علي عمر الصيعري -
قال الشاعر العربي :
كلما قلنا عسى أن تنجلي
قالت الأيام هذا مبتداها
وهذا القول ينطبق على تيار دموي متشدد في حزب الاصلاح الاخواني، لايريد لهذا الوطن صلاحاً أو أمناً ولا نهوضاً أو تقدماً، وكل مايريده من وراء مايسميه بالتصعيد الثوري هو السلطة بأي ثمن كان ولو على أشلاء الضحايا من أبناء هذا الشعب وعبر نهر من دمائهم الزكية، الذي كان ولايزال له النصيب الأكبر في ازهاق أرواحهم وسفك دمائهم.
ففي الوقت الذي تنفس فيه أبناء الشعب الصعداء لحظة توقيع فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح- حفظه الله- على بنود وآلية تنفيذ المبادرة الخليجية في الرياض يوم الاربعاء الماضي وأيقن الجميع بانجلاء وطأة الأزمة التي طحنتهم برحاها عشرة أشهر بكاملها، وفي ذات الوقت الذي بارك المجتمع الدولي والعربي والاقليمي هذه الخطوة الشجاعة للأخ الرئيس وقيادة المؤتمر واحزاب المعارضة، صعد هذا التيار الاخواني الظلامي من جرائمه ومؤامراته الدموية ضد أبناء الشعب في العاصمة صنعاء وتعز خصوصاً، في محاولة تعيسة لوأد بنود هذا الانفراج المنشود، ولايزال الى هذه اللحظة أسير سعاره المحموم لإفشال جهود الاشقاء في دول الخليج والمجتمع الدولي لحلحلة أزمة دمرت خلال عشرة أشهر انجازات ومكاسب واقتصاداً تحقق خلال عشرات السنين.
وبشهادة الجميع على ان الاخ الرئيس ضرب مثالاً نادراً للرؤساء الذين صنعوا مستقبل أفضل لبلادهم وان التاريخ سيشهد للرئيس على أنه أوصل بلاده الى بر الأمان، وأنه غير وجه الربيع العربي وجعله أكثر سلمية كما أشارت الى كل هذا صحيفة «السياسة» الكويتية.. قابل أولئك العتاولة هذه البادرة العظيمة بالجحود والنكران وعمدوا الى تأليب حماس الشباب لإفشالها عبر ساحات الاعتصامات التي أصبح لا مبرر لوجودها وهم بهذا يخالفون بكل صفاقة نصيحة صدوق نطق بها قائد عربي حكيم هو جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي رعى شخصياً مراسم التوقيع على المبادرة الخليجية، والذي قال فيها مخاطباً إياهم : «اليمن تفتح صفحة جديدة من تاريخها وتحتاج الى اليقظة وادراك المصالح، وتحقيق اهداف الحرية بكافة أشكالها، ولايمكنها ان تستقيم دون مسئولية الجميع».
والشواهد على خبث نوايا تلك الفئة الضالة والشرذمة المتعطشة للدمار والخراب كثيرة وأقلها مثل شرود تمثل في خطبة جمعتهم الماضية والتي اعتبرها المراقبون والمحللون أنها خطبة حرب ودعوة تأجيج لفتنة لعن الله من أيقظها، ومن سدر في غيّه لإشعال أوارها..