الميثاق نت - محمد لجعاشي- الميثاق نت

الخميس, 29-ديسمبر-2011
محمد علي الجعاشي -
لا أدري في البداية هل أهنئ رئيس وزراء حكومة الوفاق ووزرائه أم أشفق عليه وبقية جميع أعضاء حكومته كون تشكيل هذه الوزارة جاء في ظروف غاية في الحرج والصعوبة.
استمعنا الى المؤتمر الصحفي للأخ وزير الأعلام علي العمراني مساء الآربعاء 21 ديسمبر الجاري، هناك بعض الملاحظات على بعض ما ورد في المؤتمر، ليس من قبيل اصطياد وإنما كما يقول المثل (عين الغريب ابصر) على اعتبار اننا نقيم في الغربة ولكننا نرى مشهد الوطن وما يدور فيه وبعين الخائف المشفق عليه، وحرص الناصح الصادق الأمين، من خلال ما سرده الوزير اتضح لنا أنه كان ايضا مغتربا عصاميا جمع بين العمل والدراسة، وهو ما ينطبق تماما على مثل حالتي وحالة الكثير من اليمنيين الذين خرجوا مضطرين من بلادهم وقراهم الى المنافي والمرافي أميين أو بالكاد يقرأ احدهم اسمه، ولكنهم عادوا بأعلى الشهادات وارفع الدرجات خدموا بها وطنهم وامتهم، وفي اجابته على سؤال لمراسل جريدة الرأي العام الكويتية قال انه كان من قراء مجلة النهضة الكويتية، والتي كنا نحن أيضا نحرص على قراءتها وقراءة كل ما يكتب وينشر عن اليمن على ندرته في تلك الفترة.
كنت قد كتبت مقالا بعنوان (لا لحكومة احزاب... نعم لحكومة وطن) ذكرت عبارة لأحد الحكماء (اذا اردت ان تختبر شخصا فسلمه سلطة) وذلك في جريدة سبتمبر الأسبوعية بتاريخ الخميس 15 ديسمبر الجاري مستلهما المقال وعنوانه من خلال محاضرة ألقاها علينا أحد الأساتذة الأجلاء في مادة الادارة العامة و يحمل شهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف من الولايات المتحدة لا زلت اتذكرها، حيث تطرق في تلك المحاضرة الى ما يسمى ب (الأسلاب والغنايم ) لدى الأحزا ب أي عند وصولها الى السلطة فانها تغير مراكز القوى باسمها ولصالحها وان ذلك كان متبعا لدى دول الغرب وحتى اليوم.. الخ.. وكانت بلادنا يومها لا تعترف بالأحزاب وحمدت الله وشكرته انها لا توجد، لذلك عنونت مقالي بذلك العنوان خاصة وقد ذكرت في المقال نفسه ان السماح للأحزاب في بلد متخلف والأمية مرتفعة فيه قد جلب عليها الضرر اكثر من النفع والدليل هو ما ندفعه اليوم من ثمن باهض لذلك، وحتى وان كان الشخص قد تعلم في الخارج فمازالت الرواسب القبلية ضاربة جذورها في الأعماق إلا ما رحم الله.
