الإثنين, 26-فبراير-2007
‮‮ ‬گتب‮/ ‬أمين‮ ‬الوائلي -
في‮ ‬تعليقهم‮ ‬على‮ ‬قرار‮ ‬مشروع‮ ‬مساعدات‮ ‬الألفية‮ ‬الأخير‮ ‬بإدراج‮ ‬اليمن‮ ‬ضمن‮ ‬المستفيدين‮ ‬من‮ ‬الدعم‮ ‬السنوي‮ ‬الذي‮ ‬يرصده‮ ‬البرنامج‮ ‬الأمريكي‮ »‬رحَّب‮« ‬فرقاء‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮- ‬على‮ ‬استحياء‮- ‬بالقرار‮.‬
»رحَّب« فقط، هذه جعلتنا نتذكر للمشترك موقفاً سابقاً من نفس القضية وحين كان القرار سلبياً تجاه المساعدات لليمن وكيف أنه »رحَّب« و»سهَّل« و»كبَّر« و»هلَّل« لقرار تعليق المساعدات.. وتقلَّصت المفردات إلى »رحَّب« لوحدها فقط حين صار القرار إيجابياً.. ولم يخلُ الترحيب من منغصات وتفسيرات على جانب من »الخبث السياسي« الذي يوفر ملاذاً- غير آمن بالمرة- لتحاشي الحقيقة كما هي والتهرب من إعلان موقف إيجابي واحد يشهد للحكومة أو ينصفها، أو ينقل شهادات وإنصاف الآخرين من المؤسسات والحكومات كما هي دون تنقيص أو تهوين إذا لم يكن المشترك‮ ‬قادراً‮ ‬على‮ ‬إنصاف‮ ‬الآخر‮- ‬الذي‮ ‬يأخذ‮ ‬لديه‮ ‬وضعية‮ ‬الخصم‮.‬

> وبعيداً عن قضية مساعدات برنامج الألفية، نفس الموقف يسطره فرقاء المشترك في قضية المواجهة مع العناصر الإرهابية في بعض مناطق محافظة صعدة، حيث جمع هذا بذاك لغة التخابث السياسي من جهة، ومن جهة ثانية ذهب الفرقاء مذهباً عويصاً في توظيف القضيتين بطريقة غريبة بالفعل هدفها النهائى- وكما يظهر في منطوق التفاصيل- إعادة الفضل كل الفضل للمشترك في كلا الموضوعين! فإذا كان هناك نجاح أو إيجاب فيما يتعلق ببرنامج مساعدات الألفية، فإنما هو ذلك النجاح، أو الجزء الوحيد منه الذي جاء بفضل جهود »المشترك« لاغير! أما الدولة والحكومة فلا‮ ‬وجود‮ ‬لها‮ ‬في‮ ‬القضية‮ ‬والتقييم‮ ‬برمته‮- ‬إلاَّ‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬السلب‮ ‬وكما‮ ‬سيظهر‮ ‬لنا‮ ‬لاحقاً‮ (!!)..‬
> وإذا كان هناك من »خطر« أو خطيئة في مجمل المواجهات مع العناصر الإرهابية في بعض مناطق محافظة صعدة، فليس هو ذلك الخطر وتلك الخطيئة التي نعرفها جميعاً ويدينها العقلاء في الساحة.. وإنما التفسير »العبقري« الممكن والوحيد في مثل هذه الأحوال هو أن المسئولية كاملة‮ ‬تقع‮ ‬على‮ ‬الدولة‮ ‬والحكومة‮ ‬ومؤسساتها‮ ‬الشرعية‮! ‬لماذا؟
في رأي وتفسير الفرقاء أن السبب دائماً يكمن في تجاهل نصائح وإرشادات المشترك وعدم الأخذ بها، حسبما جاء في تفاصيل بيان المشترك الأخير حول موقف أحزابه بشأن »الأحداث والتطورات في محافظة صعدة« كما ورد في عنوان البيان، ألا يذكّركم هذا ببيانات مشابهة »بشأن الأحداث‮ ‬والتطورات‮ ‬في‮ ‬تورا‮ ‬بورا‮« ‬أو‮ »‬إيرلندا‮ ‬الشمالية‮«‬؟‮! ‬فالذي‮ ‬يقرأ‮ ‬العنوان‮ ‬والبيان‮ ‬يعتقد‮ ‬أن‮ ‬هذه‮ ‬الأحزاب‮ ‬تتحدث‮ ‬عن‮ ‬بلاد‮ ‬بعيدة‮ ‬أو‮ ‬تعلّق‮ ‬على‮ ‬أحداث‮ ‬في‮ ‬وطن‮ ‬آخر‮ ‬لايستحق‮ ‬منها‮ ‬سوى‮ ‬بيان‮ »‬بشأن‮«!!‬
عن‮ »‬رَحَّب‮«..‬
> أما عن »رحَّب« بقرار برنامج دعم الألفية، فإن المشترك إذ اكتفى بعبارة ميّتة كهذه، وحُسب له ذلك موقفاً إيجابياً إلى حدٍ ما، إلاَّ أن قادته وأعضاءه »بجشُوا« صُرتهم على المواقع والصحف وراحوا يسلبون القرار قيمته المادية والمعنوية تماماً، وكأنهم عبارة »رحب« أغاتهم‮ ‬فأرادوا‮ ‬الانتقام‮ ‬من‮ ‬أنفسهم‮.. ‬لا‮ ‬لشيء‮ ‬إلاَّ‮ ‬لأنها‮ ‬تعترف،‮ ‬ولو‮ ‬من‮ ‬بعيد،‮ ‬بإيجاب‮ ‬واحد‮ ‬للسلطة‮ ‬والحكومة‮ ‬وهذا‮ ‬لديهم‮ »‬خط‮ ‬أحمر‮«!!‬
> على أن هذه الارتدادية حملت كماً وافراً من التناقضات الموقفية والآراء المتضاربة مع أقدامها حتى.. بطريقة لانفهمها ناقض الفرقاء مواقفهم وتقييماتهم السابقة بخصوص برنامج أو مؤسسة »الألفية« عموماً وقراراتها خصوصاً، وخصوصاً تجاه اليمن.
