محمد أحمد عبدالله -
كلمة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام في الاجتماع المشترك الذي ترأسه بأعضاء مجلسي النواب والشورى بحضور الاخ المناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام يوم أمس الأول السبت- حملت معاني ومضامين وأبعاداً بالغة الدلالة، عميقة الرؤية في التعبر عن طبيعة وحقيقة الظروف والأوضاع التي يمر بها الوطن بكل افرازات احداثها ومسارات تداعياتها السياسية والاقتصادية والأمنية الناجمة عن الأزمة.. بات واضحاً فيها حجم المؤامرة التي تستهدف اليمن وشعبه وامنه واستقراره ومسيرة تنميته التي توقفت بسبب اصرار الانقلابيين على الانقضاض على السلطة بأي ثمن كان غير مبالين بالاضرار الكبيرة التي لحقت بالبلاد والعباد ونتج عنها معاناة يكابدها المواطن اليمني في حياته المعيشية بل وراحوا يعمقونها بتعمدهم قطع الطرقات والاعتداء على المواطنين وضرب المنشآت الحيوية كالكهرباء ونهب الممتلكات العامة والخاصة ملحقين الدمار والخراب في كل مكان طالته أياديهم الآثمة التي أوغلت في سفك دماء اليمنيين وفي مقدمتهم منتسبو القوات المسلحة والأمن الأبطال الميامين في أمانة العاصمة مروراً بتعز وأبين وارحب ونهم وهم من خلال ذلك يريدون ان يضعوا اليمن وأبناءه أمام خيار اما الوصول الى السلطة او الدمار والخراب والفوضى، لكن صمود شعبنا وفي طليعتهم الشرفاء والمخلصون الواعون لمخطط الانقلابيين مستوعبون المؤامرة في حجمها الداخلي وبعدها الخارجي على الوطن وحاضره ومستقبله.
حديث فخامة الاخ الرئيس في هذا السياق كان صريحاً وشفافاً وهو يشير الى الرسائل التي حاولت الضغط عليه لاجباره التخلي عن الثقة التي منحها له الشعب عبر صناديق الاقتراع في انتخابات شهد بتنافسها وحريتها وشفافيتها العالم وفي الصدارة الدول الكبرى التي حمل أحد مسؤوليها رسالة ضغط تهدف الى الدفع بفخامته للتخلي عن شعبه بترك السلطة لاولئك الانقلابيين ومن لف لفهم من المرتزقة والفوضويين من شذاذ الآفاق.. إلا انه ومن موقع الزعامة الوطنية التاريخية المخلصة والامينة على شعبه والثقة التي اعطاها له فقد أكد بقوله: أنا لست رئيس ترنزيت بل رئيس منتخب لبلد ديمقراطي تعددي تنتقل السلطة فيه وفقاً لمبدأ التداول السلمي للسلطة تنبثق من انتخابات حرة ونزيهة تحقق الشرعية الدستورية مجسداً بذلك روح المسئولية الوطنية والحرص على اليمن ووحدته وامنه واستقراره الذي عاد اليه ليواصل السير مع خيار شعبه وبما يحفظ مكاسب وانجازات ثورة 26سبتمبر و14أكتوبر الخالدة والنهج الديمقراطي الذي اختاره شعبنا العريق لبناء دولته المؤسسية الحديثة.
من هنا نتبين حقيقة ان الاخ الرئيس علي عبدالله صالح لم يكن في يوم من الايام تابعاً يأتمر من هذه الدولة او تلك مهما علا شأنها لأنه يستمد شرعيته من الشعب اليمني ودستوره واي انتقال آمن وسلس للسلطة لايكون إلا عبر صناديق الاقتراع..لهذا عاد فخامته الى الوطن يحمل في يده غصن الزيتون وفي الأخرى حمامة السلام فليس من سجاياه وخصاله الحقد والكراهية والانتقام والثأر حتى من اولئك الذين ارتكبوا تلك الجريمة الارهابية الغادرة التي تعرض لها ومعه كبار مسئولي الدولة وهم يؤدون صلاة اول جمعة من شهر رجب الحرام والتي لايقوم بها إلا من تجرد من كل المبادئ والقيم الدينية والانسانية مع ذلك يعود بعد ان تحمل الألم والمعاناة الجسدية والنفسية لهذه الجريمة الشنعاء ليلملم جراحات وطنه بفعل هذه الازمة بالحوار السياسي الصادق والجاد الذي يجنب اليمن السقوط في هاوية الصراعات والحرب الاهلية ووضعه على دروب الامن والامان والنهج الديمقراطي التعددي..
من كلمة الاخ الرئيس هذه لاعضاء مجلسي النواب والشورى وعبرهم الى كل ابناء شعبنا نخلص الى ان السلطة لم تكن في يوم من الأيام بالنسبة للرئيس علي عبدالله صالح غاية في ذاتها او مغنماً بل كانت وسيلة لخدمة وطنه وشعبه وتحقيق متطلباته في النهوض والبناء والتنمية وتطلعاته في التقدم والرقي والازدهار والرفاهية.