فيصل الصوفي - رجل تنظيم القاعدة المهم فهد القصع هو صاحب مضمون العنوان السابق الذي صغته بعد قراءتي لحديثه مع الزميل عبد الرزاق الجمل الذي نشر في صحيفة (القدس العربي) قبل أيام قليلة. فقد سئل أسئلة عن صحة ما يقال إن النظام سلم تنظيم (القاعدة) معسكرات في زنجبار،وعن تواطؤ النظام معهم، وعن سبب قتالهم الجيش الموالي للثورة، وعن تحرك تنظيم القاعدة ضد النظام في ظل تصاعد الثورة وهو تحرك يضر بالثورة.. هذا باعتبار تنظيم القاعدة تنظيماً مسلحاً وإرهابياً وتحركه ضد النظام يضر بسمعة الثوار في هذا الوقت لأنه يحسب عليهم!
سأختصر إجابات فهد القصع مع المحافظة على جوهر مضمونها، ومن يرغب في التفاصيل يمكنه العودة إلى جريدة (القدس العربي) اللندنية التي نشرت المقابلة في العدد الصادر يوم 20 سبتمبر الجاري.. فماذا لدينا إذن من هذا القصع؟
* قال إن تنظيم القاعدة قدم كثيراً من “الشهداء” في سبيل طرد قوات الأمن المركزي وقوات مكافحة الإرهاب وقتل منهم وأسر أيضاً 50 جندياً والباقون فروا إلى معسكر اللواء “25 ميكا” وقاتلناهم بعد ذلك في ملعب الوحدة، والذين يقولون إن النظام سلم معسكرات الأمن للقاعدة هم المعارضة بقصد تشويه المجاهدين والتقليل من شأنهم.. وتساءل القصع: هناك معسكرات سقطت بأيدي القبائل والحوثيين في الجوف ونهم فلماذا لا يقال إنها سلمت لهم؟.. أحزاب المشترك والثوار وعلي محسن الأحمر قالوا إن الذي قاتل تنظيم (القاعدة) وطرده من أبين هو “الجيش الموالي للثورة” وهو إدعاء كذبه الصوملي وفيصل رجب اللذين قالا إنهما وجنودهما جيش الوطن ولا ولاء لهم لأحد غير اليمن.. أما فهد القصع فيعترف بأن تنظيم (القاعدة) دمر من قبل الأمن المركزي ووحدات مكافحة الإرهاب وقوات من الألوية 25 ميكا و31 و102 وغيرها، وأن الجيش ليس موالي للثورة ولا يشرف الثوار ذلك، بل أنه جيش النظام غير الشرعي الخارج عن الإسلام، وهذا الجيش هو مع الحملة الصليبية.. إذن من هو الجيش الموالي للثورة؟ إنه تنظيم (القاعدة).. فتحركه ضد النظام في هذا الوقت لا يؤثر في الثورة سلبياً بل إيجابياً.. وأكثر من ذلك أنه يشارك الثوار مهمتهم.
* وتحديداً.. هذا ما قاله رجل تنظيم القاعدة المهم: تسليح الثورة ضد النظام المسلح هو من ثقافة الثورة وضرورة لحسمها.. الكل مسلح في أرحب وتعز وصنعاء وهذا لا يؤثر على الثورة (سلبياً) فلماذا يقال إن تحركنا في ظل الثورة يؤثر عليها، والجميع مسلح..
وقال: إن تنظيم (القاعدة) لا يتواجد في الساحات بالسلاح.. فأين يتواجد بالسلاح إذن؟ يجيب القصع: إن تنظيم (القاعدة) يحاول بما تيسر المشاركة في القتال إلى جانب الثورة في سبيل رفع كلمة التوحيد والدفاع عن الحريات والأعراض.. ومشاركة التنظيم هذه في الدفاع عن الثوار يلزمه بها الدين والشرف والمروءة.. هذا ما قاله القصع وناقل الكفر ليس بكافر.
إن ما قاله فهد القصع ليس بجديد على أية حال، فقد سبقه إلى مثله زعيم القاعدة ناصر الوحيشي في رسالة المبايعة الموجهة إلى خليفة بن لادن أيمن الظواهري، وسبقه أنور العولقي، ومثله أيضاً نقرؤه في بيانات أنصار الشريعة.. ولذلك فإن ربط بعض المسؤولين بين تنظيم القاعدة وبين مليشيات حزب الإصلاح والمليشيات الأخرى يجد له وفيه كثيراً من المصداقية. |