الإثنين, 14-نوفمبر-2011
الميثاق نت -  أحمد مهدي سالم -
بعيداً عن حكايات المجلسين الانتقالي والوطني وشرعية أو عدم شرعية الحكم واستمرار جولات المكايدات والنفخ في البالونات، وشرعنة التدويل أو الخوف من افتراسه ثروات بلادنا.. يبقى اتخاذ القرار الصائب في هذه اللحظة التاريخية.. أمراً مهماً بل فيصلاً خطيراً.. لأن أي تخاذل أو تقاعس، أو إسراع سيترتب عليه.. مستقبل بلد وحياة شعب..
وسيذكر التاريخ من يكظم الغيظ.. ويتنصل عن اتفاقات الانتقام القاتل والدمار الهائل ليحافظ على وطنه من الانهيار، وينسحب من العصبة الاشرار، فلا تأخذنا العزة بالإثم، وقد علمتنا أبجديات السياسة أن الفرص التاريخية نادرة ولا تتكرر، ولا ينفع بعدها عض الندم، أو تغني مع محمد صالح حمدون، شرعك حكم، وافتراضاً ليس كل التزامٍ للخارج قرآناً وإنما هو شيء قابلٌ للأخذ والعطاء والتعديل، والتطوير وتغليب المفيد والنافع خاصة إذا كان الامر يمس مقدسات الوطن ووحدته ومنجزاته، ويحول دون القذف به - في لحظة الحمق - الى هاويةٍ لا قرار له، ولطالما حذر العقلاء والمحللون المنصفون من التهور الجامح، وركوب العناد المدمر، والصلف المغامر، وتوجيه السهم القاتل الى قلب الوطن النابض بالحب، فإن انفلت العقل نضج العقل من عقاله فذاك إيذانٌ بانفجار بركاني فظيع يبتلع رؤوس الثعابين وكل المتواطئين والأبرياء المساكين الذين لم يسيروا في طريق التهلكة والخسران المبين.
الجماعات البشرية أو الشعوب.. تبني الاوطان، وتعمرها بأجمل البنيان وتحوطها بأسيجة القلق والحرص وأسوار المودة وابتسامات حدقات العيون، وفولاذية القوة النابعة من دهاليز النفوس، لا أن تخرّبها أو تتغاضى عن تدميرها لتصحو على أطلال خرائب.
لقد رفض كثير من الشعراء الكبار استبدال أوطانهم بجنان خضراء تجري من تحتها الأنهار.. فيها كل ما تشتهي النفوس وتهفو اليه العيون «أحمد شوقي وبابلو نيرودا ومحمد محمود الزبيري أقرب مثال»، لأن للأوطان قداستها وطهرها، وسحرها الآسر، وألقها الجاذب لكل الأفئدة، بما فيها العصاة، وما أكثرهم في أيامنا هذه التي توشك أن تصطبغ جميعها باللون الارجواني.
تباً لسلطة زائلة، وسحقاً لكرسي حكمٍ يربضُ على أرواح ملايين أُزهقت في سبيل امتطائه وإشباع رغبة شهوانية شيطانية لاغتصاب سرير الدولة بأساليب غير قانونية ولا عرفية، ولا أخلاقية، وعلى غير رضي السواد الأعظم من الشعب الذي هو من يحدد طبيعة الحكم والقائد الملهم الذي يعتليه ورجاله لإدارة شؤونهم وتصريف أمورهم، ويقود طموحاتهم الى أفق عامر بخير أوفر، ومستقبل أزهى بعيش أرغد، ومجدٍ سؤودد.
وفي جانب آخر من الصورة.. يرى البعض الواقعي المتشائل أن الوضع غائم، والحال ناقم والشر قائم، وغراب البين هائم بعد طرده الحمائم، ونعيب البوم جاثم.. في انتظار الولائم.
