كلمة الميثاق -
بات الوطن اليمني وأبناؤه في أوضاع وظروف خطيرة تنذر تحدياتها بمعضلات وصعوبات وتعقيدات غير قابلة للفهم والاستيعاب الا ممن حقاً يهمه مصير اليمن ووحدته وأمنه واستقراره ويعي النتائج التي يمكن ان تترتب عما يحدث لحاضره ومستقبله إذا ما استمرت قيادات أحزاب اللقاء المشترك تصر على مواقفها المكابرة والمعاندة تجاه الحلول والمخارج السلمية للأزمة المستفحلة والتي بلغت حافة الكارثة بسبب رفض تلك الاحزاب الجلوس على طاولة الحوار لحل كل الخلافات وفقاً لمصالح الوطن العليا وفي إطار الديمقراطية التعددية والدستور، وهذا لا يكون الا بالتخلي عن أوهام مراوغات ومناورات المشروع التآمري الانقلابي الذي أضحت مكشوفة للداخل والخارج للقاصي والداني، والتعنت من قبل تلك الاحزاب لا يعني الا الاصرار على تحميل شعبنا المزيد من أثمان هذه الأزمة التي بعد أن وصلت الى ما وصلت اليه من وضع كارثي ملامحه واضحة منذ الآن ويدركها كل من له بصر وبصيرة نابعة من روح مسؤولة وحريصة على هذا الوطن ومكاسبه وانجازاته وفي مقدمتها الوحدة والديمقراطية.
إن البديل للحرب والخراب والدمار والفوضى هو التلاقي والحوار بأفق واسع ورؤية عميقة لا مجال فيها لحسابات المشاريع الصغيرة والمصالح الشخصية والحزبية الضيقة ويتركز الهم الحقيقي على كيفية الخروج من هذه الأزمة انطلاقاً من الاساسات المتجسدة في مبادرة الاشقاء بمجلس التعاون الخليجي ومن المضامين التي حملها قرار مجلس الامن وكليهما أكدا على أن الحل بيد اليمنيين وعبر الحوار والذي استطاع الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام على إنجاز اكثر من 85% في هذا المنحى من خلال الحوار مع اللقاء المشترك التي جعلت مما تبقى قضية مستعصية يعطيها كما تتصور مساحة للمناورة والمراوغة والهروب من استحقاقات ما بعد إخراج الوطن من هذه المحنة التي وضع فيها استجابة لأطراف متطرفة في هذه الاحزاب المسؤولة عن التصعيد في كل مرة نصبح قاب قوسين من الخلاص والتجاوز لهذه الازمة مفشلة كل الجهود بما تقوم به من أعمال عنف وتخريب وإقلاق للسكينة العامة على ذلك النحو الذي جرى من قبل العناصر الارهابية التابعة لها في محافظة أبين وعدن أو العصابات المسلحة في أمانة العاصمة وأرحب ونهم والجوف وصعدة وحجة وأخيراً في مدينة تعز نهاية الاسبوع الماضي والهدف إجهاض أي مخرج للأزمة يجنب اليمن وأهله مخاطر الانزلاق الى طريق اللاعودة الذي من أجل تجنبه قدم الرئيس والمؤتمر كل التنازلات أنطلاقاً من قناعة وإيمان أن اليمن وشعبه الحضاري العريق أهم وأكبر وأعظم بما لا يقاس من كافة المصالح الحزبية والشخصية التي طالما تسعى ويسعى البعض الى تحقيقها ولو من خلال المشاريع الانقلابية التي يصر عليها ولو أدى ذلك الى الحرب الاهلية والى سفك دماء اليمنيين والدمار والفرقة والتمزق وهذا ما تصدينا له في الماضي وسنتصدى له اليوم ومعنا الشرفاء والمخلصون والخيرون في هذا الوطن.