المشترك وغير راضٍ أن يكون عبارة عن كومبارس لا حول له ولا قوة، ولهذا أقول له ولكل العقلاء في المشترك: ان يعودوا الى عقلهم وألا يظلوا أسيري العناد والمكابرة الجوفاء أمام المؤتمر الشعبي العام وأمام فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي مازال يمد لهم يده للحوار من أجل مصلحة الوطن وان لا يجعلوا حميد الأحمر وباسندوه وعلي محسن يعبثون بتاريخهم كما يعبثون بالوطن.
العقلاء سيندمون
< في تصورك .. ما الذي جمع المتناقضات في إطار اللقاء المشترك؟
- الذي جمع هذه الخلطة الغريبة عديمة الجدوى هو حب السلطة والوصول اليها بأي ثمن، فقيادات المشترك على استعداد للتحالف حتى مع ابليس إذا كان سوف يوصلها للحكم، كما أن عداءها لفخامة الرئيس وللمؤتمر قد جعلهم يضعون أيديهم بأيدي بعض وتناسوا ان التاريخ لا يرحم، فمثلاً كيف لأحزاب تربت على الوحدة والدعوة لها على المستوى اليمني والعربي أن تتحالف مع دعاة الامامة والتشطير؟! إذاً التاريخ لن يرحم أحداً وسوف يأتي يوم يندمون على ما اقترفوه بحق الوطن وحق انفسهم ولكن بعد فوات الأوان.
< إجماع العالم على وحدة اليمن وأمنها واستقرارها وحل الأزمة الراهنة عبر الحوار وفق مبادرة الخليج مع بعض التعديلات فيها.. الى ماذا يشير ذلك؟
- يدرك العالم أن اليمن تمتلك موقعاً استراتيجياً سياسياً واقتصادياً مهماً، ولذلك يعمل العالم على إحلال الامن والاستقرار فيه، وهكذا فالحرص نابع من خوفهم على مصالح بلدانهم أولاً ومصلحة اليمن ثانياً، ورغم ذلك هناك دول اقليمية ودولية لا تريد للعالم العربي أن يستقر ويتوحد وتسعى بكل السبل لزعزعة الامن والاستقرار بل وتسعى الى إعادة تقسيم الوطن العربي وفقاً لمشروع الشرق الاوسط الكبير، وهذه المخططات- للأسف الشديد- لقيت من يعمل على تنفيذها من داخل البلدان العربية تحت مسميات عدة.. إما محاربة الفساد أو الديمقراطية أو التعددية أو غيرها من الحجج واليمن جزء من الوطن العربي الذي يتعرض لهذه المخططات رغم الاختلاف الكبير بين خصوصية اليمن وأية دولة أخرى، فاليمن مثلاً تنعم بالحرية والتعددية السياسية والحزبية والديمقراطية ولا يوجد حظر لنشاط أي حزب سياسي كما هو في الدول التي توجد فيها المشاكل والانقسامات والمظاهرات، ولهذا أقول للأخوة في اللقاء المشترك : كفى عبثاً بالوطن وإذا كان العالم قد أجمع على ضرورة الحوار لحل الأزمة، فالأولى بكم أن تحرصوا على الحوار للخروج من الأزمة بدلاً من أن تكونوا أداة في يد أعداء الوطن وعوامل هدم مقابل حفنة من الأموال المدنسة، وأقول لتلك الدول الشقيقة التي أغاضها موقف السعودية الايجابي والاخوي وغيرها والتي حرصت على حل الازمة عبر الحوار إن وحدة اليمن عامل أمن واستقرار وقوة لكل الدول العربية دون استثناء وخاصة الاشقاء في دول الخليج، واذكر البعض بالمثل القائل: «اليوم في جارك وغداً في دارك».