> كانوا يقولون إنها »مؤسسة دولية« معتبرة، ومعاييرها »صارمة« و»شفافة« وقراراتها دامغة لا يأتيها باطل أو ينقصها حق.. كان ذلك في التعامل والترحيب مع القرار الأول »حرمان اليمن من المساعدات«.. والعنوان الجامع لكل ذلك هو الاستشهاد بالقرار ضد الحكومة ولمصلحة الحالة‮ ‬المعارضة‮ ‬بماهي‮ ‬عليه‮ ‬من‮ ‬قنوط‮ ‬ومكايدة‮ ‬وإلغائية‮ ‬تامة‮.‬
> أما وقد قررَّت مؤسسة »الألفية« الشهادة لليمن وإنصافها وإعادة إدراجها ضمن برنامج المساعدات السنوية، فالقول يختلف والرأي ينعكس ولم تعد هذه المؤسسة أو برنامج صندوق الألفية إلاَّ »أداة من أدوات السياسة الخارجية الأمريكية« بحسب وصف محمد الصبري القيادي الناصري في اللقاء المشترك لـ»نيوزيمن« ليس هذا فحسب، بل يذهب الصبري أبعد من ذلك بقوله إن هناك »معيار آخر مرتبط بمصالح أمريكية« يتبعه البرنامج في تقديم مساعداته، رغم اضطراره إلى الاعتراف بأن »الديمقراطية والإصلاحات هي إحدى معايير صندوق الألفية«.
أما أغرب ما قاله القيادي »المشتركي« فهو أن »التطورات الأخيرة في صعدة والصومال وصولاً إلى الخليج« تدل على أن »اليمن في المرحلة الأخيرة اختارت أن تسير ضمن استراتيجية أمريكية«.. لن يفهم أحد معنى الربط والاستنتاجات المترتبة، ولكن الصبري يندفع نحو استنتاج غريب وهو‮ ‬أن‮ ‬ذلك‮ ‬كله‮ ‬يعني‮ ‬في‮ ‬النهاية‮ ‬أن‮ ‬برنامج‮ »‬الألفية‮« ‬ليس‮ ‬نزيهاً‮ ‬في‮ ‬قراراته‮ ‬وأن‮ »‬هناك‮ ‬معيار‮ ‬آخر‮ ‬مرتبط‮ ‬بمصالح‮ ‬أمريكية‮«!!!‬
‮> ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬القدر‮ ‬من‮ ‬العك‮ ‬وإجهاد‮ ‬النفس‮ ‬والتناقض‮ ‬يضطر‮ ‬إليه‮ ‬المعارض‮ ‬لكي‮ ‬ينفي‮ ‬عن‮ ‬دولته‮ ‬وحكومته‮ ‬صفة‮ ‬الاستحقاق‮ ‬وشهادة‮ ‬النجاح‮ ‬أو‮ ‬الإيجاب‮.‬
وبالطبع لم يقل، لا الصبري ولا غيره في المشترك شيئاً كهذا من قبل يوم كان القرار بالمنع والحرمان.. فقط رحبوا وسهلوا وهللوا وكبروا وتغنوا بمحاسن ومعايير برنامج الألفية دون التطرق إلى »معايير أخرى« أو »أداة سياسية«.. ومن الواضح أن البرنامج يتبع الخارجية الأمريكية‮ ‬وبالتأكيد‮ ‬هو‮ »‬أداة‮ ‬من‮ ‬أدوات‮ ‬السياسة‮ ‬الخارجية‮ ‬الأمريكية‮« ‬لايحتاج‮ ‬الأمر‮ ‬إلى‮ ‬ذكاء‮ ‬أو‮ ‬ما‮ ‬شابه‮ ‬لاكتشاف‮ ‬ذلك،‮ ‬ولن‮ ‬يكون‮ ‬برنامج‮ ‬مساعدات‮ ‬تنموية‮ ‬أمريكية‮ ‬أداة‮ ‬للسلفادور‮ ‬مثلاً‮!! ‬أليس‮ ‬كذلك؟
سرقة‮ ‬النجاح‮ ‬بطريقة‮ ‬مدهشة
