د. علي مطهر العثربي -
أدرك الكثير من الناس في الداخل والخارج ممن كانوا يعتقدون خطأً أن أحزاب اللقاء المشترك تؤمن بالممارسة الديمقراطية- أن هذه الأحزاب لا تؤمن بالممارسة الديمقراطية ولا تحترم الإرادة الكلية للشعب مطلقاً، وأن داخل تكوينات تكتل اللقاء المشترك عناصر شمولية تسلطية لا تؤمن بحق الشعب في امتلاك السلطة، وهذه العناصر مازالت تؤمن بمفهوم الوصاية على الغير، بمعنى أن الشعب لدى تلك العناصر المتسلطة مجرد أداة تحركه قوى الجهل والظلام والتخلف لخدمة أهدافها العنصرية والمناطقية والمذهبية، وترى هذه العناصر الظلامية المتخلفة أنها أكبر من الشعب وفوق القانون والدستور ولا تؤمن بمساواة الناس أمام الدستور والقانون، ولذلك سعت عناصر الجهل والظلام والتخلف إلى التدمير والتخريب والقتل في سبيل الانقلاب على الشرعية الدستورية. إن تجارب الحياة قد علمتنا الكثير، فقد ادركنا منذ وقت مبكر أن العناصر المنضوية تحت مظلة اللقاء المشترك لا تؤمن مطلقاً بالديمقراطية إذا لم تحقق غايتها العدوانية على إرادة الشعب، ولا تؤمن مطلقاً بحقه في امتلاك السلطة، ولا تحترم إرادته الكلية أو حتى تعترف بها، لأنها تنظر إلى الشعب بنظرة السخرية والتعالي والجبروت وتعتبر أفراده مجرد أدوات ينفذون ما تريده هي كقوى تمثل الجهل والظلام والتخلف، بمعنى أن النزعة التحريرية لدى الشعب ينبغي عدم السماح لها بتحقيق حرية الشعب وترى قوى الجهل والظلام والتخلف أن خطر الشعب يكمن في حريته وتوحد إرادته الكلية، ولذلك يجد المتابع لتاريخ الثورة اليمنية المباركة منذ 26 سبتمبر و14 أكتوبر عامي 62،1963م وحتى اليوم أن قوى الجهل والظلام والتخلف هي العقبة الكأداء في طريق التحديث والتنوير الذي تسعى إلى ايصاله إلى كافة أبناء الشعب الثورة اليمنية المباركة..إن قوى الجهل والظلام التي انضوت تحت مظلة اللقاء المشترك لم يجمعها هدف غير الخراب والدمار للبلاد وتركيع الشعب واستلاب حريته واغتصاب إرادته الكلية والعودة به إلى ما قبل الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر، وقد وجدنا تلك القوى العدوانية في مختلف مراحل تطور الحياة السياسية لليمن عقب الثورة اليمنية تمثل حجر عثرة في طريق النماء والتطور، ولأن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر عامي 62،1963م قد مثلت الإرادة الكلية للشعب وتمكنت من انتزاع حريته واستعادة إرادته الكلية، فإن قوى الجهل والظلام والتخلف ظلت تقوم بأعمال التخريب والتدمير وعمقت الجهل ومنعت وصول المعرفة وحرمت المواطنين في مناطق تواجد تلك القوى من خيرات الثورة، بل إن هذه القوى كانت عقبة في طريق إعادة لحمة الوطن، ولعل الكثيرين يدركون أن القوى التي تريد الانقلاب على الشرعية الدستورية اليوم هي نفسها التي كانت عقبة في طريق الوحدة اليمنية المباركة، وهي التي تتآمر على الوحدة وهي التي اعلنت رغبتها في العودة باليمن إلى ما قبل سبتمبر وأكتوبر، وإن كانت قوى الجهل والظلام والتخلف قد تجمعت تحت مظلة واحدة هي اللقاء المشترك إلاّ أن الذي جمعها هو تدمير وتخريب البلاد، وهي في الأساس لا تقبل التعايش مع بعضها لأن ظلام وجهل وتخلف بعضها البعض لا يقبل التعايش مطلقاً. إن قوى الردة لا تمتلك مشروعاً إنسانياً مطلقاً لأنها جمعت عناصر الشر من كل اتجاه ولا تؤمن بالقيم الروحية والوطنية والإنسانية، ولذلك ندعو المغرر بهم إلى العودة إلى جادة الصواب بعد أن اتضحت صورة الحاقدين على الوطن والراغبين في استعباده خدمة لأهداف شيطانية تخدم العدو الخارجي ولا تتفق مع الوطن، ونأمل الاستجابة لأن الطريق اصبح واضحاً- بإذن الله.