ملامحُ قتامة واكفهرار تغطي وجه الليل والنهار، وتحجب مساحاتٍ من الأفق الذي بدأ يعشقُ اللون وتحجب الأحمر القاني، ويكادُ الاحمرارُ أن يكون سمةً لازمةً كسائل البلازما لجو الأزمة الملتهب بالحرائق والبارود على نحو متقطع ومحدود، وتمتزج بحرارة الصيف الساخن ثم قطرات الشتاء البارد، وقوة احمرار الغضب في العيون واختلاطه بأزيز الطائرات، وهدير المدافع، ودوي القذائف، وتوزيع وجبات الرعب اليومي، ويختلط كذلك بالكراهية القذرة التي بدأت تسود رغم أنف المحب والحسود، وبأمل أن تكون الوقود الذي يغذي القلب الحقود بإفرازات العقوق والجحود.
ورغم تلك الغيوم السوداء.. يبقى الأمل حيث يحلم الانسان المطحون برضى المعاناة باشراقة يوم فرائحي مشمس وأجواء هادئة مريحة، وابتسامات صادقة وديعة وحركة نشاط دؤوبة وعلاقات تكاملية وثيقة.. يحلم بأن تعود بسرعة، الألفة التي غادرت والرحمة التي فرّت،و الصدق الذي غاب كقمر ليلة بهية وتوارى خلف السحاب هروباً من الغي كما أن قلوب المسؤولين والحكام اكثر شفقة من شفيقة ابنة (شوتر) في (همي همك) .. أن يعود الصفاء والنقاء الى العلاقات المجتمعية التي تسممت بغبار الكراهية ورماد الحقد، فلا نفسٌ هدأت ولا مزاجٌ طاب، ولا مذاق لطعام وشراب، أو فرحة بلقيا الاحباب ما دام الافتراق تضرّست له أنياب واتسعت متاهات السراب التي تاه فيها أكثر الشباب، وهم يحلمون بالقدر المستجاب والأماني العذاب.
لقطات
«العيد الحزين
< اختفت الابتسامات وطار الامن وزاد الهم، والمواطن بين أكثر من خوف: هوس القتل، ورعب الأسعار والتزامات هذا العيد.. جعلوه عيداً بطعم المرّ وبمذاق العلقم، مكايدات اضافية أثقلت الكاهل، وهدت الكبير والجاهل، وذا الجميل، يستاهل.. كله حلا يستاهل.. قاتلهم الله كادوا يقتلعون حب الحياة من قيعان النفوس.
من بعدنا وأفضل منا
< الألمان يحتفلون بوحدتهم في الوقت الذي نحن فيه نتآمر على وحدتنا.
التوقيع: الأديب والقاص محمد الغربي عمران
البديل الجديد
< هل أصبحت القبيلة بديلاً عن الحزب السياسي، والمنظمة المدنية؟! تساؤل كان يدور في ذهني بتأثير المنحدرات الحادة للأزمة حتى جاءت طروحات المفكر محمد حسنين هيكل لتزيدني يقيناً بما كنت متردداً فيه.
جامعة السياح الواطئ
< الجامعة العربية أصبحت بوابة مرور لأعداء العرب كي يستنزفوا ثروات العرب.. العروبة راحت فين!
لا يعلمون!
< هل تعلم سلطة محافظة أبين أن المحافظة احتلت المرتبة الاولى في رفع الأسعار وفقاً لآخر تقرير اقتصادي؟ وأن الباقين في جعار واخواتها.. أكثر معاناةً عذاب وحصار وعزلة في كل شيء، ويكادون يموتون جوعاً وأنى للمحافظ أن يعرف؟!
فيها.. صعوبة
< نحس أن أبا بكر سالم بلفقيه عندما يغني رائعته
«يصعب عليك.. يصعب» ، كأنه يقول لهم: صعبٌ جداً<. صعب عليكم..
فرسان الانتقام
< زلازل، زحف، عواصف، براكين، حسم، اقتحام، بعض من إفرازات سياسيين ... يجهزون المشانق من الآن.. إنهم يحلمون باغتيال الجياد.. أليس كذلك؟!
آخر الكلام
أتلتمسٌ الأعداءُ بعدَ الذي رأتْ
قيامَ دليلٍ أو وضوحَ بيانٍ؟!
المتنبي
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-23901.htm