ثامر السفياني -
لا يختلف اثنان على أن المتمرد علي محسن أبدع كثيراً في أداء دور المهرج المرتدي ثوب الثائر ليكون بذلك اشبه ببطل مسرحية «الزعيم» عادل إمام، رغم الثقة العمياء التي يمنحها الجمهور في قاعة المسرح للواء وقدرته على تجاوز جولة كنتاكي أو جولة عصر..
بعد أكذوبة الكمبيوتر الغلطان التي تحدث فيها علي محسن عن انتخابات 2006م الرئاسية وكيف أعلن فوز مرشح المعارضة رغم أن الكمبيوتر لايتحدث- وهذا ما يجهله اللواء علي محسن- خرج لنا هذه المرة القائد الهمام بفتح جديد سماه مكالمة تلفونية من الرئيس لأولاده حملت الكثير من التهريج الذي دأب علي محسن أن يطفح به إلى أتباعه.
كان أنصار علي محسن ومؤيدوه يعتبرونه قائداً عسكرياً وبطل حرب ومقاتلاً مغواراً لكنهم اكتشفوا بعد ثلاثة عقود أنه لس سوى مهرج كبير وان خشبات المسارح خسرت بوجوده في الجيش شخصاً مهماً كان بإمكانه أن يحدث طفرة في عالم التهريج والهزلية والفكاهة.
اللواء المتمرد يقول إن الرئيس اجتمع مع أولاده وأولاد أخيه لمدة أربع ساعات ثم اتصل بهم بعد دقائق ليبلغهم بقرار الحرب على الحصبة.. فهل كان علي محسن موجوداً في الاجتماع، وعسكر زعيل، ليخجل الرئيس من التحدث إلى نجله أحمد أو يوجهه باتخاذ الإجراءات التي يراها مناسبة ليؤجل ذلك إلى اتصال تلفوني من كبينة الفرقة الأولى مدرع بعد دقائق فقط من انتهاء الاجتماع.
الآن فقط أدرك أبناء اليمن وأفراد المؤسسة العسكرية لماذا كانت عصابة متمردة في صعدة تتصلب أمام قوات الجيش في حروب عدة.. وكيف أن مهرجاً برتبة لواء هو من يقود هذه الحرب وليس قائداً عسكرياً يحترم رتبته ومكانته وتاريخه العسكري.
هناك من يقول إن علي محسن وقع ضحية عسكر زعيل المسكون بعقدة جولة كنتاكي حيث يورد في كل مداخلاته من أقبية الفرقة الأولى أن جولتي كنتاكي وعصر لن توقفا زحفه متى أراد، مع العلم أنه هو من بشر بالسيطرة على جولة كنتاكي الشهر الماضي ليجد نفسه مطروداً منها بقوة مكافحة الشغب وليس الحرس الجمهوري الذي يصاب علي محسن وزعيل بالدوار حين يُذكر لهم..
الطريف في المكالمة التي أجراها الرئيس من كبينة علي محسن في الفرقة أنها أظهرت كذلك علي محسن كشخص يتملكه غباء كبير، فكيف بربكم شخص يعيش مع رئيس الجمهورية أكثر من ثلاثين سنة ولايفهم لهجته وطريقة كلامه، ناهيك عن أنه من نفس بلاده وعاشا مرحلة الطفولة والشباب سوياً- جنّبكم الله ما ابتلى به قائد الثورة الهمام- وكيف سرد نص مكالمة بلهجة عامية مخلوطة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب؟!
أخيراً نقول للواء المتمرد علي محسن إن بإمكانه خدمة الشباب المعتصمين في ساحة الجامعة من خلال انشاء مسرح في إحدى ساحات الفرقة الأولى مدرع وإدارته للترويح عن الشباب وعسكر زعيل ومحمد قحطان اللذين أصابهما الملل واليأس جراء تعثر مراحل الحسم الثوري التي تغنوا بها كثيراً ليجدوا أنفسهم محشورين في أقبية الفرقة الأولى مدرع ويكلفوا سبأفون متاعب انشاء محطة لتقوية الارسال حتى يتمكنوا من التواصل والتنفيس عن أنفسهم.