الإثنين, 21-نوفمبر-2011
الميثاق نت -      فيصل الصوفي -
صحفيون وكتاب وأكاديميون ثوريون جداً وحمّالون للثقافة الاستبدادية ينشرون على شبكة الانترنت »قوائم سوداء« يسودون بها وجوههم ويكشفون من خلالها طريقة تفكيرهم الخاطئة، ويضمنون تلك القوائم اسماء وصور إعلاميين مؤتمريين ومستقلين بوصفهم »بلاطجة« النظام، واعداء »الثورة«، ويتعمد هؤلاء الاساءة للمؤتمريين والكتاب المستقلين ويحرضون ضدهم ويتوعدونهم بالويل والثبور وعظائم الأمور بعد نجاح »الثورة«..

هؤلاء يريدون منا ومن كل صاحب قلم حر وشجاع السكوت عن الفظائع التي ترتكبها العصابات المسلحة باسم الثورة، ويحددون لنا اختيار ما يختاروه لنا.. أن نكون إلى جانب العصابات أو السكوت على باطلها، وإلاّ سمونا بلاطجة وحرضوا ضدنا وتوعدوا بالعصف بحاضرنا ومستقبلنا.

وهؤلاء وضعوا وأعدوا قوائمهم السوداء من باب تقليد، أو بالأصح محاكاة المصريين الذين اعدوا قوائم بأسماء صحفيين وكتاب وفنانين مصريين وصفوا بأنهم أعداء ثورة 25 يناير لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم حول مظاهر العنف وأنماط السلوك غير الرشيدة التي صاحبت الثورة المصرية، ومع ذلك فإن تلك القوائم السوداء المصرية لم تكن ذات قيمة إلاّ من حيث تدل على نزعة اصحابها..

قوائم سوداء بأسماء اشخاص كل ما فعلوه أنهم عبروا عن آرائهم تعبيراً مختلفاً لا يروق لمن يسمون أنفسهم ثواراً وأنصار ثورة.. وهذا الداء المصري نقله اصحابنا إلى عقولهم وأقلامهم رغم خطورته خاصة عندما يترافق مع تحريض ضد حياة الأشخاص.

وهذا الداء وهذه القضية الخطيرة تدل على ضيق الأفق السياسي وسطوة الثقافة الاستبدادية، وتكمن خطورة ذلك أيضاً في أن مصادرة حق الآخرين في التعبير بحرية عن آرائهم وحقهم في التفكير، ورفض القبول بالآخر، ومعاداة التنوع وعدم القبول بالتعدد، كل هذه الآفات تصاحب الكلام عن الثورة وعن التغيير إلى الأفضل وعن الحرية والديمقراطية.. تصوروا دعاة تغيير وثورة وحرية وديمقراطية يمارسون في ذات الوقت الاستبداد على المكشوف.. كل رأي يخالف رأيهم يجرمون صاحبه ويسمونه بلطجياً ويحرضون ضده ويتوعدونه بالانتقام النهائي إذا نجا من أي متعصب سماع للتحريض متوثب للتنفيذ.. دعاة ثورة وحرية وتغيير وديمقراطية يقولون لك كن معنا وإلاّ أنت عدونا.. قل ما نريد أو اسكت.. فكيف يستقيم هذا المنطق؟

والعجيب أن أحد أصحاب تلك القوائم السوداء استاذ جامعي موكل إليه تعليم الشباب دروساً في الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في التفكير الحر والتعبير عن الرأي واحترام الاختلاف والتعدد والتنوع واعتناق ما شاء من العقائد والأفكار.. فبدلاً من ذلك يمارس الاستبداد.. ولكن والعجيب في أمر استاذ جامعي سخر قلمه ولسانه لخدمة مشائخ وعسكر يحتقرون العلم ويزدرون المثقفين ويسخرون من كلمات مثل تنوع وتعدد وديمقراطية وحرية رأي وتفكير.. فلا عجب في أمر من جعل »الاستاذ الجامعي« فردتي حذاء لشيخ جاهل..
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 07:49 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-23986.htm