لهذا معالي الوزير فإننا عاتبون عليكم أولا فقد استفدنا خلال مراحل الأزمة من حقائق كثيرة نشرت وحقائق كانت مخفية على الشعب ومنها صفقات النفط واحتكاراتها ونهب الأراضي والعقارات.. الخ... من قضايا وذلك من خلال برامج كانت تقدم وحقائق كانت توضح للناس وما ان تسلمتم معاليكم حقيبتكم الوزارية حتى مارستم ما اصطلح عليه في اليمن (لصي طفي) فقمتم باطفاء البرامج التي كانت توضح الحقائق للناس وليس ذلك فحسب وانما ايضا ايقاف العاملين فيها واولهم الأستاذ عبده الجندي، ومحمد الردمي مقدم برنامج المشهد اليمني، ورواء عصمت مقدمة برنامج (من اجل اليمن) وهذه الأخيرة نقولها شهادة لله أنها جديرة في تقديمها للبرنامج اولا للباقتها وكياستها في الحديث وثانيا لأنها تتحدث العربية الفصحى في خطابها وتقديمها، حيث نلاحظ أن ذلك مفقودا عند كثير من المسؤولين والذين يحتاجون الى دوارت في قواعد النحو واللغة العربية، ثالثا أنها من خلال برنامجها ربطت الوطن بعضه ببعض من خلال التثاقف والتلاقح بالأفكار بين مختلف الشرائح الأجتماعية ومن مختلف المحافظات وحتى النائية منها كمأرب والجوف الخ.. كل ذلك من اجل الوطن وهذا ذكاء منها يعكس مدى الترابط والعلاقة بين أ بناء الوطن الواحد شماله وجنوبه واذابة وازالة الحواجز والعوائق ليس على الخارطة فقط وانما ايضا من على القلوب والنفوس، وهذا يحسب لها وليس عليها ويجب ان تكافأ حتى وان كانت هناك بعض الهفوات او الأخطاء غير المقصودة، فلماذا إذا يتم ايقاف برنامجها (من اجل اليمن) وكذا برنامج (المشهد اليمني)؟ وكان من المستحسن ان يعقد لقاء مع هؤلاء مقدمي البرامج وطمأنتهم وتوضيح الحقائق لهم وخريطة العمل والأسلوب والمنهج الجديد في ظل التهدئة والوفاق وتبقى البرامج كما هي مع ادخال بعض التغييرات في الأسلوب ويبقى الجوهر هو من اجل اليمن، يتماشى مع طبيعة المرحلة بحيث تناقش قضايا اخرى اجتماعية اقتصادية سياسية.. ويحقق الغرض والهدف ويخدم المصلحة والوئام والسلام، فاليمن يحتاج الى كل شيء وان تتشابك كل الأيدي والأذرع وبذل اقصى الجهود بدلا من استخدام التكميم والأقصاء، وهو معيب ولا احد يوافق عليه، كما ان للمغتربين والمواطنين الحق في التواصل المباشر مع تلك البرامج المفتوحة بطرح رؤاهم وافكارهم وهمومهم فيما يتعلق بالوطن وما يمر به من ازمة خانقة اكلت الأخضر واليابس لهم كل الحق في المشاركة والمناقشة، ومنذ ان تسلمتم مهامكم معالي الوزير بدت لنا القنوات الفضائية وكأنها شبه ميتة فلم نعد نجد فيها تلك النكهة والجاذبية و (الملاحة)، حيث اختفت العديد من البرامج وحتى لم نعد نشاهد الأناشيد الوطنية فقد اختفى معظمها وحتى تلك الأغاني التراثية اليمنية والعلم اليمني الذي كنا كثيرا ما نشاهده يرفرف من خلال الشاشات اختفى هو ايضا، يعني صمت مطبق اصبح على الفضائيات هل هذا عقاب ، فالوطن للجميع ويتسع للجميع، أ ضف على هذا أننا نرى إ علانات لمؤسسات تجارية من طراز خاص مما يفسر أنه لمزيد من المكايدة والأثارة والأستفزاز خصوصا في هذه المرحلة التي يراد منها تهدئة النفوس كما قلتم وتطييب الخواطر، خاصة واني سمعتك تقول في المؤتمر انك تقرأ صحف الواشطن بوست والنيويورك تايمز، وان شخصا يقرأ مثل تلك الصحف من المحتمل ان يكون (براجماتيا) منفتح مرن ويؤمن بالحرية والديمقراطية ويشارك الآخرين ولا يقصيهم إطلاقا.
