عبدالله الصعفاني -
للقرارات التي اتخذتها الجامعة العربية مؤخراً ما بعدها.. ذلك أن تجميد مشاركة الوفود السورية في اجتماعات الجامعة العربية ودعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق وتوجيه رسائل تأييد للجيش المنشق في سوريا سيكون بحق دعوة لخراب لا يعلم إلا الله كيف ستكون نهايته.
وليس في الأمر مبالغة.. خاصة إذا تأملنا في أن من أصدروا القرار سيجتمعون الاربعاء لتصعيد الموقف بعدما هو مؤكد من الرفض السوري لهذه القرارات التي كان أول المرحبين الرئيس الامريكي باراك أوباما ومسؤولة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «كاثرين آشتون».
وبصرف النظر عما إذا كانت هذه القرارات معبرة عما يعتمل في الداخل السوري أو تنطوي على نوازع من تصفية الحسابات العربية والاقليمية والدولية الا أنها لا تخلو من نزعة الانتهاك لمنظومة العلاقات العربية الدولية خاصة في إشاراتها الموجهة الى المنشقين عن الجيش السوري.
وما يؤسف له أن سوريا نفسها سبق وشاركت في قرارات للجامعة ثبت سوء عاقبتها مثل مشاركة سوريا في الحرب على العراق..
ومن سخريات الزمن العربي بجامعته العربية أن بيت العرب أعطت الضوء الأخضر لضرب العراق وضرب ليبيا وهي في الطريق لإعطاء الضوء لضرب سوريا.. والحبل على الجرار..
وإذاً.. نحن أمام مشهد عربي يتشكل.. جزء منه قديم والباقي يتشكل.. والسبب أنه لا الأنظمة العربية تصالحت مع شعوبها ولا القوى الاقليمية العربية المؤثرة جنبتنا مغبة التعاطي مع فكرة قراءة الفاتحة على بيت العرب.
آخر قلاع البوابة الشرقية للعالم العربي تتعرض لعواصف الاقتلاع وسط تخبط الداخل المحلي في كل دوله وانعكاس ذلك على الجامعة العربية.
والمدهش أن لا يكون للعرب محكمة عربية يعودون إليها عندما يفتح الحراس الابواب أمام الأفكار العدائية للأغراب..