> هذا فيما أن علي الوافي القيادي في حزب الإصلاح اعتبر قرار صندوق الألفية إعادة اليمن إلى عتبته »بادرة طيبة« زيادة على »رحَّب«، إلاَّ أنه عاد وقال لـ»نيوزيمن« إن القرار »غض الطرف« عن معايير تطبيق المؤشرات على صعد الديمقراطية والإصلاحات و.. الخ! كيف تكون إذاً »بادرة طيبة« وهو على هذه الحيثية؟! وعلى ذلك فإن »الصورة متشائمة والأمر لايقبل الانتظار« ولهذا فقط جاء قرار البادرة الطيبة، وليس لسبب آخر، مثل الإشادة بالديمقراطية والانتخابات والإصلاحات في اليمن، مع أن هذا الكلام قالته إدارة الصندوق ورئاسته، إلاَّ أنه في‮ ‬رأي‮ ‬المعارضين‮ ‬لا‮ ‬قيمة‮ ‬له‮ ‬والقيمة‮ ‬كلها‮ ‬فيما‮ ‬يقولونه‮ ‬هم‮ ‬وكيفما‮ ‬فسروا‮.‬
> يطول الكلام عن هذه التناقضات.. إلاَّ أن أطرف تعليق جاء به رجالات المشترك هو أنه إذا كان هناك من إيجاب ونجاح شهد به وله قرار مساعدات الألفية فسيكون بسبب معيار الانتخابات والتنافس الديمقراطي الذي شهدته، وبالتالي سيكون المشترك وحده »ساهم بقراراته الجادة والشجاعة‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬المنافسة‮ ‬في‮ ‬الانتخابات‮ ‬في‮ ‬تحقيق‮ ‬هذه‮ ‬النتيجة‮«!! ‬بحسب‮ ‬محمد‮ ‬الصبري‮ ‬ذاته‮.‬
> هو المشترك وحده يفعل كل ذلك، ومع سلب صفة النزاهة عن القرار إلاَّ أنه عاد مجدداً واعتبره نجاحاً يُحسب للمشترك وحده.. الدولة »ماشي« والحكومة »مَعْ«! هم وحدهم يجعلون نجاح اليمن نجاحاً خاصاً مقيداً باسمهم، ويدينون به اليمن!
‮.. ‬وعن‮ ‬بيان‮ »‬بشأن‮«‬
‮> ‬وأما‮ ‬عن‮ ‬بيان‮ ‬المشترك‮ »‬بشأن‮«.. ‬فلا‮ ‬يقل‮ ‬معاناة‮ ‬وإرهاقاً‮ ‬عن‮ ‬سابقه‮..‬
> كنا نعتقد أن هذه الكائنات لاتقوم مطلقاً، لكن البيان بدأ هكذا: »وقف المجلس الأعلى للقاء المشترك في .... الخ« وها قد وقف أخيراً، وليته لم يقف وظل ممدداً على حالته النائمة تلك لأن وقفته هذه- لاتعني وقوفاً حقيقياً بمعنى »سنَّب« إذا شئتم، بل جلس واتّكأ- جاءت على‮ ‬حساب‮ ‬موقفه‮ ‬الوطني‮ ‬من‮ ‬قضية‮ ‬بحجم‮ ‬المواجهات‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬مناطق‮ ‬صعدة‮ ‬مع‮ ‬عناصر‮ ‬التخريب‮ ‬والفتنة‮.‬
> وبغض النظر عن مجمل سقطات ولا موضوعية البيان برمته، إلاَّ أن الضرورة تقتضي اقتباس هذا الجزء لوحده: »إن اللقاء المشترك يعلن أن السلطة لو أنها تعاطت بمسئولية مع الأسس التي طرحها المشترك في مواقفه السابقة لحل هذه المشكلة لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه... الخ‮«!!‬
هذا يعني أن سبب المشكلة ومايحدث بسيط للغاية وهو أن »أسس« المشترك لم تنفذ.. فقط؟! لا شيء حول الإرهاب والأسلحة والعنف وطرد وتهجير المواطنين والتمويلات الخارجية- والداخلية- التي يتلقاها هؤلاء ليقاتلوا الدولة ويقتلوا عشرات الجنود.. فقط »أسس« المشترك تحمل التفسير‮ ‬والحل‮ ‬السحري،‮ ‬أليست‮ ‬هذه‮ ‬ذاتية‮ ‬مريضة‮ ‬وحجباً‮ ‬للتفسيرات‮ ‬والقراءات‮ ‬الموضوعية‮ ‬المنصفة؟‮!‬

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 05:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2319.htm