الإثنين, 31-أكتوبر-2011
الميثاق نت -  كلمةالميثاق -
أيام ويهل على المسلمين في أرجاء المعمورة عيد الأضحى المبارك حامل نفحات ونسائم روحانية هذه المناسبة الدينية العظيمة لتسرى في النفوس المؤمنة فتتطهر القلوب مما علق بها من أدران الضغائن والأحقاد ومتحررة من اغلال الآثام والذنوب التي جلبتها عليهم مطامع الدنيا الزائلة ليكون التسامي المستلهم المعاني والمضامين والدلالات لفريضة الحج من أركان الإسلام ليقفوا بين يدي ربهم متساوين لا فرق فيه بين كبير أو صغير، غني أو فقير في عرفات الله رافعين أيديهم لايرجون إلاّ العفو والمغفرة من ربهم سبحانه وتعالى وأن يتوب عليهم جميعهم بشر خطاؤون وخير الخطائين التوابون..
وهكذا فإن الحج فريضة تعبدية يلتقي فيها المسلمون على اختلاف اعراقهم وألوانهم وألسنتهم في مكان واحد يناجون خالقهم بلغة واحدة في أكبر تجمع يشهده العالم عبر التاريخ مجسدين عظمة مبادئ وقيم دين الرحمة والتسامح والأخوة الإيمانية في الله ويفرحون باكمال مناسك هذه الفريضة ويفرح معهم كافة المسلمين، فكون عيد الأضحى السعيد الذي يحق لنا في يمن الحكمة والإيمان أن نستقبل هذه المناسبة الجليلة ونعيش افراحها ومسراتها دون منغصات افرازات الأزمة التي طال أمدها..
وهنا نتساءل.. هل يكون العيد مناسبة لمحاسبة النفوس ومراجعة العقول والعودة إلى الطريق القويم الذي دعانا إليه ديننا الإسلامي الحنيف منفذين أوامر المولى عز وجل بالعدل والاحسان والسعي إلى ما فيه خير شعبنا المؤمن الطيب الصبور تجاه ما يقترفه بعض أبنائه بحقه من بهتان وزور وفجور بأعمالهم التي فيها يسفكون الدماء ويعكرون صفو حياته ويزعزعون أمنه وأمانه وسكينته ووئامه لتحقيق مآرب دنيوية فانية لا تستحق إراقة قطرة دم واحدة وليس خراب ودمار وتمزيق وطن وشعب؟! وهل يكون العيد مناسبة للمصالحة والمسامحة والعمل من أجل اخراج اليمن مما هو فيه عبر حوار جاد صادق ومسؤول؟!
خاصة أنه ليس هناك سبب دينياً ووطنياً وأخلاقياً يجعل أياً من اطراف الأزمة يرفض الحوار الهادف البنّاء الحريص على اخراج الوطن من هذه الأزمة التي تحمل الشعب جور تداعياتها التي أوصلته سياسياً واقتصادياً وأمنياً إلى حالة مآساوية شملت كل مناحي حياته ولم يعد أبناء الشعب قادرين على احتمال استمرارها لأن ذلك يعني الكارثة التي لا ينبغي السماح بالوصول إليها ما دام مسارات الخروج منها ممكنة ولم يكن منذ البداية هناك ما يجب بلوغه هذا الحد لولا تطرف بعض اطرافها في مطامحه ومطامعه تاركاً النفس الأمارة بالسوء تفرض أهواءها على منطق الحكمة والعقل الرشيد..
نأمل أن يكون عيد الأضحى المبارك مناسبة للتفكير والتأمل تغتنمها أحزاب اللقاء المشترك وقيادته لتهتدي إلى جادة الصواب وسبل الرشاد بإدراكها أن الخروج من هذه الأزمة لايكون إلاّ سياسياً وسلمياً وديمقراطياً يحققه حوار نابع من نوايا حسنة وجدية غاية جميع من يجلس على طاولته، هو الحل وتجاوز هذه المحنة التي أوصلت تداعيات أحداثها القلوب إلى الحناجر..
نتمنى أن تعي وتستوعب تلك الأحزاب حجم الخطر الذي يحيق بالوطن وأمنه واستقراره وبحاضر ومستقبل أبنائه..
ختاماً.. لا نملك إلاّ التضرع إلى الله أن يلهم الجميع الحكمة والسداد وأن يجنب اليمن وأهله شرور المصائب والفتن، وأن يعيد هذه المناسبة الدينية الجليلة والعظيمة عليهم وعلينا والجميع ينعمون بالأمن والطمأنينة والازدهار..
وكل عام والجميع بخير
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-23732.htm