كما أن هؤلاء هم مواطنون فكيف يوقفون عن اعمالهم وتوقف برامجهم، فهم يحتاجون الى توجيهاتكم ونصحكم مع اشعارهم بتقديرك وحبك لهم وانهم مثل ابنائك واخوانك وأن مصلحة البلد تقتضي منا ان نعمل كفريق واحد لأننا جميعا في سفينة واحدة وان نبتعد عن الغلو في البرامج وان خير الأمور اوسطها.. الخ وان الجميع سيبقى على راس عمله، وهذا ما يفترض أن يكون اذ لا يمكن انه يقبل أي يمني على اخيه ان يفصل اويحرم من عمله ورزقه بسبب توجهه السياسي الذي يكفله القانون طالما انه حسن السيرة والسلوك وليس لديه ما يخل بالسمعة او الدين او الشرف او الأمانة.
و لاشك أننا كمجتمع مازال ناميا وربما تحت النمو ومازالت القبلية والوساطة والوجاهة تلعب دورها بل وتتجاوز القانون في بعض الأحيان، نعلم ان حاملي الملفات الذين يبحثون عن التوظيف سواء من جماعة هذا الوزير او ذاك أو من جماعة هذا الحزب اوذاك هم كثر، ولا ننكر يامعالي الوزير على أي احد انه هو وظفهم منها ايضا يعتبرون مواطنين واسعد اللحظات عندما يجد انسان مكانا اووظيفة يكسب فيه رزقه ورزق اسرته بالحلال ولكن المهم معالي الوزير ان لايكون على حساب وظائف ناس أخرين بأن يفصلوا أو يقصوا من وظائفهم ويوظف اشخاص آخرين بدلا منهم هذ هو المحرم (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق) وانما الوزيرالجيد والكفوء هو من يخلق وظائف جديدة أي يأتي وفي جعبته رؤى وافكار جديدة بحيث يقوم بتوسيع دائرة الأستثمارات وزيادة الأنتاج في وزارته ويخلق فيها فرص عمل جديدة لهؤلاء وان لا يخلق بطالة مقنعة وعبء على عبء، هذا هو ما نريده ونأمله من أي مسؤول يتولى منصبا بأن يحسن ويزيد في الدخل والأنتاج للبلد وليس استنزاف ثراوته وهدر طاقاته.
قرأنا ما كتبه الأستاذ عبده الجندي (جواب على سؤال) لقد كان الرجل بحكم تجربته وخبرته وذوقه وكياسته راقيا ومهذبا جدا في مباركته وتهنئته لكم بالمنصب بتعيينكم وزيرا للأعلام، وهذا في الحقيقة يدل على ان مثل هؤلاء الناس هم رجال دولة بحق ويتصرفون بمسؤلية وبطريقة بروتوكولية ودبلوماسية، والأستاذ عبده الجندي هو غني عن التعريف جميع الأوساط اليمنية المثقفة تعرفه من قبل الأزمة وتقرأ له، بل اقول لك من عقود، لقد ذاق مرارة السجون والمنافي، ايضا من اجل اليمن، هو بنفسه قال ذلك أنه شارك في انقلاب على الرئيس علي صالح وكان يومها هو ومن معه ينشدون التغيير، ولكنهم حسب اعتقادي اخطأوا في التوقيت والتقدير لأن الوضع في تلك الأيام والصراع الدائر بين القطبين لا يسمح بمثل هكذا تغيير، ومازال الوضع في اليمن له تركيبته الخاصة التي لا تسمح بأي تغيير يجيء عبر العنف ونزيف الدماء وهو ما يحصل اليوم، والرئيس قد علم حينذاك أن الدافع لهم كان من منطلق حب اليمن فهو لذلك قد قدرهم وعفى عن الجميع، لذلك فالرئيس يحتفظ بمكانة عبده الجندي ويقدر نضاله وخبرته وعلمه كما هو ديدن فخامته بتقديره لكل المناضلين، وقد شاهدنا كيف اجلسه الى جانبه في مؤتمره