الإثنين, 26-سبتمبر-2011
الميثاق نت -  كتب/ المحرر السياسي -

القوات المسلحة والأمن هي مدرسة الوطن الأولى التي من صفوفها تخرج أشجع وأنبل الرجال الذين خاضوا أشرف وأعظم المعارك مقدمين أغلى التضحيات لخلاص شعبهم من براثن التخلف والطغيان والاستبداد، الذي مارسه النظام الإمامي الكهنوتي القروسطي على شعبنا ردحاً طويلاً من الزمن، فكان الجهل والفقر والمرض جاثماً على عقول وأرواح أبنائه، فارضاً العزلة والانغلاق حتى لا تسطع عليهم أنوار العصر فيدركون واقعهم البائس المأساوي الأليم، ولكن ما كان لهذا أن يكون لشعب حضاري عريق، فانبثقت من أوساطه طليعة حركته الوطنية النضالية، التي استطاعت ان تنهي ذلك البؤس والقهر.. انهم الميامين منتسبو القوات المسلحة الذين كانوا فتية تعاهدوا على أن يحملوا على عاتقهم هذه المهمة، متحدِّين أوضاع ذلك الزمان واضعين رؤوسهم على أكفهم، يمزقون ستار ليل الإمامة حتى انبلج فجر يمن جديد، يطل على العصر من نافذة إقدام وشجاعة أولئك الفتية الذين آمنوا بحق وطنهم في الحرية والوحدة وبناء حياة عصرية حديثة مواكبة لما بلغته شعوب العالم من تطور ونماء وازدهار، ولأن المهمة ما كان لها ان تنتهي بتفجير الثورة التي أعداؤها من بقايا النظام البائد لم يكونوا ليتركوها تنتصر الا بمواصلة ملحمة الدفاع بإيمان ويقين ان هذه الثورة وجدت لتنتصر، وكانت التضحيات وقوافل الشهداء التي قدمت ليس فقط لدحر جحافل بقايا النظام الامامي بل ومن اجل تحرير الوطن من ربق وجور وعسف المستعمر الغاشم، مجسدين واحدية الثورة بتفجير شرارة ثورة الرابع عشر من اكتوبر، وبإرادتهم انتصرت الثورة اليمنية بنيل الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 1967م بخروج آخر جندي بريطاني مستعمر من عدن، وبالانتصار المؤزر في ملحمة السبعين يوماً مطلع 1968م، وبذلك اندحرت بقايا عهود التخلف وانتصر النظام الجمهوري الى الأبد.
وتواصلت هذه المسيرة الظافرة في مسيرة نضال إعادة توحيد الوطن اليمني ليتحقق ذلك الحلم الذي انتظره شعبنا طويلاً، في ذلك اليوم الأغر الثاني والعشرين من مايو 1990م.. ولم تتوقف مسيرة التضحيات والفداء لأبناء هذه المؤسسة الوطنية، فكانت معركة الدفاع عن الوحدة في مواجهة من أراد الارتكاس باليمن وإعادته الى الخلف بالانتصار على قوى الردة والانفصال.. مرسخة الوحدة ويؤمها النهج الديمقراطي التعددي.. ومع ذلك لم تنتهِ الاخطار والتحديات التي يواجهها الوطن اليمني ووحدته وأمنه واستقراره في مواجهة تحالف الشر من بقايا الماضي الامامي الاستعماري التشطيري الشمولي ومن والاهم من الانقلابيين والمتآمرين لكن أمام صلابة وصمود مؤسسة الوطن الدفاعية والأمنية ما كان لهم أن يحققوا مآربهم بالامس، ولن يحققوها اليوم ولا غداً وستبقى القوات المسلحة والأمن حصن الوطن الحصين وسياجه المنيع، والصخرة الصلدة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والدسائس، وسيظل ابطالها أوفياء بوعيهم ومبادئهم للتاريخ العظيم، الذي سطرت أسفاره بدماء الشهداء من منتسبي هذه المؤسسة الوطنية الكبرى لتشع نوراً متوهجاً للأجيال القادمة من خلال ما قامت به في الامس وتقوم به اليوم من بطولات وتضحيات في مواجهة المتآمرين والانقلابيين دعاة الشر والفتنة الذين يريدون تصفية حساباتهم مع هذا الشعب الصامد الصابر الوفي، الذي لن ينالوا منه ابداً ما دام أولئك الابطال يشكلون ذراع الشعب الفولاذية لضرب أعدائه من الظلاميين والارهابيين المفسدين في الارض، في مقدمتهم عصابات أولاد الأحمر ومليشيات الاخوان المسلمين والارهابيين، الواهمين بأن بإمكانهم إخراج التاريخ عن المسار الذي اخطته شعبنا لنفسه بإرادته المتمثلة بالوحدة والديمقراطية والتعددية والشرعية الدستورية، فلا طريق الى السلطة الا عن طريق صناديق الاقتراع وأي مشاريع اخرى مبعثها التآمر والخراب والدمار والفوضى مآلها الفشل الذريع والخسران المبين، لأن أبطال القوات المسلحة والأمن الاوفياء والشرفاء أبناء شعبنا سيكونون لهم بالمرصاد، ولن يحققوا مشاريعهم وغاياتهم الخبيثة الدنيئة، فلا يحيق المكر السيئ إلا بأهله..


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-23152.htm