بليغ الحطابي -
اليوم لم تعد حالة الهيجان »الثوري« لبقايا شباب الساحات وخاصة من فصائل ومليشيات الإصلاح، تجدي نفعاً، بعد انكشاف ما كان وراء العتمة وما كان يتمترس خلفه السياسيون وأصحاب دعوات اسقاط النظام وشعارات النظام العائلي.. فكل هذا زال وأفل كأفول الشمس عند المغيب، بعد أن تمت صفقة التسوية »السياسية« وليس »الشبابية« وضمان المعارضة في المشترك شراكتها في السلطة على جثث المئات من الأبرياء، المدفوعين الى ساحات القتل والاعدام وليس الاعتصام .. لتحقيق مكاسب سياسية ورغبات ونزوات ذاتية لتلك الأحزاب.. ويقول الشباب على صفحات الفيسبوك: إن هذه المعارضة خانت الامانة ونكثت عهدها مع الشباب ومع الشعب..
وإن كانت هذه رؤية شباب الساحات الذين معظمهم من عناصر المشترك، فإننا سنلتمس لها العذر»ولو ان طبعها وديدنها وعهدها نكث العهود والمواثيق والاتفاقات«، لكننا سنقول انه استجابة للنداء الوطني، وإن كانت خالية من ذرة ولاء ووفاء لهذا الوطن، ولصوت العقل والمنطق والحكمة التي طالما دعاها المخلصون اليها والابتعاد عن المغامرة والسفور والحقد والكراهية.. لكنها أخيراً استجابت، لا ندري إن كانت الاستجابة لتلك الدعوات ولما صار المواطن يعيشه تحت وطأتها وهمجيتها الصارخة والمتنكرة لكل قيم ومعايير أخلاقية وانسانية ودينية، أم هو للضغوط الدولية والسوط المسلط على تعنتها ومراوغتها وتصلبها أمام القرار (2014) الاممي الخاص بالأزمة اليمنية..
وأخيراً عادت ووقعت مكرهة على انتقال سلمي للسلطة الذي نصت عليه المبادرة الخليجية، وفقاً لما يريده الشعب والقائد، ومرغمة على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد 90 يوماً إذا أخلصت النوايا وعملت على إنهاء الاشكالات والعوائق الامنية وغيرها في عملها الحكومي القادم في ضوء حكومة الوفاق الوطني التي ستشكلها وألا تزيد من وطأتها بهدف عرقلة الاستحقاق الديمقراطي القادم لاختيار رئيس جديد »توافقي« طبقاً للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، وهي الرؤية التي حرص فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على التمسك بها، والتي رفض الشعب اليمني الانقلاب عليها والانضواء خلف مخططات التآمر ومشاريع التدمير التي روجت لها هذه القوى وشركاؤها من القوى التقليدية والمنشقين والمتمردين في ساحات التغرير«..
نستطيع القول إن التوقيع على الآلية التنفيذية وتوقيع المبادرة الخليجية من فخامة رئيس الجمهورية هو اعتماد للأيادي الامينة التي أشار اليها في خطاب سابق له، التي بإمكانها مواصلة مسيرة بناء الدولة اليمنية الحديثة التي بدأها منذ قيام الجمهورية اليمنية في مايو 1990م واقترن ذلك بالنهج الديمقراطي الذي سيحقق لليمنيين حقوقهم وكرامتهم وتحافظ على منجزاتهم ومكاسبهم العظيمة التي تحققت تحت قيادته.. ومخطط التآمرات التصاعدية انتهت جميعها واسقطت يوم خرج الشعب الى الميادين والساحات رافضاً لها وداعماً لمسيرة الحوار والديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة، وها هو علي عبدالله صالح اليوم يوجه صفعة قوية لما يسمى تكتل اللقاء المشترك.. ليتعلموا فعلاً ان الدفاع عن الثوابت واجب مقدس، وقد قالها بعد عودته من المملكة العربية السعودية بعد إصابته بالحادثة الاجرامية الغادرة في 3 يونيو الماضي، ليتعلموا منه السياسة والكياسة واللباقة والحصافة.. ويتعلموا ايضاً كيف يحترمون الآخرين وأساليب التعامل معهم ومع سواهم.. فهذا ما تفتقده المعارضة..!!
وأخيراً نتمنى أن تكون هذه الصفعة درساً بليغاً تستفيد منه قيادات المشترك وشركاؤهم.. ولإدراك كيف تكون مواقفها وهي تقوم بمهام ومسؤوليات في المستقبل القريب..!