الصحفي يوم اول من امس في الوقت الذي لم يتسع صدرك له عندما عقدت مؤتمرك الصحفي ولم تقعده الى جانبك وهو زميل لك في العمل وعلى قدر عال من الخبرة والكفاءة فكان حتى من قبيل التعارف أن تجلسه الى جانبك ولو فعلت لكنت بذلك نلت رضا قطاع كبير من الجمهور الذين يكنون التقدير والأحترام لعبده الجندي خاصة وأنه من منطقة الثقافة فيها ضاربة الأطناب منذ القدم، و لو كنت اوكلت اليه الأجابة على بعض اسئلة الصحفيين فكان ذلك سيكون كرما منك وستعلوا مكانتك وتقديرك لدى عامة الناس، كما أنه للآمانة انه لم يخطئ بحق أحد ولم يسيء لأحد فقد كان يناشد الجميع اثناء مؤتمراته الصحفية اللجوء الى السلام ونبذ العنف، ويطلب من الجميع وقف نزيف الدم والخراب والدمار الذي اصاب ويصيب البلد، فلماذا اذا التحامل على مثل هكذا قامة وطنية وإيقافه عن العمل؟ واتذكر انه وجه رسالة في احد مؤتمراته الصحفيه للعميد صادق سرحان ويقول له أنا صاحب الفضل عليك انا من ادخلك الكلية العسكرية فلماذا تضرب تعز بالصواريخ وهي مدينتك واهلك وناسك؟ هذا هو موقف الأستاذ الجندي، الذي يحاسب عليه اليوم، نأمل منكم ومن الجميع تناسي الماضي وبدء صفحة جديدة من التعامل بحيث أن الجميع اخوة وابناء بلد واحد، والخبرة يامعالي الوزير لها دورها حيث انه عندما يكون الأنسان مؤهلا وذو قدرات وامكانات يجب الأستفادة من خبراته وان الأستاذ الجندي هو ذاك الرجل الذي يمكنكم الأستفادة من خبراته ولا عيب في ذلك وبالتالي يفيد الوطن عامة.لقد تعلًّمنا في حياتنا كيف تسير الأمور بالمحبة وبالمشاركة في العمل خاصة اذا كان جماعيا وعدم اشعار الآخرين بالتسلط عليهم وانما هم شركاء في القرار الذي يتخذ واعطائهم المكانة والتشجيع مما ينعكس ايجابا على العمل وزيادة الأنتاج.
وهناك عتب آخر عليكم معالي الوزير عندما سألك احد الصحفيين وذكر لك صالحاً مجردا من مسماًّه الوظيفي وهو منصب رئيس الجمهورية فقبلت منه الأمر ولم تلفت نظره ولو من قبيل الكياسة خاصة في مؤتمر صحفي يبث امام العالم وتنبه عليه بالقول من فضلك (رئيس الجمهورية على صالح) حيث أنه قانونا مازال رئيسا للجمهورية وحتى انتخاب الرئيس الجديد في 21 فبراير القادم وتأ ديته لليمين الدستورية كرئيس جديد خلفا للرئيس وانت بنفسك قلت عبارة الرئيس السابق بعد 33 عاماً وهو ما زال فى منصبه وتجاهلت ذلك، وكأننا لا نعلم انه في خلال هذه المدة أن الرئيس علي صالح تحمل المسؤولية في الوقت الذي رفضها الجميع خاصة بعد مقتل ثلاثة رؤساء يمنيين سابقين وتحملها هو واحضر كفنه معه وغامر بحياته، لماذا ينكر البعض على الرجل تضحياته ونضاله ومنجزاته واولها تحقيق الوحدة وظهور النفط وبناء العديد من الجامعات وآلاف المدارس والمعاهد والطرقات والأتصالات.. الخ، وكان الأحرى يامعالي الوزير عندما قلت 33 عام أن تنصف الرجل اقلها الشكر فيما اجتهد واصاب، وتلمس العذر له فيما أخطأ فيه واخفق حيث أن المثل يقول من لا يعمل لايخطيء،.
