الإثنين, 24-أكتوبر-2011
الميثاق نت -  د. علي مطهر العثربي -
< يقول المفكرون السياسيون ان التفكير السياسي المستنير يبدأ بوضع التصورات لطبيعة سلطة الدولة ومن ثم تحليل الواقع وانتقاده، وعلى ضوء ذلك وضع تصورات عملية لما ينبغي أن تقوم به الدولة، هذا القول لدى المفكرين السياسيين قبل الميلاد وبعد الميلاد وقبل هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعدها وحتى اليوم، بمعنى أن حقائق الفكر السياسي المستنير أزلية، وليست وليدة لحظة زمنية معينة، والسبب يعود الى أن تلك الافكار هي نتاج التعامل اليومي مع الحياة وتفاعلاتها المختلفة، فبدون التصورات والتحليل والاستنتاج يظل من يخوض في هذا الاتجاه كمن يحرث في البحر.
إن الأزمة السياسية في اليمن قد عرت القوى السياسية في أحزاب اللقاء المشترك وكشفت مخزونها الاستراتيجي الفكري ليكتشف الباحث في مجال العلوم السياسية أن هذه القوى ليس لديها فكراً استراتيجياً مستنيراً تستطيع من خلاله معرفة الماضي والاستفادة من تجاربه ودراسة الواقع دراسة علمية موضوعية وتبني على ما استنتجه من كل ذلك المستقبل، بل قد يكتشف الباحثون السياسيون أن تكتل اللقاء المشترك بحكم وجود ثلاثة اتجاهات في تكوينه هي القوى التقليدية الراغبة في التسلط والقهر والاستعباد لأبناء الشعب، والثاني المناطقي الفئوي الذي لا يؤمن بالوحدة، والثالث الغوغائي الذي لا يمتلك ماضياً ولا حاضراً ولا يستطيع أن يصنع المستقبل، بهذه الاتجاهات الثلاثة أصبح تكتل اللقاء المشترك حقيراً وعلى مدى عشرة أشهر حتى اليوم لم يظهر تكتل المشترك كأحزاب وتنظيمات سياسية منفتحة على الآخر وقابلة بالتعايش السلمي ومؤمنة بالتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع الحر المباشر، وتحترم الأغلبية التي صنعت الشرعية الدستورية، بل لم يستطع تكتل المشترك أن يظهر بصورة حضارية ومدنية تحترم الديمقراطية والتعددية السياسية نتيجة لتلك الاتجاهات الثلاثة التي سيطرت على التكتل وحولته من الصورة الحضارية والمدنية الى صورة الظلام والجهل والاستعباد والقهر والنعرة الانفصالية والغوغائية العبثية.
إن سيطرة الاتجاهات الثلاثة على تكتل اللقاء المشترك قد دفعته الى العدوانية وإنكار الحقائق ورفض الحوار والهروب من الكيانات الحزبية الشرعية الى كيانات سعت الاتجاهات المسيرة الى تشكيلها بعيداً عن الشرعية الدستورية، وكان الهدف واضحاً هو العمل بما ليس شرعياً وايصال البلاد الى مرحلة الفراغ الدستوري، والعودة الى عهود الجهل والذل والتركيع والاستعباد لأبناء الشعب عبر الاتجاهات الثلاثة المسيطرة في ذلك التكتل الاعمى.
إن تعامل اللقاء المشترك مع الشعب على مدى عشرة اشهر بتلك العدوانية والهمجية لم يزد الشعب اليمني الا تمسكاً وصلابة ومتانة وثباتاً لم يحدث من قبل، على اعتبار أن تعامل اللقاء المشترك مع الشعب قد خلق القناعة بأن هذه القوى لا تمتلك رؤية وطنية مستنيرة تبعث الأمل، لأن النوايا سبقت الاقوال وفضحت المستور، ثم جاءت الافعال المجرمة ديناً وعرفاً وقانوناً وإنسانية لتضع أمام الشعب عين الحقيقة.
إن ما فرضته الاتجاهات الثلاث في اللقاء المشترك على المكونات المدنية والحزبية لأحزاب المشترك كاد أن يقطع الطريق على العقل والفكر المستنيرين داخل أحزاب المشترك، بل استطيع القول بأن تلك الافعال المجرمة قد حالت دون ظهور المستنيرين الذين يرومون المدنية ويحترمون التعددية الحزبية والديمقراطية ويؤمنون بالتداول السلمي للسلطة ويرغبون في الانتخابات الحرة والمباشرة الى تمكن الشعب من اختيار من يرى فيه القدرة على استكمال مسيرة البناء والتعمير، ولذلك نقول للخيرين والمستنيرين في أحزاب المشترك بأن الطريق السليم للوصول الى السلطة هو الانتخابات الحرة المباشرة، فخاطبوا الشعب واتركوا الاستقواء بالغير، لأن الشعب لن يركع الا لله الواحد القهار وأن شرعيته الدستورية إرادة ينبغي الحفاظ عليها واحترامها حتى يحترمكم الشعب بإذن الله.



تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-23621.htm