الإثنين, 26-سبتمبر-2011
الميثاق نت -  يحيى علي نوري -
كان واضحاً وجلياً أن المبادئ والقيم والمثل التي قام من أجلها المؤتمر الشعبي العام في الـ24 من أغسطس 1982م مثلت جميعها حالة من الامتداد الطبيعي لبيان الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر الذي أكد على حق الشعب في الممارسة السياسية المسؤولة وتفجير طاقاته وامكاناته الحضارية باتجاه استعادة مجده الحضاري التليد.
ولاريب أن ما عبرت عنه أدبيات ووثائق المؤتمر الشعبي العام من تأكيدات قاطعة لا تقبل اللبس أو التشكيك في عظمة روح انتماء المؤتمر لروح الثورة اليمنية المتجددة.. ما اكسب فعله ونشاطه على الساحة اليمنية وعلى مختلف جوانبها واصعدتها حالة من الثورية المؤمنة بعظمة رسالة الثورة اليمنية وعظمة الأهداف التي يحاول بلورتها انتصاراً للشعب ولأهداف الثورة الخالدة..
وحقيقة إن المتتبع للعديد من المحطات المهمة- التي مثلت فتوحات حقيقية للمؤتمر على طريق ترسيخ وتجذير أهداف الثورة اليمنية- سيجد روح الثورة متجلية في برامجه ومناشطه وعلى مستوى مختلف الجوانب والأصعدة وإلى حدود عجز أعداء الثورة عن ايجاد الذرائع التي من شأنها أن تشكك في عظمة ولاء المؤتمر للثورة وانتصاره الكامل وبلا حدود لأهدافها العظيمة.
ولعل التقديم التاريخي للميثاق الوطني الذي سطره فخامة الأخ علي عبدالله صالح قد وضع المدماك القوي والصلب الذي انطلق من خلاله العمل المؤتمري المنتصر للثورة اليمنية وأهدافها حيث أكد فخامته على أن ظروفنا الواقعية واحتياجاتنا الوطنية وما يمليه منطق الثورة الذي يجب أن يهيمن على كل جهودنا المتواصلة وتجاربنا قد اعطى المؤتمر الشعبي العام نفساً ثورياً قل أن نجد له مثيلاً في الحياة السياسية والحزبية اليمنية.. كما أن هذا التأكيد قد ضمن مبكراً للنشاط المؤتمري المزيد من النجاح والألق ومقدرته على مواكبة مسيرة الثورة اليمنية ولم يتأثر يوماً أحد نشاطاته ومواقفه السياسية المبدئية والثابتة إزاء الثورة اليمنية بأي تصورات خاطئة في قراءته لمعطيات المشهد اليمني وحاجته الماسة إلى المزيد من الزخم الثوري باتجاه المزيد من بلورة أهداف الثورة اليمنية على الواقع العملي.
كما أن ذلك جعل المؤتمر الشعبي العام يواصل مهامه ومسؤولياته الوطنية تجاه الوطن والشعب برؤى أكثر استجابة لهذه التحولات المتسارعة وقدرة فائقة أيضاً على تعاطيه مع مختلف الأحداث العظيمة التي شهدتها الساحة اليمنية منذ قيامه حتى اليوم.. حيث اثبت أكثر من مرة قدرته الفائقة في التغلب على مختلف الصعوبات والعراقيل التي واجهت مسيرة الثورة وبروح مليئة بالصمود والتصدي لكافة الممارسات التي حاولت اضعاف مسيرة الثورة واعاقتها.
هذا يعني أن تسلح المؤتمر الشعبي العام برؤى الثورة ووفاءه لنضال الشعب اليمني والإدراك الكامل لمتطلبات اليمن الجديد قد أكد على ذلك في مضامين ميثاقه الوطني وظل يرفده من وقت لآخر ما جعله يستشعر عظمة رسالته الوطنية وقضيته الاستراتيجية المتمثلة في السير باليمن صوب الأهداف العظيمة التي قام من أجل تحقيقها خدمة للشعب وثورته المباركة التي مثل قيامها وفق أدبيات وفكر المؤتمر الشعبي العام وعلى رأسه الميثاق الوطني «قمة النضال الوطني» التي يتطلب منه دوماً وأبداً التفكير والتروي إزاء كل ما يوليه من اهتمام بمسيرة الثورة وبحيث تتسم برامجه ومناشطه السياسية بمزيد من الرؤية الثاقبة والعميقة المحددة بدقة متناهية معالم التغيير الحضاري الذي ينشده شعبنا لاحداث التحولات الكبرى التي من شأنها ان تغير تماماً من وجه الحياة اليمنية..
المؤتمر وتحديات الثورة
ولاريب أن المؤتمر الشعبي العام اليوم وفي ظل ما يحاك ضد شعبنا من تآمرات وبالذات استهداف ثورة الشعب المباركة (سبتمبر وأكتوبر) يواصل وبعنفوان ثوري متسلح بالوعي والرؤية الثاقبة مواجهة كل هذه التحديات بروح أكثر ثورية وأكثر تمسكاً بقيم الثورة السبتمبرية والإيمان المطلق بديمومتها واستمرارية عطائها وهي روح ليس من السهولة على أعداء الوطن خفض حيويتها وقوتها لكونه روحاً متدفقة في عطاءاتها الوطنية المسؤولة المستمدة بوعي ثاقب من كافة تفاصيل الحركة الوطنية اليمنية وأهدافها وتطلعاتها منذ مرحلة مبكرة والمتوجة أيضاً بروح الثورة الأم التي انطلقت في 1962-1963م.
كما أن هذا التسلح سيظل السر الذي يكسب اسهامات المؤتمر فاعلية وحيوية أكبر وقدرة على مواكبة التحولات والمتغيرات وهو أمر نطمئن كل شعبنا أن المؤتمر الشعبي العام وبما يمتلكه اليوم من رصيد هائل في العمل الوطني المنتصر لأهداف الثورة وفهمه وإدراكه طبيعة التحديات الراهنة ستمكنه بإذن الله من تجاوز الأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد من خلال معالجات ناجعة ووضع حد لكافة السلبيات والمنغصات التي يعاني منها شعبنا.
وهي معالجات يحرص المؤتمر على أن تكون متسلحة من حيث العمق والتشخيص الدقيق للمشهد السياسي اليمني بروح الثورة اليمنية وتأكيد قدرتها على السير بالوطن نحو المستقبل الأفضل وهو المستقبل الذي وعد به المؤتمر الشعبي العام جماهير شعبنا في الانتخابات الرئاسية حيث حرص على تقديم برنامج انتخابي وعد بيمن جديد ومستقبل أفضل مثلت كافة أهدافه ومضامينه قراءة مبكرة للأزمة الراهنة والتي لم يكن لها أن تحدث لو أن أطراف العمل السياسي وضعوا أيديهم بيد المؤتمر الشعبي العام وابتعدوا عن المزايدات والمناكفة السياسية التي ساعدت على تفاقم الأزمة الراهنة بسبب التهور لبعض الأحزاب في المعارضة وسيرها باتجاه المجهول من أجل تحقيق مصالح ضيقة..
وخلاصة.. إننا نثق أن المؤتمر الشعبي العام بقيادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام سيتجاوز الأزمة الراهنة وسيضيف إلى رصيده انجازاً جديداً ليضاف إلى رصيد انجازاته الهائلة المنتصرة لليمن والثورة اليمنية المتجددة.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-23165.htm