علي عمر الصيعري -
في تحليل موضوعي محايد، لما يجري حالياً في بلادنا، قال: الصحفي والمفكر السياسي خير الله خير الله إن ما يجري في اليمن ليس ثورة بمعناها الحقيقي، وإنما هي أزمة سياسية ترافقت مع احتياجات مطلبية تمثلت في تحسين الحياة المعيشية، وتلبية مطالب المواطنين في مكافحة البطالة والفقر وغلاء الأسعار والفساد ....الخ»..
وإذ أتفق مع هذا التحليل الصائب، وخاصة فيما يتعلق بمخرجات الاحتياجات المطلبية للمواطنين، فإنني أقولها صراحة إن قوى المعارضة المتشددة في الداخل استثمرت انعكاسات هذه المخرجات في الوسط المجتمعي لتسبغ عليها طابع الثورة، وتضيف إليها ما تدعيه بالسلمية مع تزويدها بمليشيات مسلحة من الإصلاح والفرقة الأولى مدرع، بمعنى أنها جعلت من مطالب المواطنين واحتياجات الشباب منهم مطية لتحقيق مآرب وأهداف ذاتية بحتة تمثلت واضحة في الوصول إلى السلطة بأقصر السبل وأسوأها.
وقد انكشفت هذه الأهداف والمطامع عندما فوجئوا بالمبادرة الخليجية والناصة في بنودها على نقل السلطة سلميا ليس لهم وحدهم وإنما بطريقة ديمقراطية لكل الأطياف الحزبية والشخصيات المستقلة، فكان رفضهم الموارب لها وتهربهم من الجلوس على طاولة الحوار مع القيادة السياسية والحزب الحاكم بمثابة دلالات واضحة على طبيعة هذه الأهداف وتلك المطامع.
وإذا كانت الجهود العربية والدولية لاحتواء هذه الأزمة السياسية المفتعلة من قبل هذه الأطراف الحزبية لا تزال فرصها مواتية لإقناعهم بالاحتكام إلى لغة الحوار وهي لغة العقل والمنطق واعطائهم فرصة إلى الحادي والعشرين من نوفمبر الجاري للمراجعة، فإن هذا الإجماع العربي والدولي على حلحلة الأزمة بالطرق السلمية والدستورية يتطلب منا توعية نوعية للشباب المغرر به ومن ضللوا من المواطنين بالنوايا الحسنة للأشقاء في دول الخليج والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تجاه هذا الشعب الذي تطحنه أزمة إذا لم تُحْتوَ في الوقت المناسب فيعلم الله أي وضع سيكون عليه الوطن في قادمات الأيام.
قال الشاعر:
الخير في الناس مصنوع إذا جُبروا
والشر في الناس لايفنى وإن قُبروا
(جبران خليل جبران)