فزاعة وابتزاز
< لماذا تصر أحزاب المشترك على التصعيد رغم التنازلات من قبل فخامة الرئيس ودعواته للحوار؟
- المشتترك يدرك تماماً أنه غير مقبول من قبل الشعب، وبالتالي لن ينجح في أي انتخابات ولن يصل الى السلطة عبر الصندوق، ولذلك نجده يحرص على إفشال أي حوار للخروج من الازمة لأن قيادات المشترك قد تخيلت أنها سوف تصل للحكم بالانقلاب على الشرعية الدستورية وهذا الاعتقاد لن يتحقق لهم مهما حاولت استغلال مطالب الشباب الذين لم يعودوا موجودين في الساحات باستثناء شباب أحزاب المشترك وتحديداً الاصلاح، أما تصريحاتهم وتهديدهم بالتصعيد لايعدو كونه فزاعة فقط لأن المشترك أعجز من أي وقت مضى بعد أن انكشفت نواياه الخبيثة ضد الوطن والشعب ولهذا أقول: إن تهديد المشترك بالتصعيد نوع من الابتزاز الرخيص والضغط للحصول على اكبر قدر من المصالح لقياداته.
دمية حميد
< ألا ترى أن انضمام المنشق علي محسن بالفرقة الاولى مدرع للانقلابيين في المشترك قد شجعهم على التعنت؟
- هذا الكلام وارد عند البعض وخاصة الذين لا يدركون ان علي محسن أعجز من أي وقت مضى، فقد كان قبل بداية الأزمة يستمد قوته من الدولة ومن الصلاحيات التي كانت ممنوحة له من قبل فخامة الأخ الرئيس.. أما الآن وقد تنكر للجميل وتمرد على الشرعية الدستورية وخان القسم العسكري وانشق بالفرقة الاولى مدرع خدمة لمخططات أعداء الوطن وأزلام المشترك، فقد أصبح ضعيفاً جداً، بل لقد أصبح يستجدي الآخرين للحصول على الدعم لإكمال مشروعه الانقلابي المخزي.. والمحزن ان علي محسن اصبح مثل قطعة الشطرنج بيد حميد الاحمر الذي يمول بعض احتياجات بقايا الفرقة التي يستخدمها هو والزنداني لمقاتلة جنود الدولة وضرب المعسكرات في أرحب وأبين الى جانب القاعدة أو في تعز لزعزعة الامن والاستقرار.. إذاً علي محسن أصبح عالة على الآخرين كطير بدون ريش.
طريق الذل
< كيف تنظر الى انشقاق علي محسن عن الجيش.. وماذا تقول للشرفاء في قيادات الفرقة والألوية التي لم تنشق عن الجيش والشرعية؟
- لو كان علي محسن رجلاً عسكرياً يقدس تراب الوطن ويحفظ العهد للرئيس والقسم العسكري لما انشق ولكن هذا معدن الرجل وأخلاقه وسلوكه، وإذا كنا نتوقع منه غير ذلك، فنحن مخطئون ولو كان يؤمن بالرأي والرأي الآخر وأراد الانضمام الى الساحات سلمياً كما يدعي لترك الجيش واستقال، ثم ينضم لمن يريد، فهذا من حقه، أما ما فعله الآن فهو نوع من الجنون ، ولذلك ادعو الابطال من ضباط وأفراد الفرقة الاولى مدرع ان يعودوا الى رشدهم وان يلتحقوا ببقية الالوية التي اعلنت تأييدها للشرعية الدستورية، ومن خلال صحيفة «الميثاق» الغراء اتقدم بالشكر والتقدير للأخوين محمد خليل قائد حامية الإذاعة والتلفزيون والعميد محمد الصوملي على مواقفهما الوطنية واللذين اثبتا أنهما مع الوطن والشعب وليس مع علي محسن الذي اختار طريق الذل والمهانة بعد أن كان له أدوار جيدة في الفترة الماضية.
