الميثاق نت - عباس الديلمي يكتب عن الربيع اليمني- الميثاق نت

الجمعة, 02-ديسمبر-2011
عباس الديلمي -
في مقالة سابقة ِكدت انعي حكمةً نسبت إلينا، جراء ما ألحقناه ونلحقه بأنفسنا من أضرار وخسائر في جميع مناحي حياتنا وشؤوننا؛ لكنه وكلما رأيت الأجواء اكثر تلبُداً وظلمة، كنت ارى بارقاً يلمع، فيلوح بما يوحي إلي بأن مايحدث بيننا وبين الحكمة اليمانية ليس انقطاع الغياب الذي لا وصل بعده بل انقطاع التواصل الذي يتم عند توفر الظروف الداعية لذلك.. انا والملايين من أبناء شعبنا كنا نتساءل بحثاً عمّا يشير إلى حكمة نُسبت إلينا كلما بكى اطفالنا ذعراً من دوي المدافع وازيز الرصاص وكلما رأينا ما يلحق بُنانا التحتية ومنشآتنا الإقتصادية والتعليمية.. وما يصيب سلامنا الإجتماعي، وكلما رأينا دماً ينزف وجراحاً تفتح ونعوشاً تحمل الشهداء من معارضين وسلطة، من عسكريين ومدنيين واطفال ونساء..
ولكنا كنا نرى بارقة امل للتواصل مع حكمة فقدناها كلما سمعنا عن مبادرة تبناها أو تلقفها العقلاء والحكماء منا أو رأينا ساستنا يلتقون للتحاور والتقارب وتذليل الصعاب واستدراكاً للمخاطر التي قد تجعل الخرق يتسع على الراقع..
هكذا كان الحال إلى أن جاء يوم الأربعاء (23-11 من عامنا) ليكون اليوم المبروك (أو الربوع البَرِيْك كما يقول البدو في اليمن) وموعد تجلي الحكمة اليمانية من ديار النبوة وأرض الحرمين وبرعاية كريمة من خادمها.. لقد كان يوماً مشهوداً لفت انظار العالم إلى اليمانيين كما هو شأن ايامهم الخالدة كيوم الثاني والعشرين من مايو 09م، حيث تمكن اليمانيون من انتزاع اعجاب العالم بإنجاز أسعد صديقاً وأغاض عدواً وهم يصنعون ربيعاً يمانياً لم تفسد جماله تقلبات المستجدات غير المتوقعة ولم تعصف بزهوره ريح أو عاصفة غير متوقعة.
ربيع يماني مكن السفينة من التغلب على الرياح والعواصف والوصول إلى بر الأمان وتجنب الخسائر بأقلها - وإن كان اقل قليلها يعز علينا.
لقد رآنا العالم من خلال ممثلينا من النخب السياسية نحتكم إلى العقل لا إلى العاطفة ونصغي لصوت الحكمة والتحضر لا لصوت الجهل والرواسب السلبية، نسعى إلى صون بلادنا لا تدميرها، إلى حقن الدماء لا سفكها بما يغضب الله ويزرع الأحقاد والثأرات.
لقد كان الربيع يمنياً باحتكامنا إلى الحوار والتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنّة والأخذ بها مخرجاً لم نكن نمتلك سواه مما عشناه عشرة أشهر متتالية، ومن مصير لن تكون مأساة اخوتنا في الصومال إلا حدثاً على هامشها..
اننا وبما توصلنا إليه من خلال المبادرة وآليتها المزمنّة قد اعربنا عن حرصنا جميعاً على تجنب منزلقٍ مستقره كلمّا هو مجهول ومرعب، وطلعنا على العالم بربيع يماني، أناشد الجميع ان لا نعرض ازهاره لما يدوسها واشجاره لما يحرق ظلالها ونسماته لما يسممها..
لقد كنا محط تقدير من قال اننا لم نستخدم مالدينا من أسلحة كفيلة بإشعال حروب أهلية على مستوى البيت الواحد، فلا نخيِّب آمال شعبنا وآمال من رأى فينا شعباً جعل من الحوار والعقل مخرجاً من كارثة، وصوناً للديمقراطية والوحدة وحقناً للدماء..
لقد قال احد التوانسة: (هرمنا) وها نحن نقول: (تعبنا).
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 08:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-24148.htm