عبدالفتاح الازهري - بعد المواقف القوية والضاغطة من الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن وعلى وجه الخصوص روسيا والصين وبريطانيا باتت الاسرة الدولية أكثر قناعة على أن الأزمة السياسية في اليمن تختلف عن الثورات العربية ولا تستوجب استصدار قرارات من مجلس الأمن، بل تحتاج الى حلول سلمية وموضوعية تقوم على المبادرات ومواصلة الحوار بين السلطة والمعارضة لتجاوز الأزمة الراهنة..
عبدالفتاح الازهري
وترى روسيا وهي احدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن انه من الضروري ان يدعو مشروع قرار يخص اليمن في حال تقديمه الى مجلس الأمن الدولي الحكومة والمعارضة في اليمن الى وقف العنف ومواصلة الحوار.. ذلك ما صرح به الموقف الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش مؤكداً لقناة «روسيا اليوم» ووكالة «انباء موسكو» ان مجلس الامن لم يتلق أي مشروع قرار بشأن اليمن حتى الآن.. واذا تم تقديم مشروع قرار فسوف نصر على ضرورة ان يعكس الوضع القائم في هذا البلد، كما هو حقيقة ويشجع كلا الطرفين -الحكومة والمعارضة- على وقف المواجهات ومواصلة الحوار وتأييد جهود الوساطة الدولية لتحقيق التسوية الدائمة في اليمن.. وهو الأمر الذي فسره العديد من المراقبين والمحللين الدوليين على انه تلميح من روسيا بأنها ستستخدم حق النقض «الفيتو» في مجلس الامن ضد أي مشروع قرار أممي بشأن اليمن.
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض في مجلس الأمن «الاربعاء الماضي» ضد مشروع قرار اممي تقدمت به الدول الاوروبية لادانة سوريا.
الطرق السلمية
بدورها كان للصين وهي ايضاً احدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي نفس الموقف الروسي، حيث جددت الحكومة الصينية تأكيداتها بأنها ستلتزم وتؤيد أي توجه دولي يتبنى الحل السلمي للازمة في اليمن.
وتؤكد بيجين على دعوتها جميع الاطراف المعنية في اليمن الى حل النزاعات بالحوار والطرق السلمية.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي قد قال «الاربعاء الماضي» ان الصين باعتبارها دولة صديقة لليمن تأمل في ان تنجح اليمن في استعادة الاستقرار والامن في أقرب وقت ممكن.. مضيفاً ان الصين تجدد دعوة جميع الاطراف في اليمن الى حل النزاعات عن طريق الحوار وغيره من الطرق السلمية..
وهو الأمر الذي اعتبره العديد من المراقبين والمحللين عرب وغربيين بأن تطابق موقف بيجين مع موسكو ينذر الاسرة الدولية بخصوصية الأزمة السياسية في اليمن، وانهما لن يترددا باستخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الامن لتعطيل ورفض مشروع أي قرار أممي تجاه اليمن لايتبنى الحوار والطرق السلمية لحل الازمة.
تلك الرؤى للمواقف الروسية والصينية اختزلتها ايضاً صحيفة «البيان» الاماراتية «الجمعة الماضية» بالقول في تقرير لها بعنوان : «أي قرار دولي مصيره شبكة الفيتو» بأن التأكيدات الصادرة من الحكومة الصينية والمطابقة للموقف الروسي برفض القرارات الاممية وتأييد الحلول السلمية والحوار بين الاطراف اليمنية جعل المعارضة اليمنية تخشى من تكرار موسكو وبيجين الموقف الذي اتخذتاه الاسبوع الماضي تجاه العقوبات التي كان مجلس الامن ينوي فرضها على النظام في سوريا.
مبدأ الحوار
من جانبه أكد السفير البريطاني لدى اليمن جوناثان ويلكس في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته «الجمعة الماضية» ان مايحدث في اليمن هو ازمة سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى وان مايحتاجه اليمن على الصعيد السياسي هو حل سلمي وسريع.
ورفض ويلكس اعتبار مايجري في اليمن ثورة شعبية وقال : هناك أزمة سياسية خطيرة في اليمن.. والموقف البريطاني واضح يتمثل في ايجاد حل سلمي وسريع.. بالطبع بريطانيا تفضل هذا الحل، وكانت هناك من قبل بريطانيا وعدد من الدول العربية والاوروبية والولايات المتحدة.. نجحنا في شهر «ابريل» الماضي في بلورة صيغة معقولة تمثلت في المبادرة الخليجية وهي صيغة لاتزال قائمة..
وكان هناك حوار خلال الاشهر الماضية حول كل المشاكل الموجودة في البلاد لايجاد اتفاق حول تفاصيل الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية..
السفير البريطاني بصنعاء ورداً على سؤال حول امكانية اقدام مجلس الامن الدولي على استصدار قرار بفرض عقوبات على اليمن، قال: ليس هناك حديث او نقاش حول عقوبات الآن، لماذا؟؟ لأننا اولاً لانريد ان تؤدي العقوبات الى مزيد من المعاناة للشعب اليمني.. كما لايوجد أي نقاش حول عقوبات على الاشخاص لأن هناك عملية حوارية جارية، ونحن نود ان يستمر هذا الحوار، وهذا الوضع بالطبع يختلف مقارنة بالوضع السوري ولذلك نعتقد ان يكون النقاش بين الدول الكبرى في مجلس الامن الدولي حول اكمال الحوار وتبني المبادرات الخارجية مثل المبادرة الخليجية..
اتجاه مغاير
وبالمقابل يرى مراقبون ومحللون ان الموقف المعارض لروسيا والصين داخل مجلس الامن الدولي تتبناه فرنسا ودول اوروبية.. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنارفاليرو قد قال في مؤتمر صحفي «السبت» ان فرنسا بدأت في اجراء مناقشات حول المسألة اليمنية في الامم المتحدة.. واضاف : نحن نعمل ولقد بدأت في الواقع مناقشات بهدف الحصول على قرار في مجلس الامن..
موضحاً ان تلك المناقشة ستتم على الأرجح في لوكسمبورغ في اجتماع وزراء الخارجية اليوم «الاثنين»..
على ذات الصعيد أكدت مصادر اعلامية في الامم المتحدة ان مبعوث الامين العام للامم المتحدة جمال بن عمر سيقدم الى الامم المتحدة غداً «الثلاثاء» تقريره حول زيارته الاخيرة الى بلادنا وهي الخامسة دون ابداء مزيد من التفاصيل..
غير ان جمال بن عمر مستشار الامين العام للامم المتحدة والمبعوث الدولي الخاص الى بلادنا كان قد أعلن الاسبوع الماضي في صنعاء قبيل مغادرته انه يتوقع حدوث انفراج للازمة اليمنية قريباً جداً..
وقال: ان الامم المتحدة قد حثت كل الاطراف السياسية في اليمن على سرعة الجلوس الى مائدة الحوار لبحث سبل الخروج الناجع والآمن للازمة السياسية اليمنية.. وان اليمنيين هم وحدهم من بيدهم حل الازمة ووقف التدهور المتواصل في الأوضاع السياسية والاقتصادية.
|