الميثاق نت - عباس الديلمي- الميثاق نت

الخميس, 05-يناير-2012
عباس الديلمي -
عُرف مقيل الاستاذ محمد عبدالوهاب جباري رحمه الله بالقراءة التي كانت تستغرق أكثر من نصف ساعاته، ولهذا لم يثابر على دوامه من رواد ذلكم المقيل الاّ من اعتادوا على القراءة والنقاش والاستماع إلى صوت الاستاذ جباري وطريقته في القراءة وتلوين الأداء.. حتى كاد أن يحصر على وجوه معينة.. ألِفَتْ بعضها وتعززت صلاتها. وعندما تعين الاستاذ جباري وزيراً للتجارة، سرعان ماقصد مقيله مجموعة من موظفي الوزارة ولكل منهم غايته كما هي عادة من يسارعون إلى مط رقابهم أمام كل وزير جديد والاقتراب منه بدوافع مختلفة كالمحافظة على موقعه، أو ليشكو بمسؤوله الإداري أو ليوغر صدر الوزير الجديد على زميل أو مدير.. الخ.
دخلت مجموعة الموظفين علينا في المقيل واحداً بعد الآخر وهم يرددون (السلام تحية ماعدا الوزير) وهذا يعني -لمعرفة غير اليمني- أنهم سيسلمون على الوزير فقط لابداء الحب والاحترام الزائد والتعبير بحرارة المصافحة قبل كلمات النفاق المناسبة.
وبعد أن أخذ كل منهم مكانه وسمعنا منهم شيئاً من كلمات المجاملة والنفاق، ونحن نشفق عليهم من نباهة وذكاء جباري ومعرفته بنفسيات من يقدمون على ذلك الفعل، أحس الاستاذ جباري ان رواد مقيله غير مرتاحين لتلك الوجوه التي ستفسد عليهم برنامجهم اليومي في القراءة، كما أحس ان الضيوف الجدد لن يرتاحوا لمقيل يكرس للقراءة والنقاش قرر ان يريح رواد مقيله وان يعفي ضيوفه مما جاؤوا من اجله.. وقال موجهاً حديثه لهم: اريد يا ابنائي ان تتأكدوا من شيء هو؛ لن يتغير في الوزارة شيء دون ان اكون على دراية كاملة بأسباب التغيير وايجابياته، لا استبعاد ولا ترقيات بالوشاية أو المجاملة والتقرب، أخلصوا في الأداء ولأمانة المهنة واطمئنوا جداً على مواقعكم؛ بامكانكم -بعد هذا- أن تستمروا في المقيل أو تذهبوا إلى حيث ترتاحون بعيداً عن المجاملة والرسميات.
ما أن سمعوا -من أشرت اليهم- هذا الكلام ورأوا الاستاذ جباري يلتقط الكتاب الذي بجانبه ليشرع في القراءة حتى ظهرت عليهم علامة الارتياح وغادروا المكان.. دون ان يقول أحدهم السلام تحية.
تذكرت هذه الواقعة عندما طَفَتْ على السطح ظاهرة الخروج على هذا المسؤول أو المدير طلباً لتغييره والإطاحة به، وهي ظاهرة لا تختلف عما يحدث بعد تشكيل حكومة جديدة أو تعيين وزير جديد، حيث يسبق إلى الوزير من يشكو بمسؤول أو مدير أو يعرض كفاءته التي لم ينظر إليها، أو أحقيته في موقع يخدم منه سياسة الوزير الجديد، اما ما طرأ عليها من جديد في شكل وقفة احتجاجية أو خروج رافض.. فمرده إلى موجة الزخم الثوري وتيار التغيير، ولهذا جاء بيان أو تصريح حكومة الوفاق طلباً للتهدئة وعدم الإثارة واتاحة الفرصة الكافية للنظر في الأوضاع، واتخاذ المعالجات المطلوبة والبت في المظالم والشكاوي.
ان ماصدر عن حكومة الوفاق لهو عين الحكمة، ويعكس رؤية حكومة أو رؤية دولة يدرك رجالها كيف تُسَيَّر شؤون الدولة بعيداً عما يربك ويؤثر على الاداء والانضباط الوظيفي.
وهنا نقول: امام حكومة الوفاق حتى إجراء الانتخابات الرئاسية التوافقية فترة زمنية كافية تمكن كل وزير من تقويم الاداء في وزارته بشكل جيد، ومعرفة الكوادر التي تعمل تحت إمرته، وما يحتاج إلى التغيير أو التطوير.. الخ.
حينها لن تتم الانتخابات الرئاسية التوافقية، والتي لن تؤدي إلى تغيير الحكومة الحالية حتى تكمل الحولين حسب المبادرة.. الاّ وقد أعد كل وزير خطته المتكاملة عن رؤية وموضوعية لإجراء التغييرات والتعديلات المطلوبة وفق الاجراءات القانونية والدستورية.
ما أحوجنا لمنح وزراء الوفاق فترة زمنية لن تزيد عن شهرين.. لدراسة واقع وزاراتهم وضمان الصوابية والموضوعية في التغييرات المطلوبة.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-24578.htm