يحيى علي نوري -
هل الحوار مازال خياراً مجدياً ومثمراً مع العناصر الحوثية الإرهابية؟ سؤال لاشك يضع نفسه اليوم بقوة على كل نقاش مسئول حول التداعيات الخطيرة التي تفرزها من يوم لآخر اعمال القتل للمواطنين ولرجالات القوات المسلحة والأمن واعمال التخريب والتدمير التي تقوم بها هذه العناصر التي اخذت على نفسها استهداف كل جوانب الاشراق التي يعيشها ووطننا في هذا العهد الزاخر بالعطاءات التنموية والديمقراطية. ولاريب ان الاجابة الشافية على هذا التساؤل باتت تمثل ضرورة ملحة خاصة مع الموقف الأخير لأحزاب المشترك من هذه الفتنة والتي عبر عنه بيانها الأخير والذي حفل بكل مفردات التجهيل والتضليل وراح بعيداً في مضامينه ليوزع التهم يميناً ويساراً ويسرد باسهاب لحيثيات ومبررات ما أنزل الله بها من سلطان -لا لشيء سوى لاشباع حاجة هذه الاحزاب وقياداتها بالأخص في المزيد من المناكفة السياسية التي تشدها إليها مصالحها الذاتية والانانية والتي باتت لديهم للأسف الشديد تغلب على المصلحة العليا للوطن. ولاشك ان رجل الشارع اليمني الذي يتساءل بحرارة هذه الايام عن جدوى الحوار مع العناصر الارهابية قد صدمت احزاب المشترك ببيانها الأخير مشاعره واحاسيسه الوطنية واعتبر كل ما حمله بيانها المأزوم هذا بمثابة دعماً صريحاً لعناصر الارهاب يشجعها على المزيد من الغي والتدمير والتخريب لوطننا. وذلك ما اكدته مضامين بيانها والتي لم تعلن صراحة ادانتها لكل اعمال العناصر الحوثية او تؤكد انتصار هذه الاحزاب للمصلحة الوطنية العليا ولقيم ومثل اليمن الجديد الديمقراطي الموحد. وازاء هذا التطور الذي لم يكن مفاجئاً من قبل هذه الاحزاب فإن الرأي العام اليمني قد عبر عن استيائه وحزنه لهذا الموقف الحزبي الذي لم يأت معبراً عن عظمة التحديات التي يواجهها الوطن وفظاعة الاعمال الارهابية والتخريبية التي تقوم بها العناصر الحوثية وكان رده قوياً وصريحاً عبرت عنه وابل من بيانات الادانة والاستنكار لما يحدث في صعدة من قبل العناصر الارهابية وذلك من قبل مختلف المنظمات والهيئات المدنية والابداعية والفكرية والثقافية التي تابعت باهتمام بالغ مجريات الاحداث وخلصت الى قناعة كاملة بأن الحوار الذي اخذت به القيادة السياسية ومنذ اندلاع الفتنة الأولى التي قادها الصريع حسين الحوثي لم تحقق الاهداف المنشودة للوطن نظراً للفهم الخاطئ لدى عناصر الارهاب للحوار والذي اعتبرته ضعفاً شجعها للمزيد من الغي والقتل والتدمير وكذا التعاون مع جهات اجنبية اعتقدت انها بذلك ستحقق اهدافها الشيطانية ومستغلة ايضاً للموقف الهزيل لأحزاب المشترك والغارق بالطبع في اتون المزايدة والمناكفة السياسية. وخلاصة ان القيادة السياسية قد أدت واجبها الديني والوطني والاخلاقي واستنفدت في تعاطيها مع فتنة العناصر الحوثية كافة الوسائل وبأنها باتت أمام مسئولية وطنية جسيمة تتطلب منها الاجتثاث السريع لعناصر الارهاب الذي تأمل ان يكون عاجلاً وبأنها في هذا العمل الوطني والذي تفرضه المصلحة الوطنية العليا لن تجد نفسها وحيدة وانما سيقف الى جانبها كل الشعب اما المزايدون حول هذه القضية فحتماً سيجدون انفسهم خارج السرب الوطني وبعيداً كل البعد عن قضايا شعبهم وآماله وتطلعاته ولن يجنو سوى الخزي من جراء مواقفهم المخجلة والتي ساوت بين الدولة وعناصر الارهاب في أغرب موقف سياسي لا يعكس من قريب او بعيد استشعارها بمسئوليتها الوطنية وايمانها المطلق بقيم اليمن الجديد او باحترامها لبرامجها الحزبية المؤكدة دوماً على أهمية الانتصار للثورة ونظامنا الجمهوري وحراسة مكتسباته وضمان مسيرة الوطن من أية مظاهر من شأنها ان تعيد الوطن الى عصور الصراع والتطاحن والذي انعتق منها والى غير رجعة صبيحة الـ26 من سبتمبر 62م.