ياسيدي الوزير: إنني وامثالي في بلاد الغربة كل يوم نتعلم من خلال تجاربنا واحتكاكنا بالغير وكنا نتمنى ان تكونوا أنتم القادة في الوطن القدوة لنا ومسح الصورة السوداوية الحاصلة في اليمن والتي تلاحقنا في الخارج في هذه الأيام بسبب ما يدور فيه من اعمال وحشية لم تحصل في أي مكان من العالم، وأن الوطن هو محبة وليس بوازيك آ. بي. جي وصواريخ اللو.. الخ، وان من يحب وطنه هو من يعلي بناؤه وليس من يهدمه ولو حتى بقطع غرسة او تهديم جدار او سور.. الخ، لذلك نريد من خلال الأعلام غرس هكذا مفاهيم وهكذا محبة بين ابناء الوطن الواحد و أن لاتحمل النفوس أي ضغينة على احد بل الجميع يعمل من اجل الخير للجميع وسلامة الجميع وان يعيش الجميع اخوة متحابين، فهل معاليكم سيكرس مثل ذلك وتعيد لنا القنوات الفضائية وبرامجها الفضائية ومن فصلوا من اعمالهم وبرامجهم وان يوجه بغر س قيم (المحبة والأخاء والتعاون والسلام).
في الأخير معالي الوزير، أشدتم في مؤتمركم بالعلاقة بأشقائنا في دول الجوار تشكرون على ذلك، وكنت أنا ايضاً قد طلبت في مقالي السابق الذي أشرت اليه آنفا بأن يكون ذلك من اولويات حكومة الوفاق، وقد طلبتم سعادتكم في المؤتمر الصحفي المساعدة في دعم اليمن والأستثمار فيه من اجل إعادة ما تم تدميره وتخريبه والأستثمار فيه في كافة المجالات.
لقد كان البرنامج الأستثماري للحكومة السابقة حافلاً وواعداً، حيث انعقدت عدة مؤتمرات للمستثمرين، ومؤتمر لندن للمانحين من اجل مساعدة اليمن، وبدأت المساعدات والأستثمارات تتدفق على اليمن والرئيس بنفسه كان يتصل شخصيا بالمستثمرين، ويذهب بنفسه لأستقبا لهم وقابل البعض منهم في حضرموت كآل بقشان والعمودي.. الخ، حيث كانت البيئة الأستثمارية قد تم تهيئتها وأهمها عنصر الأمن والبنى التحتية كالطرقات والموانيء والمنافذ البرية والمطارات والأتصالات وشبكة الكهرباء والأسواق الحرة في عدن، ورأينا افتتتاح مصانع الأسمنت في حضرموت ولحج ومصانع تعليب الأسماك وغيرها من المصانع، وشاهدنا خليجي 20 كيف انجزت الملاعب الرياضية على احدث المواصفات والمقاييس وفي وقت وجيز واستطاع ان يستوعب جميع الوفود الرياضية والمدعويين من كبار القادة والضيوف والزوار والسواح، مما حقق عائدا استثماريا لليمن يفوق ما تم انفاقه على اقامة الدورة وهذ هو بيت القصيد، فما الذي حصل إذاً؟
إن تلك البيئة الأستثمارية والبنى التحتية قلبت رأسا على عقب، فالطرقات قد قطعت والكهرباء قد دمرت والأتصالات قطعت والوزارات والمنشأت واحسن منشاة طيران هي مكاتب الخطوط اليمنية في الحصبة احرقت، ومن ظمنها مكاتب طيران السعيدة لأحد المستثمرين العرب هو ايضا احرق، وحتى ان بعض اموال واستثمارات المغتربين التي جمعوها من كدهم وعرقهم طوال سنوات اغترابهم قد دمرت ايضا مع بيوتهم ومتاجرهم في شارع هايل والزبيري والقاع والحصبة وفي تعز.. الخ، ناهيك أن الدولة نفسها قد فقدت معظم رساميلها من اصول ثابتة ومعدات واجهزة ومكائن وادوات.. الخ، واصبحت الخساير تفوق 20 مليار دولا ر، واذا كان عدد سكان اليمن يربوا على 25 مليون فعلى اقل تقدير أن 20 مليوناً قد اصبحوا عاطلين عن العمل بسبب توقف عجلة الأنتاج الذي يعتمد على الميكنة والطاقة المعطلة، ونهب واحراق الأسواق واصبح الكثير من التجار ورجال الأعمال وهو قطاع لا بأس به كان يوظف جيشا من العاطلين، فأصبحوا هم انفسهم مفلسين عاطلين عن العمل.
