الإثنين, 14-نوفمبر-2011
الميثاق نت -  د. علي مطهر العثربي -
إن العملية السياسية الوطنية التي تقودها اليمن تأتي في إطار المؤسسات الدستورية والتعددية الحزبية والمشاركة السياسية التي كفلها الدستور والتي بدأت عقب إعادة لحمة الوطن اليمني الواحد في 22مايو 1990م، لأن اليمنيين قد أثبتوا للعالم بأسره أنهم أصحاب إرادة، وهذه الإرادة تستمد قوتها من الإرادة الإلهية، لأن الله سبحانه وتعالى قد أمر من فوق سبع سماوات بالاعتصام بحبله وحقن الدماء، وعدم الاضرار بالحياة وتحقيق المشاركة السياسية من خلال مبدأ الشورى الذي مارسه اليمنيون منذ آلاف السنين وجاء الدين الاسلامي ليؤكد هذا المبدأ الإلهي الذي كفل حق المشاركة في الحياة لكافة الناس.
ولئن كانت بعض القوى السياسية في تكتل اللقاء المشترك قد رفضت التعايش السلمي واحترام الرأي الآخر وأرادت فرض رغبتها غير المشروعة على السواد الأعظم من الشعب، فإن ذلك يأتي في إطار الشذوذ الذي يرفضه الاسلام وترفضه مبادئ الديمقراطية وترفضه الانسانية جمعاء، ولما وجدت القوى الظلامية في اللقاء المشترك الرفض المطلق لأفكارها الظلامية في كل الاتجاهات، لجأت الى استخدام القوة والعنف والارهاب والكذب والزيف والزور والبهتان لفرض رغبتها التي تنافت مع القيم الروحية والانسانية تماماً.
إن حالة التصعيد التي تمارسها قوى الظلام في اللقاء المشترك مع كل بارقة أمل لإخراج الشعب من الأزمة السياسية التي افتعلتها تلك القوى الجاهلية يعطي دليلاً أكيداً للمجتمع الاقليمي والعالمي بأن هذه القوى تسلطية عدوانية لا تحترم إرادة الشعب، ولا قيم الدين الاسلامي الحنيف وجوهره الناصع ولا مبادئ الديمقراطية أو القيم الانسانية على الاطلاق، وأن هذه القوى الجاهلية تريد الوصول الى السلطة عبر الانقلاب والانتقام من الشعب وتدمير الحياة.
لقد أثبت الشعب اليمني من خلال حفاظه على الشرعية الدستورية بذلك الاسلوب الحضاري والانساني الذي صبر فيه على فجور وجور القوى الظلامية وواجه تحدياتها التخريبية والتدميرية والارهابية بالحلم والاتقاء، فخرج في كل عواصم المحافظات وفي كل جمعة يعبر عن حقه في الحياة الآمنة والمستقرة بعيداً عن العنف، رغم الافعال الاجرامية والارهابية التي مارستها قوى الظلام والجهل في اللقاء المشترك ضد الشعب.. نعم لقد أثبت الشعب اليمني للعالم بأسره أن هذه القوى الظلامية الغادرة لا تقبل بالتعايش السلمي ولا تحترم الثوابت والاتفاقات والمبادرات وأن هدفها الاساس هو تدمير البلاد والعباد والقضاء على الأمن والاستقرار في المنطقة خدمة لأعداء الانسانية الذين نذروا حياتهم للشيطان.
إن التمادي الذي تظهره قوى الظلام والجهل في اللقاء المشترك لا يحتاج الى توضيح، لأن الافعال تدل على جورهم ونكرانهم للقيم الدينية والانسانية، ورغم كل ذلك التعنت والصلف فإن الشعب قد قابل كل ذلك بالصبر والاتقاء بهدف حقن الدماء وصيانة التجربة الديمقراطية والحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن الذي يعد الركيزة الاساسية لأمن واستقرار المنطقة والعالم.. وقد قدم المؤتمر الشعبي العام ومعه جماهير الشعب ما لم يكن متوقعاً من التنازلات من أجل استيعاب مطالب تكتل اللقاء المشترك، وقد بات العالم بأسره على علم بذلك، ولذلك ينبغي على العقلاء والنبلاء داخل اللقاء المشترك أن يقدروا الجهود الوطنية والاقليمية والدولية الهادفة إخراج الوطن من الأزمة السياسية.. وقد حان الوقت لتفويت الفرصة على دعاة الفتن والتمزق والشتات من أجل يمن آمن بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 18-ديسمبر-2024 الساعة: 04:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-23898.htm