الأربعاء, 07-ديسمبر-2011
الميثاق نت -  د. علي مطهر العثربي -
إن روح الانتماء الى الوطن ليس شعاراً يردده أصحاب الأهواء والنزوات وتجار الحروب وصناع الأزمات، ولا يؤمن به إيماناً مطلقاً إلا من آمن بقدسية التراب اليمني، وكان أصله من طين الأرض اليمنية الذي خلقه الله سبحانه وتعالى في أول نشأة الإنسان، ولا يرقى الى مرتبة الوطنية إلا من كان حب الوطن قد اقترن بإيمانه بالله، وكان الدفاع عن الوطن عنده دفاعاً عن العقيدة، وأن التخلي عن الوطن تخلٍّ عن العقيدة.
ولئن كانت الاحداث التي شهدها اليمن عبر العصور القديمة والحديثة قد برهنت على قوة الانتماء لدى الانسان اليمني وشدة ارتباطه بقدسية التراب اليمني، فإن الأزمة السياسية الراهنة قدمت أنموذج الانسان الحر الذي يأبى الضيم ويرفض تعريض وطنه للعدوان الخارجي، ولعل صبر الملايين من اليمنيين الذين شكلوا السواد الاعظم خلال هذه الأزمة الطاحنة التي طال أذاها كل بيت يمني وكل فرد خير دليل على ذلك، فقد صبر وصابر الوطنيون الشرفاء والنبلاء وفوتوا الدعوات الشيطانية التي كانت تطالب العالم بالتدخل وضرب القدرات اليمنية وتدمير الدولة اليمنية من أساسها.
إن إصرار الرجال العظماء لا يقف عند حد معين في الحياة السياسية، لأن العظماء الذين يعود أصلهم الى طهارة وقدسية التراب اليمني الذي خلقهم الله منه، جعلت من أولئك العظماء كتلة واحدة تجرعت صنوف العذاب والاساءة ممن لا يريدون وطناً آمناً مستقراً موحداً وصبرت وصابرت من أجل العزة والكرامة والسيادة الوطنية وتفويت المؤامرات الخارجية لتمزيق اليمن، حيث حاولت أيادٍ من الداخل تنفيذ المخطط الأجنبي من خلال الدعوات التي انطلقت في الفضائيات المعادية لسيادة اليمن، وكانت آخر تضحياتها القبول بمبادرة دول الخليج العربية رغم أن تلك الملايين هي صاحبة الشرعية الدستورية، ولأن الوطن أغلى ضحت بالأغلبية.
إن الوطنيين الشرفاء لم يبكوا كما بكى الحاقدون عندما وقع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة، وإنما أعلنوا الفرح ورددوا بالحرف الواحد قول الشاعر الثائر:
انثري الشهب حولنا يا سماء
واسكبي الضوء والندى يا ذكاء
قسماً لن ينال منك دخيل.. أو يبيع المكاسب العملاء..
بينما وجد الشارع اليمني عناصر كانت تراهن وتضع نفسها في الوحل وقالت بأن علي عبدالله صالح لن يوقع المبادرة وما أن وقعها حتى ذرف العملاء الدموع كمداً وقهراً لأنهم كانوا يريدون أن يتدخل العالم في الشؤون اليمنية ويفرض سيطرته على البلاد والعباد لتقع اليمن تحت طائلة الاستعمار.
لقد قالت ملايين الشعب اليمني الحر الأبي من كل الاتجاهات الوطنية المخلصة لقدسية التراب اليمني وفي مقدمتها جماهير وأنصار المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني كافة قالت: لا للتدخل ولا لتنفيذ الأجندة العدوانية على السيادة والكرامة والعزة اليمانية، وردد الشعب بالحرف الواحد قول الشاعر بتصرف:
للبلاد البقاء وللثورة المجد
ولله ثم للشعب والمشير الولاء
بل ردد اليمنيون أقوال شعراء الثورة اليمنية الأحرار:
شظفي مهما عتى لن أرهن
شرف التاريخ في أرضي وعرضي
أي قهر تحته قد وهن
فيَّ إصراري أو أذعن رفضي
عز أرضي كله فيَّ أنا
فهوانٌ كله إن هان بعضي
تلكم هي الرسالة الخالدة التي قدمها اليمنيون الأحرار الذين أسقطوا المؤامرات الانقلابية وفوتوا الفرصة على دعاة التدخل لضرب اليمن وحافظ الجميع على عزتها ووحدتها.




تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-24219.htm