إذا من المتسبب في كل الذي حصل؟ من جانبه الرئيس قال لهم تعالوا الى الحوار في وقت مبكر من الأزمة وقبلها وعرض عليهم المشاركة في الحكم عقب انتخابات 2006م ورفضوا واختاروا جانب المعارضة، وفي بداية الأزمة دعاهم الى الحوار من اجل العمل على ترتيبات الأنتخابات وقدم التنازلات تلو التنازلات والحلول تلو الحلول، وآخر ذلك المؤتمر الوطني الذي طرح فيه مشروع تقسيم الدولة الى اقاليم بما يشبه الفيدرالية، وكل ذلك قوبل بالر فض، وانه لا حديث ولا لقاء ولا حوار ولا تفاهم الخ... بدليل انكم اديتم اليمين امام نائب الرئيس وليس امام الرئيس، وهذه كانت مبادرة من الرئيس يشكر عليها من اجل حلحلة الأمور وحرصه على سلامة العباد والبلاد ونزولا عند رغبة المعارضة.إذا يا معالي الوزير من الذي كان يخرب ويدمر ويقتل الجنود وهم يؤدون صلواتهم في المساجد وعلى سجاجيد الصلاة،؟ هل الحكومة والدولة هي من يفعل ذلك وتخرب ما بنته من مدارس وجامعات وطرق وكهرباء وتقتل ابناءها من الجنود الذين صرفت عليهم المليارات من اجل تعليمهم في احدث وارقى الكليات والمعاهد والآكاديميات العسكرية؟
اذا من فعل ذلك؟ لا شك انكم تعرفون والشعب كله يدرك ويعرف من فعل ذلك وهم من الذين ما زالوا يتمترسون خلف الخنادق والمتارس في الحصبة وفي تعز ونهم وارحب.
الخلاصة سيدي معالي الوزير إن من يحرق ويهدم بيته بيديه لا اظن أن الآخرين سوف يساعدونه بالسهولة التي تتوقعها لأنه من لا يساعد نفسه اولا لا يأتي الناس ا ليه للنجدة والمساعدة، ولأنه كان في الظروف الأعتيادية بالكاد كان اليمن يحصل على مساعدة من هنا اوهناك من اجل مساعدته على النهوض ومن اجل ان يكمل بناه التحتيه، من طرق ومدارس وجامعات.. الخ، فكل تلك المساعدات التي تم جمعها بالقطارة كما يقال خلال عقود مضت قد تم هدمها وذهبت هباء مع الريح، فمن الذي نعتقد أنه سيهب هكذا سريعا لمساعدة اليمن واعادة ما دمرناه بأيدينا؟.
وهي اسئلة قادم الأيام هي من سيجيب عليها ، إذ أن اليمن اليوم اصبح شبيها بالصومال وأن المساعدات التي نمني بها أنفسنا ستكون اشبه بالأغاثة من منظمات وجمعيات انسانية على اقل تقدير، وسيبقى الليل طويلا مظلما في سماء اليمن بعد ان كانت قد اشرقت شمس الصباح وبدأ اليمن يخطو نحو العلا بخطوات ثابتة مفعمة بالأمل والعمل، ولكن النفوس المريضة والعقول الجاهلة هي من وضعت العربة امام الحصان كي تحد من عنفوانه وسرعته بل وتحطيمه، كما أن الرسالة التي نحب ان نرسلها لكم ولكل من يهمه الأمر وهو انكم سيدي تبحثون عن شعرة الجمل وتتقاتلون عليها في الدائري وفي الحصبة وهايل والزبيري بينما الجمل بحمله يغرق الآن في صحراء ثمود والأحقاف وفي اماكن اخرى، اللهم اني بلغت.نسأل الله اللطف باليمن وان يهب الخيرون لمساعدته ونجدته ونرجو من الله ذلك، وإن غداً لناظره قريب.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 05:33 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-24500.htm