دار العجزة
< يدعي علي محسن أنه انضم للشباب من أجل حمايتهم؟
- هذا كلام مردود على مدعيه وعلي محسن أصبح يتصرف كمن لا عقل له، فحماية المعتصمين ليس من شأنه وليس علي محسن وكيل آدم في ذريته والشباب ليسوا بحاجة له بل أصبح علي محسن عالة على الشباب ويحتمي بهم للانقلاب على الشرعية، وأقول له ومن يصدق زعمه: ارجع الى وثائق ويكليكس التي أكدت أن حميد الأحمر وعلي محسن يتآمران على فخامة الرئيس من قبل 2009م وليس من اليوم، ولهذا لا داعي للكذب وتزييف الحقائق، واستغلال الشباب الذي هو في الاصل شباب اللقاء المشترك وعلي محسن عضو قيادي في تنظيم الاخوان المسلمين وقائد الجناح العسكري في حزب الاصلاح والجميع يعرف ذلك، ولذلك أقول لعلي محسن والزنداني ومن على شاكلتهما وخرج عن ولي الأمر: عليكم ببناء دار للمسنين والعجزة ليضم أمثالكم بعد أن وصلتم الى أرذل العمر وأصبحتم تتصرفون بهذه الطريقة المزرية.
مواقف مشرفة
< موقف المملكة العربية السعودية الداعم للشرعية الى ماذا يشير في تصورك؟
- الأشقاء في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان لهم دور كبير في دعم اليمن ليس من اليوم بل منذ عدة عقود وموقفهم الاخير مشرف للغاية وينم عن عقلانية كبيرة وإدراك جيد أن أمن اليمن جزء من أمن السعودية والخليج، وعلى هذا الاساس وقفوا هذا الموقف المشرف، ولا ننسى أن اليمن والسعودية وقعتا على معاهدة جدة وأنهتا المسائل المتعلقة بالحدود كان في عهد الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد، وهذا يحسب له ولفخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، وأقول للعالم: إن موقف المملكة العربية السعودية سيظل مسجلاً في ذاكرة اليمنيين مدى الحياة ولن ننسى لهم الجميل ابداً.
القاعدة وسلاح الفرقة
< أعلنت القوات المسلحة مؤخراً انتصارها على الارهابيين والقاعدة في أبين.. ماذا تقول في هذه المناسبة؟
- انتصار الجيش على الإرهاب والقاعدة في أبين أمر جيد ويحسب للجيش لأن الانتصار على هذه الجماعات أمر صعب كونهم يتحصنون داخل المدن والمنازل والمجمعات الحكومية ولو كانوا خارج المدن لكان الانتصار أسهل.. كما اريد أن اقول انه لولا دعم المنشق علي محسن وحميد الأحمر والزنداني وحزب الاصلاح لهذه الجماعات الارهابية في أبين وتعز وأرحب لانتهت منذ وقت مبكر ولكن الدعم الكبير لهم وخاصة من سلاح الفرقة الذي استولى عليه المنشق علي محسن هو الذي جعل المدة تطول لعدة شهور، ولذلك نقول لحزب الاصلاح وعلي محسن : اتقوا الله في ابنائنا وشبابنا لأنكم تتسببون بقتلهم تارة باسم الاعتصام وتارة بدعمكم للقاعدة.
أرصدة لدعم القاعدة
< وكيف ترى الموقف الاقليمي والدولي الداعم لليمن في مكافحة الارهاب؟
- الموقف الدولي والاقليمي ليس بحجم المسؤولية والشراكة في القضاء على الارهاب لأن اليمن تعاني ظروفاً سياسية واقتصادية صعبة والدعم المقدم لها لا يساوي شيئاً أمام المسؤولية الكبيرة التي تقوم بها في مكافحة الارهاب، ولا أنسى أن اشكر المملكة العربية السعودية وأمريكا لدعمهما الجيد لليمن في مكافحة الارهاب والذي كان له أثر كبير في الانتصارات الاخيرة على القاعدة في أبين ونطلب من كل دول العالم أن يدعموا اليمن في هذا المجال، وان يضغطوا على حزب الاصلاح وعلي محسن لإرغامهم على عدم دعم القاعدة أو يجمدوا أرصدتهم التي هي بالمليارات في بنوك أوروبا باعتبار الزانداني وعلي محسن وحميد الأحمر من أكبر داعمي الارهاب بدليل ما يحدث في بلادنا.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-23003.htm